بقلم الدكتور عبدالله العلي الطعيمي
قامت هذه الدولة السعودية السُنية السَنيه على أساس متين من الدين الإسلامي الحنيف الذي لا تقبل المزايدة عليه بل إنه دستورها الذي اتخذته وتمسكت به منذ عام 1157 هـ باتفاق الدرعية بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحمهم الله هو الدين الإسلامي النابع من مصدريه الشريفين كتاب الله وسنة نبيه محمد ﷺ مما جعل لها تميزا عالميا فريدا التزم به ملوك هذه البلاد حتى هذا العصر الزاهر عصر سلمان الحزم والعزم يحفظه الله وعضيده ونصيره ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامعُ
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله :
ما يتعلق بهذه الحكومة -ولله الحمد- فالبلاد -كما تعلمون- بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية، والقضاة لا يحكمون إلاَّ بالشريعة الإسلامية، والصيام قائم، والحج قائم، والدروس في المساجد قائمة، إلا مَن حصلت منه مخالفةٌ أو خُشِي منه فتنةٌ، فهذا لابد أن يُمْنَع دفعاً للشر وأسبابه، ثم إذا نظرنا -والحمد لله- إلى بلادنا نجد أنه ليس هناك بناءٌ على القبور، ولا طوافٌ بالقبور، ولا بِدَعٌ صوفية أو غيرها ظاهراً، قد يكون عند الناس بدعةٌ صوفية، أو ما أشبه ذلك خفيةً، الخفية هذه ما يخلو منها مجتمع، فكل مجتمع لابد أن يكون فيه شيء من الفساد، إذا نظرنا إلى هذا، وقارنَّا -والحمد لله- بين هذه المملكة، والبلاد الأخرى القريبة منا؛ وجدنا الفرق العظيم، يوجد في بعض البلاد القريبة منا جِرار الخمر علناً في الأسواق تباع، والمطاعم تُفْتَح في نهار رمضان، يأكل الإنسان ويشرب كما يريد، بل توجد البغايا علناً، حتى حدثني بعض الناس أن الذين يأتون إلى بعض البلاد للسياحة، منذ نزوله من المطار يجب على الإنسان أن ينظر إلى واقع حكومته وواقع بلاده، ولا يذهب ينشُر المساوئ التي قد يكون الحاكم فيها معذوراً؛ لسبب أو لغيره، ثم يَعْمَى عن المصالح والمنافع عمايةً تامةً، وكأن الحكومة لا شيء عندها من الخير إطلاقاً، هذا ليس من العدل، يقول الله -عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة:8] فإذا قال قائل: ما الذي يجعل هذا واقعاً؟ نقول:
أولاً: الغيرة التي لا حدود لها، لا تتقيد بشرع ولا بعقل: وهذا يعود إلى الجهل.
ثانياً: الهوى: فهذا سببه أمران:
إما الجهل بالشرع أو بالحكمة،
وإما الهوى: بمعنى أن يكون الإنسان يعرف أن هذا غلط، لكن لشيء في نفسه على ولاة الأمور، يريد أن ينفِّس عن نفسه بنشر مثل هذه الأشياء التي توجب أن يَنْفُرَ الناس من ولاة أمورهم، وأن يوغر صدورهم عليهم.
لقاء الباب المفتوح [128]
إن قرار قيادة المرأة للسيارة قرارا حكيما صائبا
وموفقا وموافقا للشريعة وهو مبني على أساس شرعي رصين أن الأصل في المعاملات الإباحة والحل بعكس العبادة المبنية في أصلها على الحظر والمنع كما أن القرار جاء لتتلاءم طموحات نساء المملكة مع نظيراتها في العالم أجمع في هذا الحق خاصة في ظل الاحتياجات العائلية الملحة والأوضاع الإقتصادية والسلوكيات الاجتماعية التي لا تخفٓ على أحد ففيه درء لمفاسد جمة خاصة بوجود رجل أجنبي لا يمت بصلة لهذه العائلة أو تلك يسرح ويمرح بلا حسيب ولا رقيب في الغالب فكان قرارا رافعا للمعنويات مزيلا للانتقادات مثبتا للعزمات أتخذ بعد مشاورات واجتماعات فكان رأيا سليما وقرارا فائق التوفيق والتوقيت كما قال الشاعر : الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أولٌ وهي المحل الثاني
فكيف إذا اجتمع الرأي والشجاعة في اتخاذه
فوفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لكل خير وأخذ بناصيتهما للبر والتقوى وجزاهما عن شعبهم خير الجزاء
د عبدالله العلي الطعيمي
عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام
محمد بن سعود الإسلامية - الرياض