بقلم آمنة سحاقي
تحتل وسائل الاعلام مكانة في واقعنا المعاصر انطلاقاً من طبيعة وظائفها وادوارها وتأثيرها على المجتمع كما أنه لا يخفى علينا ان عصرنا هو عصر الاعلام وتأثيره التعليمي او التربوي ممتد على جميع افراد المجتمع بمختلف وسائله كان المرئي والمسموع او المقروء منها .
وأسهم الاعلام بطريقة او اخرى الى تطوير ورقي التعليم وتقديم محتوى يرقى بالمجتمع ويطوره وتأتي وسائل الاعلام المعاصرة في مقدمة قنوات الاتصال التي توفر الافكار والمعلومات والانباء ومنها تحقق الفائدة والمتعة والتسلية ولو لم يستمع القائد والتربوي والمتعلم الى وسائل الاعلام فإن هذه الوسائل سوف تسعى اليه لتقدم له ما يدور حوله من احداث وما أفرزته الادمغة البشرية من اكتشافات ومعارف .
أحدثت وسائل الاعلام أحدثٌ تحولاً جذرياً في طبيعة العلاقة بين الأعلام والتعليم بدأت بمنصة التربويين وتوجيهها لهم بتطبيق العلوم والمعارف بالشكل الصحيح من اجل الاستفادة منها الى اقصى حد ممكن واستغلال هذه الوسائل على اختلافها للنهوض بالعملية التعليمية وطلبة العلم حيث ان المعلم لم يعد ناقلاً او موصلاً للعملية التعليمية فقط لقد اصبح دوره مساعدا ًفي عملية التعلم والتعليم خاصة اذا كان المعلم جديراً ومطلعا ًعلى اساليب التقنية الحديثة ولديه القدرة والمهارات الهادفة في معاونة الطلبة على معرفة المجالات الحياتية والمعرفية والعلمية والنهوض الشامل للطالب روحياً وعقلياً ومعرفياً ووجدانياً مساهمين هؤلاء الطلبة في البحث مستنيرين بإرشاد المعلم والقائد والمشرف التربوي .
وعلى حد سواء كان لوسائل الاعلام الاساسية والعميقة التي اقل ما توصف به انها اداة فعالة في العملية والتربوية والتعليمية بكل فئاته ومستوياته وقطاعاته تأثيرا ً ايجابيا ً على الطلبة ابتداء من الناحية الدينية وتأثيره الايجابي بدعم الاسلام وتقديمه واضحا ً ناصعاً لهم وترسيخ المبادئ الإيمانية في نفوسهم والعادات والتقاليد الاجتماعية انتهاء بتشجيع الطلبة على اعتماد التفكير الناقد والتحليل وحل المشكلات بوسائل الاعلام المختلفة واكسابهم القدرات الفكرية التي تعم عليهم بالنفع .
كما ان وسائل الاعلام ساهمت في تقليص الجهل بنشر التعليم بوسائل مختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة لتقلص ارتفاع نسبة الامية الى نسب منخفضة في المجتمع وخاصة من تلك الوسائل (الراديو ) لان الكلمة المسموعة لا تحتاج الى كتابة وقراءة كما الحال في غيرها من الوسائل فلا يخفى علينا ان الفئة الغير متعلمة هي بحاجة الى التثقيف والتوعية اكثر من الفئة التعليمية لترسخ الفكرة في ذهن الطالب وولي امره على حد سواء .
كان للأعلام دوراً في التربية والاصلاح الاجتماعي في محو الامية والتربية الموازية والتعليم الموازي والتعليم الدائم واللغة العربية ونطقها بالشكل الصحيح واختلاف تواصل الجماهيري الاخر على حد قول بعض العلماء (ان التعليم في البيت سيحل في المستقبل القادم التعليم في المدرسة ولكن على مستوى ارفع) نقل الاعلام بدوره للتربويين ما توصل اليه التعليم في مستوى العالم عبر وسائل الاعلام وهذا يعني ان وسائل الاعلام كانت نشراً او فكاهة او مقالا او دعاية او برنامج فهي تسعى الى نشر قيم معينة وازالة اخرى وهذه هي بالضبط التنشئة التعليمية في ابسط صورها وادوارها.