يحيى الشهري
وتحت جنح الظلام يبدأ أبناء تلك القبيلة للترويج لأبنهم المُنتخب من حيث المناقب الأخلاقية والمجتمعية وإرضاء "فُلان" وبعد أن يجتمع أفراد القبيلة على مأدبة عشاء دسم تعدها لهم القبيلة بهدف الحصول على أكبر عدد تصويت بين القبائل الأخرى يبدأ التصويت لأبنهم وقد يُحالفك الحظ إذا كنت صاحب مأدبة عشاء كبيرة تظم عدد كبير من أبناء قبيلتك .
مايحدث في انتخابات المجالس البلدية ليس إنتخاب لتقديم الأفضل بل انتخاب لتقديم المصالح الشخصية على المصالح المُجتمعية . لعل الكثير من أبناء المُجتمع لمسوا من بعض أعضاء المجالس البلدية أن مايقوم به العضو بعد نجاحه في الإنتخاب هو خدمة أبناء قبيلته الأقربون وتهميش أبناء المجتمع الآخر في دليل واضح أن المصالح القبلية والشخصية هي سيد الموقف بين بعض أعضاء المجالس البلدية .
فترة المجالس البلدية أربعة أعوام كفيلة بأن يٌقدم المجالس البلدي الكثير من الخدمات البلدية في قُراهم إلا أن هذه الفترة تنتهي دون أي خدمة تُذكر، وبسؤال العضو عن الأعمال التي قدمها خلال فترة انتخابه يلتزم الصمت كي لايُصاب بالأحراج أمام أبناء المُجتمع .
أما بعض اعضاء المجالس البلدية فقد لاحظ الكثير أن قُرى قبيلته حظيت بنصيب الأسد من المشاريع الخدمية والبعض الآخر نفذ الكثير من المشاريع الخدمية لصالحه الشخصي . كإيصال الأسفلت لبعض المنازل الحديثة حتى وإن كانت بعض هذه المنازل مُخالفة ، وإذا أراد أن يتحدث فهو يتحدث عن إعتمادات بلدية سابقة ويتحجج بماتقوم به البلدية من أعمال هي لإعتمادات سابقة .
المفارقة في الموضوع كُله أن بعض الأعضاء يعتزم خوض تجربة الترشيح مرة أخرى . ولما لا إذا كان العضو يحصل على إنتدابات ودورات وأيضاً مُكافأة مالية مُجزية .
إلى من أراد انتخاب أعضاء المجالس البلدية واذا كنتم قد تعلمتم من دورات المجالس السابقة وخابت آمالكم في بعض الأعضاء فقد حان الوقت أن تضعوا ثقتكم في الشخص الذي سيخدم المجتمع دون تمييز قبلي ..لا الشخص الذي ستخدمونه بأصواتكم .