يحيى الشهري
أحد مواطني مُحافظة بارق استيقظ صباحا ذات يوم وبعد ان قام بإداء صلاة الفجر في المسجد المجاور عاد إلى منزله وتناول وجبة الإفطار ثم قام بإيصال أبنائه إلى المدرسة وعاد ليصطحب معه أحد الأبناء للذهاب إلى مُحافظة المجاردة كان ينوي مراجعة إحدى الإدارات الحُكومية في تلك المحافظة. لا يعلم بأنه كان خارجاً للقاء ربه فهذا اليوم كان هو اليوم الأخير في حياته.
ركبا هو وأبنه مركبتهما وسلكا طريق بارق المجاردة وعند ذلك الكبرى المشئوم "كُبري شري" هذا الكبرى الذي بات كالشبح تحبس انفاسك عندما يكون مرورك من اعلى هذا الكُبري
لا نريد ان نذهب بعيداً فهذا الكُبري لو أردنا انا نتكلم عنه لن نجد له صحف تتسع لما سنقول. ولكن المُهم أردنا ان نفرد هذا المقال لذاك المواطن الذي ودع منزله ورافق ابنه إلى مُحافظة المجاردة.
على هذا الجسر واثناء عبوره ارتطمت مركبة ذك المواطن بمركبة أخرى وكانت هُنا نهاية ذلك المواطن. نٌقل إلى مستشفى المجاردة وهو في الرمق الأخير من حياته ابنه أراد الله العلي القدير ان يكون شاهداً على وفاة والده وامام أعينه. وفي الطريق وهما داخل سيارة النقل الإسعافي لفظ هذا المواطن أنفاسه تاركاً ابنه وعائلته واطفاله الذين قام بإيصالهم إلى مدارسهم واعينه تُراقبهم وهو لا يعلم بأن هذا اليوم هو الأخير الذي سيرى فيه أبنائه. الأبن المرافق لوالده لم يتحمل وفاة والده امام اعينه فدخل في حالة إغماء أدخل على أثرها العناية الفائقة في ذلك المستشفى.
انتهى اليوم الدراسي والابناء ينتظرون أمام باب تلك المدرسة اصطحب جار ذلك المواطن أبنائه إلى منزلهم. الأم تنتظر والأبناء ينتظرون حاولوا التواصل من خلال الاتصال عليهم عبر هاتفه او هاتف ابنه المرافق لهُ ولكن هواتفهم كانت مُغلقة.
استنجدت تلك المرأة بجارهم بعد ان ضاقت ذرعاً من الانتظار كان ذلك عقب صلاة العصر.
تحرك جارهم سالكاً طريق بارق المجاردة. وفي طريقة شاهد مركبة جاره على قارعة الطريق وقد كان يبدو عليها اثار حادث الاصطدام. ذهب مسرعاً إلى مستشفى المجاردة وهُناك كانت الفاجعة فبعد سؤاله قسم الاستقبال أفادوا انه موجود في ثلاجة المستشفى وبسؤاله عن ابنه المرافق لهُ أخبروه انه أصيب بحالة إغماء وأدخل العناية الفائقة.
عاد وأخبر عائلة جارهم بوفاة والدهم ذهب ذلك المواطن تاركاً خلفه 3 بنات و2 من الأبناء
الأكبر منهم في الثاني الثانوي. ليس هذا فصل من فصول الدراما او نسج من نسج الخيال هذه حقيقة كتبها كُبري شري في محافظة بارق وأنهى فصولها ذات الكُبري لم تكون هذه القصة الأولى ولن تكون الأخيرة.
فكًبري شري في محافظة بارق 35 عاماً يكتب في كل شهر ان لم تكُن كُل يوم فصل جديد حتى وان اختلفت فيها الدراما فهي تتشابه في الأحزان.
هل يحتاج ضمير المسؤول عن هذا الطريق ان يستيقظ يوماُ من الأيام لوفاة أحد اقاربه ام ان فصول هذه الكُبري لم تكتمل على مدى الـ 35عاماً .