سامي أبو دش
أوقفني ذات مرة صاحب المركبة من نوع ( أمريكي ) طالبا مني مساعدته قدر الإمكان بأي مبلغ كان رغم ظهوره علي بمنظر الرجل الأنيق والمهذب وأيضا المرتب من حيث لبسه ولباقة حديثه والتي قد دلت عليه بأنه لم يكن من متسولي أو طالبي الحاجة ، لألمح ومن خلال حديثي معه بتلك المرأة المبرقعة والتي كانت معه في المركبة وهي بكامل زينتها وكإغراء منها ، ولربما كان ذلك بقصد الخجل وسرعة الاستجابة للطلب سواء مني أو من أي شخص آخر قد طلب منه ذلك ، وأما إن كان إغرائها بغير قصد فستبقى دائما وأبدا النية محلها القلب ولا يعلم بها إلا الله لأقول : (إنما الأعمال بالنيات) ويبقى علمهم عند الله فهو أعلم بهم وبما أخفته نياتهم ومقاصدهم ، لألبي طلبه بما تيسر مني وأغادر المكان فورا ، وكذا الحال أيضا مع بعض المتسولات ممن يقفن عند إشارات المرور ما بين المداخل أو المخارج والبعض منهن بكامل حللهن وزينتهن ليقع الإغراء منهن والجذب من قبل بعض ضعاف النفوس والمستغلين بحاجتهن وضعفهن ، خاصة من بعض المتسولات من الجاليات العربية واللاتي ألم بهن إما الكوارث أو الحروب أو الفقر المتفشي في بلدهن وهو الأمر الذي قد جعلهن إلى أن يلجأن لطلب الحاجة والسؤال أو التسول ، ليبقى الوقوف معهن واجب ولكن ! ليست على طريقة البعض منهن أو كما يقال بأن : الشيء يظهر أو يبان من عنوانه ، وأخيرا وليس آخرا .. نتمنى من الجهات المختصة والممثلة في مكافحة التسول القضاء على بعض المستغلين أو بالأصح القاصدين بإغراء الغير تحت مظلة الحاجة أو التسول ، وفي المقابل يجب العمل وبشكل جاد وفعلي على حل معاناة الباقين منهم ، وممن كانوا وبالفعل بأمس الحاجة الى المساعدة وذلك للوقوف معهم بشكل جدي وفعلي وفي تلبية كامل احتياجاتهم ومتطلباتهم ، وفي الختام .. إذ نسأل الله العلي القدير بأن لا يرينا أو يذيقنا بما يذاقوه هم وأن نكون دائما من الحامدين والشاكرين على ما أنعمه الله علينا من نعمة الأمن والأمان ومن متعة الرفاهية والطمأنينة والاستقرار ، فالحمد لله على كل شيء .
سامي أبودش
https://www.facebook.com/sami.a.abodash