قالت حبني بالغصب !
من صور الفكاهة في الحب خاصة في زمننا هذا أن يكون لك محبا أحمقا يفرض عليك حبه غصبا لا توسلا واستعطافا أو استئذانا لقلبك ، ليكون حبا كريها سيئا يكاد يخلوا من حسن القبول والمفاهمة والمعاشرة ، وكونه قد كان من طرف واحد لا من الطرفين ، وأيضا فهو يفتقر إلى إجادة التعبير وأسلوب التفاهم والمفاهمة والتي قد تؤدي نتائجه إلى التشهير والفضيحة .. الخ ، كما أن الحب الحقيقي لا يكون قريبا من حيث الظهور في حال إن كان من طرف واحد بل من بعيد لكي يخفي معالمه وحتى يكون المحب وفيا بحبه معك ، فلا يتسبب لك بالإحراج أو المضايقة أو بظهور المشاكل لك وخاصة إن كنت متزوجا ولديك أبناء .. الخ ، لأنه مازال يتمنى لك الستر والتوفيق والسعادة في حياتك ، وحتى إن كان حبك له بالغصب فأكثر ما يفشل هو الحب من طرف واحد ، لذا .. قالت هي حبني بالغصب ! فضحك المعني لها حتى مات ضاحكا ، وبكى من سمع لكلامها حتى مات باكيا ، وبقيت هي لوحدها تعاني الحزن والألم لفراقه حتى تولاها الموت غاشية ، وعليه .. هذه وقفة حب بكل شجاعة قالها أحد المحبين : قليب بن مقلوب أبو قلبين لمحبوبته : شمة بنت علي في كتابه المعروف : بكنز المحب فارقة ولا تقع فريسة له لتجن ، وذلك عندما كان متزوجا بالحلال ومحبا لها في السر :
سأخلف عن حبي لها ساعة ..
وحتى لا تتعذب من أجلي أياما وليالي .
فلست بمخلف لوعدي لها ..
وإنما القلب لتلك التي مازالت حلالي .