صالح جريبيع الزهراني
إعلام ربما..إعلام في حال ثبوت ذلك..إعلام نقلاً عن..إعلام المصدر الأمني المطلع..إعلام التسريبات..إعلام قطط الشوارع الضالّة..إعلام الأدلة الخفية..إعلام شهود الزور..جميع هذه المسميات تصلح لوصف حالة(الهرش)والسعار الإعلامي التي دخلت فيها قناة الجزيرة ومشتقاتها من الصحف والقنوات الصفراء وهي كثيرة جداً جداً وتتوالد كالفئران وبلغات مختلفة..وقنوات الأخونج المدعومة من قطر والتي تتخذ من تركيا مرتعاً لها..وقناة المنار وتوابعها الذليلة..وكذلك قناة بي بي سي العربية التي يديرها بريطاني من أصل إيراني..وقناة فرانس 24 التي هي خليط من أذناب إيران وحزب الزبالة ومجموعة من المشردين من دول الشمال الأفريقي..وقناة (الخوار)التي يقوم عليها المشرد عزمي التميمي والتي اعترف حمد بن جاسم في تسجيل صوتي معروف بإنشائها واستخدامها.
يقول غوستاف لوبون:الكذب أكثر انتشاراً من الصدق..وهذه هي الاستراتيجية التي تتبعها الجزيرة وجرائها المختلفة..إنها مرتكز جميع ما تفعله..اختلاق الشائعات ونشرها وترويجها بشكل هائل ومكثف بحيث يختفي أي صوت للحقيقة والصدق ويضيع في هذا الزخم المثير من الكذب والافتراءات التي عادة ما تجذب وتثير العامة والبسطاء من الناس.
إن الخطاب الإعلامي يعبر بشكل مباشر عن توجهات القائمين وراءه وتوجهات الدول والأحزاب التي يمثلها..مهما ادعى الحيادية والمصداقية..ويمكن لخبراء الإعلام كشف ذلك ببساطة.
إن استخدام كلمة شهيد مثلاً على من مات في المعركة يدل بوضوح على إيمان وقناعة الخطاب الإعلامي بعدالة قضيته أو الوقوف مع أصحابها..وسيستخدم كلمة قتيل في حال الحياد مثلاً..لكنه سيستخدم كلمة الهالك أو الفطيس أو أي كلمة تحقر قتلى خصومه.
كما أن وصف حالة في الخطاب الإعلامي يدل على توجه الدولة التي تقف وراءه..فمثلاً استخدام كلمات..العدو الصهيوني..فلسطين المحتلة..جيش الاحتلال..الكيان الإسرائيلي..إسرائيل..دولة إسرائيل..تدل بوضوح على التدرج من القوة والمعاداة إلى التسليم والاعتراف..وهذا هو موقف الدول بالضبط.
وكذلك..فإن إبراز الشائعة كعنوان رئيسي أو تقديمها كخبر وجعل الحقيقة عنواناً فرعياً صغيراً أو تأخيرها كخبر..يدل على القصد وتعمد الإساءة..وهذا ما نجده في الجزيرة على سبيل المثال بوضوح..حيث إن آخر خبر يرد في نشرة أخبارها أو شريطها الإعلامي هو ما ينبغي التركيز عليه..لأن جميع ما يسبقه سيكون مجرد أكاذيب وافتراءات وادعاءات لا أساس لها من الصحة..هدفها تغييب الحقيقة واستمرار حشد الناس.
أما من تتم استضافتهم للتعليق على الأحداث في تلك القنوات والوسائل الإعلامية الأخرى فهم ثلاثة أنواع:
1- المتوافق مع توجه القناة..وهو يحمل نفس مشروعها وسينطق بلسانها حتماً..مثل معارضي السعودية في حالة الجزيرة على سبيل المثال.
2 - المرتزق..وهؤلاء لا قضية لهم ولا قبلة لهم سوى المال..وسيتحدثون بما تمليه القناة عليهم وسيلتزمون بحدودها..سواء العرب منهم أو الغرب..وتختلف أرقام الشيكات التي يحصلون عليها باختلاف دولهم ومناصبهم ومكانتهم..فعبدالباري عطوان مثلاً أو محمد الشنقيطي أو ناصر الدويلة رخيصون جداً مقارنة ببعض نواب الكونجرس الأمريكي الذين لا يتم شراء تصريحاتهم وظهورهم الإعلامي إلا بملايين الدولارات..لكنهم مرتزقة ورخيصون على أية حال..مهما ارتفعت أسعارهم.
3 - المحايد..وتستضيفه القنوات عادة لمحاولة إيهام المتابعين بالموضوعية والمصداقية..لكنها لا تتيح له الوقت الكافي..وكلما حاول إظهار الحقيقة تتم مقاطعته والتشويش عليه أو حرف فكرته والقفز لموضوع آخر..وربما يتم قطع الصوت أو قطع البث عنه نهائياً والتحجج بمشاكل النقل والاتصال.
الكاتب صالح بن جريبيع الزهراني