د. مسفر أحمد مسفر الوادعي
فعلى سبيل المثال فلندا دولة الريادة التعليمية والتي استطاعت خلال العقدين الماضيين أن تحدث نقلة نوعية تنموية في التعليم من خلال تحديث المنظومة التعليمية؛ مما حدا بالولايات المتحدة الأمريكية أن تبعث العديد من الوفود رفيعة المستوى للاستفادة من التجربة الفنلدية ونقلها وخصوصاً بعد المقالة الشهيرة*
Why Still United States ignore the Finland experience
وكذلك سنغافورة ميدان التميز الرياضي والعلمي حيث عملت على تحديث منظومتها التعليمية مما أدى إلى إحداث قفزة نوعية ساهمت في رفع الإيرادات الاقتصادية للدولة خلال العقد الماضي بنسبة تجاوزت ١٠٪.
وبالنظر للتعليم في المملكة العربية السعودية نلحظ أن هناك العديد من المحاولات الخجولة لعملية التطوير والبناء والتي لا تتجاوز في أحيان كثيرة النواحي الشكلية والقشور لا الجوهر واللب ولتحقيق تطوير حقيقي لابد من:
- إشراك فوارس الميدان من المعلمين في عملية تحديث العملية التعليمية والأكاديمية لكونهم الأعرف بالميدان وقدراته وإمكانياته، وعدم الاقتصار على نقل تجارب عالمية دون تكييفها مع معطيات وطموحات البيئة التعليمية السعودية، ولاشك أن أي تطوير يُستثنى منه مشاركة الفوارس سيكون مصيره ... .
- إشراك الطالب والذي يعد جوهر العملية التعليمية ومعقد الأمل في صناعة المستقبل، ومن خلال قراءة سريعة للتجربة السعودية نلاحظ تدني مستوى مشاركته الفعّالة في عملية التطوير والتحديث من خلال توظيف نواتج مخرجات التعلم ودراسة أسباب التفوق والإخفاق والسماع لرأيه لا سيما في المراحل العليا من التعليم.
- تحديث البيئة التعليمية وتزويدها بالتجهيزات المادية والمعنوية لتسهيل عملية التعلم والتعليم، ولكن الملاحظ ضعف البنية التعليمية والبحثية مما سينعكس سلباً على جيل المستقبل.
- تم تطوير المقررات التعليمية وإخراجها بشكل جذّاب لكن غابت الأدوات الاثرائية المساندة لها وغاب التدريب المكثف على التعامل معها وبالتالي عدمت الفائدة منها.
- التركيز على الخبرة التعليمية لا المعرفة المجردة والتي تشكل عبئاً ذهنياً على المتعلم دون تحصيل فائدة ملموسة على أرض الواقع، فنحن بحاجة إلى متعلم قادر بإذن الله تعالى على البحث عن المعلومة وتمييزها والحكم عليها وتطبيقها على أرض الواقع.
وأخيراً التعليم واجهة للمملكة العربية السعودية وعليه تُعلق الآمال ومن خلال بوابته تتحقق الرؤية الوطنية ٢٠٣٠م فلنعتني به.