راما المعيوف
من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان هي نعمة العقل وهي النعمة التي ميز الله بها الانسان على سائر الكائنات المحيطة بها .. وقد دعى الإسلام بإستعمال العقل في التدبر والتفكر والحكمة ، واتخاذ القرارات الصائبة والسليمة قال الله تعالى " إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب "
ولقد وضع الفقهاء العقل ضمن المصالح التي تتوقف عليها حياة الناس وقيام المجتمع واستقراره
وحفظ العقل من أعظم المقاصد لبناء الإنسان المسلم والصالح والقادر على المساهمة في خدمة مجتمعه وخدمة بيئته والناس كافة ، ومن الوسائل لحفظ العقل في ضوء الإسلام من كل مايفسده منها : المفسدات المعنوية كالتصورات المفسدة للدين والمجتمع او سائر أنشطة الحياة البشرية فهذه مفسده للعقول من حيث كون الإنسان قد عطل عقله من التفكير السليم الذي يوافق الشرع ومن أهمية استعمال العقل في بناء المجتمع الحفاظ على الممتلكات العامة وعلى امن المجتمع والوطن وأهمية الشعور بالإنتماء والمسؤولية الدينية والإنسانية وأهمية حفظ الأمانة ونشر الوعي بذلك ، ولقد نجد في بعض وسائل التواصل الإجتماعي من يسعى لتخريب العقول وزعزعة الأمن ومحاولة السيطرة على الضعفاء والجهال ليتبعوا كل ناعق وكل فكر ضال مخرّب للدين والأسرة والمجتمع والدولة ولا يستجيب لهؤلاء الا جاهل ليس له ذرة من عقل ولذلك خاطب الله الانسان بوجوب الإنتهاء عن المعاصي والآثام في آيات عديدة وذلك لأن العقل هو الذي يكبح جماح النفس عن الشهوات والإنزلاق في المهالك وقد ورد ذكر العقل في القرآن بمسمى الحلم مرة واحدة حيق قال تعالى " أم تأمرهم أحلامهم بهذا "
كانت عظماء قريش توصف بالأحلام وهي العقول فأزرى الله بأحلامهم إذا لم تعرف الحق من الباطل ، وقيل لعمرو بن العاص مابال قومك لم يؤمنوا وقد وصفهم الله تعالى بالعقول فقال :ذلك عقول كادها بارئها (بل هم قوم طَاغُون ) أي لم يصحبها التوفيق
والبعد عن الأفكار الهدامة والضالة ينبغي اعمال العقل في النظر والتدبر في آيات الله تعالى في هذا الكون كما أن الحث والتحلي بالعلم والتعلم من مصادره الموثوقة من كبار العلماء الذين اعتمدتهم الدولة كفيلا بإذن الله لحماية العقل
قال الله تعالى " فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامةلاأعمى "
وفقنا الله لإعمار وطننا وحماية أمننا ونشر الوعي في بلادنا ومجتمعنا