عبدالرحمن العاطف
الأجهزة الحكومية بمختلف قطاعاتها تتسابق في استخدام التقنية للخروج بتصاميم غير مألوفة في يوم الاحتفال بحب الوطن الكبير حتى الأطفال تشربوا عشقه فساروا في ميادينه يرددون أهازيجه الشهيرة ( سارعي للمجد والعلياء مجدي لخالق السماء ، فوق هام السحب … الخ ) .
في يوم الوطن يجب أن نتذكر أين كنا وإلى أين وصلنا يجب أن نقدم شيء جديداً لهذا الوطن وبخاصة في مؤشرات وتصنيف العلوم والمعرفة الدولية ، يجب أن نسجل ونضع لهوية هذه الأرض مكاناً دائما في جميع المجالات والمحافل قبلة مليار مسلم ومهوى أفئدة العالمين العربي والإسلامي .
ومن الجميل أيضاً أن نرتدي أعلاماً وأوشحة وان نحدث أبنائنا عن تاريخ هذا الكيان ولو لسويعات نستذكر قصة تأسيسه على يد المغفور له الملك عبدالعزيز وكيف أستطاع بحنكته أن يلم شتاته بداية من استرداد الرياض ثم نجد والحجاز حتى ما وصلت إليه في يومنا هذا ، فهي قيمة وطنية يجب إجلالها وغرسها في نشئنا منذ نعومة أظفارهم وسقيها بالولاء والانتماء في كبرهم .
اليوم المملكة لديها رؤية واضحة المعالم وخطة مستقبلية لامست في مضامينها ما يحتاجه إنسان هذه البلاد من اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن يعانق طموحه عنان السماء ، بقيادة أمير شاب نذر نفسه لتحقيقها وهو الذي قال ” أخشى أنه في يوم وفاتي، سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني ” وهو مؤشر أنه يقف بنفسه على كل خطط التنمية في بلاده .
لذا علينا في يوم الوطن أن نسخر عزائمنا ونشحذ طاقاتنا ونوثب هممنا ونسعي قدماً نحو تحقيق آمال قيادته وخلال المدة الزمنية المقررة خطة التحول الوطني 2030 بمراحلها المجدولة وإن كنا نراها ببداية التوطين في الكثير من الأعمال المهنية وأنخراط الشباب بها على أرض الواقع ، أبطلت معها المقولة الدراجة لإفشال خطط التوطين ” السعودي لن يعمل في هذه الأعمال ” وكأنه جيء به من كوكب أخر ومن مجرة بعيدة !
ختاماً حب الوطن موجود حتى في العهد النبوي ولأدل على ذلك حينما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً إلى المدينة التفت إليها وقال : والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك.