بقلم يحيى آل صقر
احد الأصدقاء قال :- حتى ينتهي الطريق,وأخر قال :- حتى نقف,وأخر كانت إجابته محيرة حيث قال :- نسير حتى ينتهى أحدنا.
أرقني هذا السؤال فقلت لعلي أجد لدى عائلتي جوابا !! بادرت بسؤال رفيقة الدرب :- إلى متى المسير ؟ فقالت :- وعيناها ترقرق بالدموع إلى أن يختارنا الله،تباكينا قليلاً...ثم عمدت لابنتي الصغيرة فبادرتها بالسؤال :- إلى متى المسير ؟ فقالت ببراءة الأطفال وفطرة الله(شويه) يا بابا أي(قليلا) ...أنطقها الله الذي أنطق عيسى بن مريم في المهد ، وأنطق النملة لنبي الله سليمان بن داوود...نعم شويه يا بابا.
احسست أنها جاوبت على سؤالي بكل تفوق ، والذي لم نعد له جوابا أو عملا يثلج الصدر ويشفي ما بنا من تساؤلات.
إلى متى المسير ؟ نحن خلقنا لعبادة ولنسير في هذه الدنيا،فسير يقودنا إلى الجنة..فنعم المسير ، ومسير يقودنا إلى النار .. فبئس المسير و بئس الطريق و بئس المصير.
نحن نسير وكل يسير لأجل مسمى ، وسنواصل المسير ، ولكن...هل مسيرنا في الطريق الصحيح ؟ هل طريقنا ممهد و معبد ؟ وهل مسيرنا سهل بلا عقوبات أو منغصات ؟ هل طريقنا ملئي بالكوارث و المحن والامتحانات ؟ أم أنه سهل الوصول!
يتساءل أخر هل حلاوة الوصول للهدف بسهولة ؟ أم بصعوبة ومشقة !!!
و لو قلبنا تاريخ البشرية منذ خلق الله آدم عليه السلام و حتى الآن لوجدنا الأنبياء والرسل عليهم السلام أكثر الناس وعورة في مسيرتهم الدنيوية حتى انتهى بهم المسير لجنة المأوى ، نبذ و قتل وتشريد و تكذيب و استنكار ثم انتهى بهم الطريق...وكان فعلاً في الحسابات الأخروية(شوية) أي قصير حتى أنتهى بهم المسير.
تلاهم الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم و صحابته المجاهدين ثم العلماء و الزاهدين ...لاقوا الاضطهاد و السجن والتعذيب لقول كلمة الحق ولكنها كانت (شوية) حتى انتهى المسير إلى جنة الخلد ولا نزكي على الله أحدا.
إنه المسير الذي كتب لكل شخص أن يسيره...ويكفينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم :-(عن علي رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته ثم قال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعدة من النار ومقعده من الجنة فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له )وذكر تمام الحديث متفق عليه
يحيى آل صقر(مرداس 2020)