حسن بن عويش العمري
الْيَوْمَ الوطني
كل عام وانت يا وطني بخير
بما اني مواطن ، ولي شرف الانتماء لهذا الوطن الغالي علينا جميعاً ، ولكوني تربيت على محبة الوطن ، وغٌرس في قلبي محبته دوم لا يوم ،
وبما انني علمت من مشايخنا الأفاضل بانه لا يوجد الا العيدين ، عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عادى ذلك مما يسمى من الأعياد بدع لم ينزل بها من سلطان ،
هكذا انا منذ نعومة أظفاري ، الى ان بلغت من العمر ما بلغت ، وخلال السنون التي تصرمت من عمري تطورت الاحتفالات بالْيَوْمَ الوطني شيئا فشيئاً ،
الا انني رغم تطور هذه الاحتفالات إناء بجانبي بعيدا عنها امتثال لرغبة مشايخنا الذين تغيروا مع السنون وتغيرت لدى الكثير منهم المفاهيم ، وأصبحنا نسمع من بعضهم تاييد الاحتفالات بهذا الْيَوْمَ العظيم ،
بقيت كما كنت وتزايدات الاحتفالات ، وكأنني أضع في مسامعي ما يعيق السمع ، حتى لا أجنح الى ما كنت اظنه محرماً وان راق للكثير ،
تطورت التقنية وتجاوزت كل حوائط المنع ، وأصبحت تصلك الاحتفالات وانت على فراشك ، وليس لك بد من التقاط السمع مهما كان حرصك او عدم رغبتك !
وفي الْيَوْمَ الوطني السابع والثمانون ، اطلقت لنفسي العنان لأحضر الاحتفالات عن قرب ، لا اعلم لماذا اتخذت هذا القرار ، الا انني اتخذته عن قناعة ورغبة في معرفة لماذا تقام الاحتفالات في هذا الْيَوْمَ خاصة !
نزلت الى الشارع على استحيى وكأنني اتوارى من الناس !
لا أخفيكم لقد ذهلت بما رئيت ، ومن دون ان اشعر لم اعلم الا وانا احمل علم بلادي ، وأعطي كل واحد من ابنائي علم اخضر ، واصول واجول في شوارع مدينتي مع آلاف البشر والذين يبدوا على محياهم جميعا الفرح والسرور والتمجيد لحكام هذا البلد العظيم ،
مررت مع هذا الجمع الغفير ببعض رجال الأمن فإذا بالمواطنين يحبونهم ويسلمون عليهم ويتبادلون معهم الهدايات وياخذون معهم الصور التذكارية ، واذا بي احس بشعور في نفسي غريب وفرح غامر لم احس به الا عندما كنّا ندور على بيوت القرية في ايّام الطفولة ، ونتبادل التهاني في الأعياد حينما كنّا نهني بَعضُنَا بقلوبنا لا بايدينا !
سالت نفسي أسالة كثيره ، منها :
يا ترا هل الاحتفال بيوم الوطن حلال ام حرام ؟
لماذا كنت في منئا عن هذه الاحتفالات الجميلة والرائعة ؟
لماذا كان يحدث بعض التجاوزات في الأعوام الماضية بينما في هذا الْيَوْمَ كان الجميع يحتفل وهو يعتبر نفسه رجل امن ؟
لماذا لم آراء او اسمع اي تعليق من شيوخنا الأفاضل ؟
وبينما انا كذلك استعدت أنفاسي ، وأكملت جولتي واستمتعت بصحبة ابنائي ، وشاهدت افراح ولحمة الشعب السعودي كما شاهدت الكثير من المقيمين يحتفلون معنا وكأن هذا البلد للجميع،
سمعت محبة الجميع لهذا الوطن الغالي ، هنا يشهد الله دعوة من قلبي ان يحفظ لنا ديننا وولاة امرنا ، وان يحفظ لنا امننا وينصر جنودنا ، ويرد كيد كل كائد وخائن لهذا البلد في نحره ،
اما أسئلتي او تساؤلاتي فلم اجد لها عندي اجابة وسوف اتركها للآتي فلعنا ان نسمع من يجيب عليها من ذوي الاختصاص ، وسوف أبقى أمجد وطني وأحب تراب بلدي في هذا الْيَوْمَ وكل يوم ،
كل عام وكل شهر وكل أسبوع وكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية وانت يا وطني بخير ...