عمر آل قايد
الغالبية من وسائل الإعلام ما زالت غير قادرة على تقديم نموذج إعلامي مهني يهدف إلى خدمة الوطن والعامة فهناك بعض الصحف والمنصات التي تتجنب الحديث عن أية سلبيات اعتقادًا أن المرحلة الحالية لا تحتمل أية انتقادات، والبعض الآخر يهتم فقط بالسلبيات متجنبًا أية إنجازات؛ لأن اهتمامه الوحيد هو زيادة عدد المعلنين والإيرادات
محتوى الرسالة الإعلامية يجب أن يحفز وعي المواطنين من خلال إرساء قيم ومباديء إيجابية تؤدي إلى البناء المجتمعي وتحافظ على هويته وستظل وسائل الإعلام تواجه الكثير من التحديات في الفترة القادمة؛ لذلك فهي في حاجة إلى نموذج تفاعلي بناء يتجاوز الهياكل التقليدية والضغوط التجارية إعلام تفاعلي أهدافه سامية اجتماعيًا يشجع على التواصل بين صانعي القرار والمواطنين، إعلاما يخدم الإنسان؛ ويرسخ القيم الإنسانية، والمثل العليا، ينشر العلم والقيم السامية وثقافة السلم، يكافح الإرهاب والعنصرية والفئوية والطائفية، وكل المظاهر اللاإنسانية لنكون شركاء في تحقيق التحول الوطني في الأداء الحكومي، وتعزيز الممكنات الاقتصادية، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية، وذلك من خلال تسريع وتيرة تنفيذ مشاريع البنية التحتية الأساسية والرقمية، وإشراك المستفيدين في التعرف على التحديات وابتكار الحلول، ومساهمتهم في التنفيذ لبناء هذا الوطن المعطاء
هنالك من يلبس ثوب الاصلاح ولكنه بعيد عنها كبعد الارض عن السماء فهو متعدد الوجوه فيحمل وجه الحمل الوديع وقلب ذِئب يخدع به مستغلاً عاطفة المجتمع الذي هو فيه.. فبِلادي ابتليت بمثل هكذا نماذج، فمنهم من يخرج بثوب الوطنية مستغلاً بها من يحلم الى وطن حر كريم تتساوى فيه جميع فِئات المجتمع واخر بثوب الدين والمذهب والعرق والمنطقة واخر بثوب الاصلاح المزيف ليدفع عنه شبهات الفساد التي غارق هو بها.. فالوطن بحاجة الى من يقتطع من جسده لوطنه وليس من يقتطع من جسد الوطن ليملئ بها جوفه
يا من بعتم أقلامكم ومنصاتكم وسعيتم من أجل مصالحكم أرجعوا إلى صوابكم وسخروها للوطن لا للأصنام إلى متى ستظلون تلعبون أدواركم في تمزيق وطننا وشق صف شعبنا. أين هي أقلامكم عندما يتعلق الأمر بمبادرات وطنية أو أبرزا جهود الدولة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية، لماذا تقفون بتبلد أمام مواقف قد تكون بحاجة إلى أقلامكم ومنصاتكم التي قد تكون لها دور في حل أعقد المشاكل بدلاً من بيع القلم والوطن وزرع الفتن
أخيراً أتمنى أن تعود بعض العقول إلى الصواب وأن تسخر الرسالة الإعلامية لكل ما هو نافع للوطن والمواطن وأختم قائلاً بأن الأقلام والمنصات التي تستطيع أن تدمر المجتمعات، هي في نفس الوقت تستطيع أن تكون عاملاً مهماً للبناء والتقدم