بقلم جاسر العمري
- كثيراً ما يتردد على أسماعنا : " لكل بداية نهاية " - ولاشك أنّها سُنّة الحياة - ( ضعف ثم قوة ثم ضعف ) ، وتختلف هيئة البدايات والنهايات من واحدة لأخرى ، بل وتتفاوت أعمارها ، ومِن الحِكم التي دائماً ما أُكرّرها - مُعجباً - :
" كل الأمور على ما يرام في النهاية ، إن لم تكن كذلك ، فتلك ليست النهاية "
- ومثل هذه الجملة تعطينا شيئاً من التفاؤل - بل وتلقننا درساً من نوعه - في أنّنا نحن مَن يُحدّد مصيرَ " نهاية أعمالنا " ، وإنجاز ما تقترفه " أمزجتنا " ، وتبلوره أفعالنا .
- بعد هذه المقدمة " الصاخبة " ، أحاول أنْ أستثيركم عندما أتحدث - مُوجِزاً - عن دور الإعلام ، وأهدافه ! ، ولتبقوا معي في مناقشة الإعلام المرئي - تحديداً - ، بل وتتفهموني عندما أسلّط الضوء على إحدى القنوات الفضائية البارزة ، والتي أحدثت في مجتمعنا شيئاً من " الهرج " ، سواء على صعيد " مجالس البراد و الدلة " أو على صعيد " مجالس الآيفون والسامسونج " !
* ويا تُرى ما سبب كل هذه الضجة ، وتلك الدندنات ؟!
* وماذا أحدثته تلك القناة وابتدعته ؛ لنسمع كل تلك الأصوات ؟
* يا تُرى مَن هم مؤيدو القناة ؟ ومَن الذين يضدّونها ؟
- سأضعُ ما في جعبتي تجاه هذه القناة ، ولكم أن تأخذوا وتردوا ، ولكم أن تؤيدوا وتعارضوا .
- " قناة بداية " لها من اسمها نصيب ، بدأت من حيث انتهى إليه الآخرون ، إذ جاءت كإحدى قنوات الواقع ، واستطاعت في بداية ظهورها أن تتوازن ( توازناً إعلامياً ) وتظهر في ثوب الإعلام الاجتماعي ، الواقعي ، الشبابي ، الهادف ، ومن تلك الفترة لاتزال تتمسك بهذه السياسة - إلى حد ما - .
- برزت قناة " بداية " - من وجهة نظري - من البرنامج الشهير ( زد رصيدك ) ، فقد كان بالفعل برنامجاً حيوياً مليئاً بالفقرات الهادفة و المشوّقة .
- جذبت القناةُ الجماهيرَ لعدة أسباب من ضمنها :
( ثبات توجهها ) ، ( الابتكار والتجديد ) ، ( الإثارة ) والأخير هو الأبرز ؛ إذ استطاع متسابقو ( زد رصيدك ) بإخراج المجتمع من جو النمطية ، والقدرة على كسر حواجز ( الرسمية ) والتعامل ( على السليقة ) إلى حدٍ كبير - رغم ما انعكست به بعض " المواقف الساذجة " سلباً بسبب هذا التبسّط .
- العنصر النسائي أكثر متابعي القناة ؛ ويُرد السبب كون القناة نجحت في اختيار البرامج المتنوعة ، والتي تجعل من المتابع التعايش مع الواقع المثير والمغاير ، وما تعيشه المرأة في ثقافة مجتمعنا ؛ يجعل منها الخروج إلى هذه النافذة - ومع ذلك يجب أنْ يغضضن - .
- أكثر من ينتقد القناة هم الرجال - ولا غرو - ، فـ ( الانتقاد ) من مسارات التصحيح المرغوبة والمطلوبة ، ولكن يبقى أن ننقد دون تجريح أو اتهام أو الدخول للنوايا ، ولنحسن الظن بأولائك المنتقدين ، فقد يكون انتقادهم نابع من غيرة - و( الغيرة ) جِبلّة وطبع - ولكن يجب أن لا نغلو في استخدامها ، ولا نألو في توجيهها .
- لاشك أن قناة " بداية " نجحت في إثبات جدارتها ، وترسيخ اسمها ، كقناة رائدة ، وبارزة ، وشهيرة ؛ إلا أنني ألاحظ - ومن وجهة نظري الخاصة - ظهور بعض الملاحظات التي يجب أن تُصحّح ومن ضمنها :
" اللهفة المادية " ، " جذب الجمهور على حساب الجودة " ، " نمطية البرامج " ، " عدم مراعاة الذوق العام " .
وهذه الملاحظات تتفاوت مابين بائنة وغير بائنة ، إلا أنني ذكرتُها كمحب لهذه القناة ، وككاتب يجب أن يقول الحقيقة ولو كانت " مُرّة " .