حسن بن عويش العمري
انتهض قلمي على استحياء لينثر دمه على أوراق بيضاء ليكتب بخجل عن شاعر الانسانية والوفاء عبدالواحد الزهراني !
سمعت عن عبدالواحد في بداية التسعينات ميلادي عندما كان يشارك في محافل العرضة الجنوبية وخاصة في قبائل زهران العناصي ، حيث كان شابا يافعا في العقد الثاني من عمره !
كنت استمع لأشعاره عبر اشرطة الكاسيت أو اشرطة الفيديو، لعدم وجود قنوات تهتم بالموروث!
انطلق عبد الواحد في عالم شعر العرضة حيث أخذ مكانة كبيره منذ بداياته!
لم يلبث عبد الواحد طويلا حتى عمل ثنائي رائع مع الشاعر الكبير محمد بن حوقان، مما جعل الأثنان يجوبان الجنوب طولا وعرضاً لما يملكان من قوة موهبه جعلتهم ينافسون كبار الشعراء على مستوى الجنوب!
موهبة عبد الواحد الشعرية لم تثنية عن مواصلة دراسته وإبداعه العلمي مما جعله يحصل على درجة الدكتوراه!
حصول عبد الواحد على هذا المستوى العلمي الرفيع والذي تم بموجبه تعيينه في جامعة الباحة في منصب رفيع أيضا، الا انه لم يتخلى عن موهبته وجمهوره في ميادين العرضة!
عبدالواحد وبتوفيق من الله انشاء قاعدة جماهيرية لم يستطيع شاعر من سابقيه أو ممن خلفوه الوصول اليها، لكونه وسطي وجعل جميع الإعمار وجميع محبي الشعر وعامة الناس من جماهيره، فلم اجد احد يكره عبدالواحد لا من الشعراء ولا من المتذوقين!
عبد الواحد لم يجعله منصبه ولا مستواه العلمي ولا قوة موهبته ولا كثرة جماهيره متكبراً أو مغرورا أو بايع للكلام!
عبد الواحد أرسل خلال مسيرته الشعرية رسائل تربوية واجتماعية، كان لها بالغ الأثر على المستوى السياسي والاجتماعي، اتخذ نهج لم يسبقه اليه شاعر ممن سبقوه ولَم يستطيع شاعر ممن خلفوه ان يصل بموهبته الى ما وصل إليه!
عبد الواحد ألقيّ عليه ألقاب كثيرة منها شاعر البصمة وشاعر الإبداع وشاعر التميّز وشاعر النخبة، وشاعر الجنوب، الا انه حقق في الأيام القليلة الماضية لقب لم يسبقه اليه شاعر من قبل حيث لقب بشاعر بر الوالدين!
عبد الواحد إلقاء لليلة البارحة في احدى المناسبات في الرياض قصيده عن والده بحضور والده، مما جعل والده يرتقي المنصة ليشكر ابنه على القصيدة حيث انحني عبد الواحد ومكث طويلا ليقبل اقدام والده، مما جعل جميع الحضور يبكون طرباً لهذا البر المنقطع النظير!
حينما سؤل والد عبد الواحد عن ذلك قال لا غرابه على عبد الواحد فقد تبرع لي قبل ذلك بإحدى كليتيه!
حينما وصلني ذلك المقطع اذرفت دموعي وكلي خجل بأنني لم أكون لوالدي مثل هذا الرجل العظيم!
لم أجد ما افعله أو أقوله الا ان احمل قلمي لأكتب على استحيا وأقول بكل جراءة وصدق (أتعبت المطاليق من بعدك يا عبد الواحد) ...
فان بر الوالدين بهذه الطريقه اصبح سمت من سمات العصر ينتهجها كثير من الناس نفاقا وريا.
فبر الوالدين ايس خدمتهم امام الناس .
وكان بعبد الواحد ان يخدم والده بغير هذه الطريقه .
وقلمك اخي حسن خالف النقد الهادف المتعود منك مع احترامي .
محبك
اما عمل الشاعر عبد الواحد فهو فخر واعتزاز لوالده كان في الخفاء او امام الناس فبر الوالدين امام الناس لا يغالط من يبر والديه في الخفاء فكون عبدالواحد له مكانه طيبه وله جمهور يحبه ويتقمص شخصيته وبنصيحته قد يسوق عاقا لبر والديه ويرجع بعيداً عن والديه اللهم اجعلنا ممن يبرون والديهم تحياتي .