العميد والمستشار امني م/سعيد بن احمد الاسمري
واعتراف حكومتنا ومحاسبة المنفذين شجاعة غير مسبوقة على مستوى العالم وله دلالات ايجابية واسعة وكثيرة. ومن اولى هذه الدلالات واهمها ان من قام بهذه الاعمال هم صبيان يفتقدون للخبرة افرطوا في استخدام السلطة .. وسيحاكمون غير ماسوف عليهم ومحاكمتهم ستكون عبرة لغيرهم ممن سيأتي بعدهم في قادم الايام .
هذا العمل الصبياني احرج ولاة الامر . واحرج الوطن كله واضعف مواقف بلادنا امام الحاقدين والموتورين والمتوترين . ولكننا نرى في تصرف حكومتنا اعزها الله بمحاكمة المعتدين عملاً محمودا وتصرفا حسناً وشجاعة نادرة لمواجهة الاعداء واحقاقاً للحق .وقطع الطريق لاي ملاحقات دولية فقد كان مسرح الجريمة سعودي والمجني عليه سعودي والجناة سعوديين والعدالة سعودية
والاخطاء تقع ولكن الحكمة في المعالجة والحكمة وصدق النوايا وقد اظهرت قيادتنا حكمة عالية في التعامل مع الموقف ومعالجته بترسيخ العدالة اولاً واعلان عدم الرضا ثانياوهو اقصى مطالب العالم . واسكات للمشاغبين وقطعاً لالسنتهم الطويلة
وحتى لا تتكرر مثل هذه المأساة اتمنى من كل مسؤل لدينا اعطاء مساحة من الحرية لمرؤسيه لمناقشته . واتمنى من المرؤسين ان يكونوا شجعاناً في مناقشة رؤسائهم في كل ما يصدر لهم من اوامر ووضعها قبل التنفيذ على بساط البحث ودراسة ابعاد ما يترتب على الامر فاليهم اي المرؤسين ترجع لهم الامور وتقع عليهم المسولية قبل غيرهم .. وعلى مسؤليتهم يقع نجاح المهمات وتنفيذها او فشلها . وليتقوا الله في كل تصرفاتهم . وحسبنا الله ونعم الوكيل
والحقيقة تطاول خاشقجي على بلاده كان لايزيدنا الا قوة وصموداً وقتله لا يسوى حقارته اصلاً بل وفتح علينا نوافذ نتنة اضرت بنا واساءات الينا.
شخصياً لا اخفي صدمتي من هول الفاجعة ولكن مما اعاد لي الثقة كمواطن وخفف من هولها عني هو موقف خادم الحرمين ايده الله على العدل والانصاف بكشف المسؤلين وتقديمهم للعدالة وتكليف سمو ولي العهد حفظه باعادة تشكيل وهيكلة جهاز الاستخبارات واكرر ان هذه القضية ستكون درساً بالغ الاهمية تستخلص منه العبر ولن تتكرر باذن الله .