صالح جريبيع الزهراني
شركات تأجير السيارات ستقوم (بزحلقتك)ولن تؤجر لك إحدى سياراتها حتى ولو كنت تحمل رخصة قيادة دولية من الأمم المتحدة..وحتى لو أحضرت عشرين تقرير طبي بسلامة عقلك وجسدك وبصرك وبصيرتك..بل حتى لو كانت تؤجر الحمير..لن تعطيك حتى حمارة ف(أنس الموضوع).
شركات تقسيط السيارات..هذه تعتبرك ميَّتاً أصلاً..أو سوف تموت بمجرد خروجك بسيارتهم من(الكراج)..ولذلك لن يخاطروا معك..وأفضل حلٍّ لك هو شراء(قرنبع)من حراج السيارات على(قدّ)فلوسك..أو الذهاب(كعَّابي)لقضاء مشاويرك..والرياضة(حلوة برضه).
طبعاً..لو كنت طموحاً وتريد امتلاك منزل عن طريق إحدى البنوك بالتقسيط المريح طويل الأجل..فإنني أنصحك بالاستفاقة من الحلم..والقيام(بلحس كوعك)قبل أن تقول لك البنوك ذلك..أو تثبت لهم بأن عمرك سوف يمتد لمائة عام..وغير ذلك(يفتح الله).
أما لو فكرت أيها الظريف بالزواج(من هنا)بعد موت(كهلتك)فأنصحك أن تقوم بصبغ شعرك بمادة القطران لتكون صبغة ثابتة قبل أن تفكر بالتقدم لأية أسرة..وأن تأتي لهم بشهادة ميلاد مزورة..وتعريف عمل مزور..وحساب بنكي مزور يثبت استلام راتبك آخر الشهر وليس منتصف الشهر..وأن تكون حياتك كلها تزوير في تزوير لكي تقبل بك ربّات الجمال والدلال وحسن الخصال..كما أنصحك..وإلا بلاش..أنت تعرف.
يا وزارة التجارة..يا وزارة النقل..يا وزارة الصحة..يا وزارة المالية..يا مؤسسة النقد..ويا كل جهة مسؤولة عن المواطنين وتعاملاتهم واحتياجاتهم الحياتية..رجاءً لا تخرجوا غداً بتصاريح إعلامية تنفي ما ورد أعلاه..بل اخرجوا إلى الواقع..اخرجوا إلى الممارسات التي تقوم بها تلك القطاعات ضدَّ المتقاعدين..فهم يعانون الاضطهاد والقهر والظلم والغبن.
إياكم أن تقولوا بأن هذا الكلام غير صحيح..ولا تكونوا متآمرين معهم ضد المتقاعدين..فنحن نعرف أن لديكم أنظمة تمنع تلك الممارسات..فلا تتشدقوا بها..الأنظمة(بلّوها واشربوا مويتها)طالما لا تتابعون تنفيذها على أرض الواقع..ولا تعاقبون مخالفيها بعقوبات تجعلهم يقومون ويقعدون قبل أن يستوعبوا قوتها.
هذا المتقاعد..الذي أفنى عمره في خدمة وطنه..وفي بناء أسرة تضاف إلى مجتمعه..هذا المتقاعد الذي يعاني من ضعف الراتب وشحِّه أصلاً..ثم يجد الجفاء والإهمال والاضطهاد بدلاً من التكريم..هذا المتقاعد الذي حكم عليه من قبل أولئك الأوباش بالموت..وكأنه لا يأكل ولا يشرب ولا يستحق السكن ولا العلاج ولا الترفيه..وكأنه لم يعد لديه أية التزامات أسرية..وكأنه لا يستحق أن يعيش.
فإما أن تقفوا معه..وتنصفوه..وتضعوا تشريعات تحميه..وتكرِّمه..وإلا فاجعلوا من خطاب التقاعد شهادة وفاة..وامسحوا اسمه من بيانات الدولة كمواطن..وأصدروا له بعد ذلك ورقتين لا ثالث لهما..تصريح الدفن..وصك حصر الورثة..وسوف يذهب هو برجله إلى القبر..ليموت قاعداً هناك.