احمد موسى ال فروان
طريق رعله شبح الموت، خاطف الحياة وعزرائيل الأمل، فكم يتم طفلا، وأرمل زوجة، وفطر قلب أم على ابنها، وهو قضاء الله وقدره، نؤمن به كما نؤمن بأن الحياة آجال وللموت أسبابا، ولكن في المقابل الأخذ بالأسباب مع التوكل دائماً واجب.
طريق «رعله » لمن يجهله هو طريق حيوي يربط بين محافظة محايل عسير وبين مركز قنا ، تم افتتاحه قبل سنوات، وتباشر الناس فرحاً بافتتاح طريق جديد، وبمرور الوقت ظهرت سلبيات هذا الطريق حتى غدا بمثابة طريق وادي الموت ، وأراد سالكوه اختصار المسافة ، فاختصر عليهم طريق «رعله» الحياة، الا أنه يفتقد أبسط خدمات الطرق السريعة ، أولها وكأبسط تلك الخدمات » كلوحات إرشادية تطوعية من المواطنين الذين عاشوا مواقف مرجفة لهذا السبب ويفتقد الانارة .
جميع ما ذكر سابقاً لا يعد شيئا بجانب قنابل الطرق المتحركة التي تتمثل في «الإبل السائبة» على الطريق، والتي أصبحت هاجسا يؤرق سالكي هذا الطريق وخطرا يتربص بهم في كل لحظة، بالإضافة إلى تلك المساوئ في الطريق وغياب قوانين تجاوز السرعة، ما يسببه سوء تنفيذ الطريق وتعبيده من تفتت الإزفلت وتهالكه الذي أدى إلى كثرة الحفريات والمطبات، والتي كانت السبب الرئيسي في وقوع الحوادث وانقلاب السيارات .
هذه المساوئ هي الأبرز والظاهرة أمام العيان وما خفي أعظم. تفصيلياً نحن لا نعلم ما هو واجب وزارة النقل أمام مشكلات هذا الطريق، أو واجب وزارة الصحة ويبعد مركز الهلال الاحمر عن هذا الطريق مايقارب 40 كيلو تقريباً
واقرب مستشفى من هذا الطزيق مستشفى محايل العام والذي يقدر بنفس مسافة مركز الهلال الاحمر
ومع أن الصحف كتبت كثيرا عن هذا الطريق كما نقلت الصحف والمنتديات أخبار حوادثه وكوارثه، ولكن لا حياة لمن تنادي، لكنني لم أقرأ أو أسمع أن جهة ما تحركت وأجرت دراسة ميدانية عن هذا الخط الحيوي وحجم كوارثه، أو عن طرق أخرى تعيش نفس مأساته، فالقضية أولا وأخيرا نزيف مستمر، ضحاياه زهرة شبابنا بالوفاة أو الإعاقة، وهي خسائر لا نعرف من يتحمل مسؤوليتها أمام ربه ووطنه وضميره وواجبه.