بقلم عبد الرحمن العاطف
في السابق كانت حلولاً بدائية لوقف تهور الكثير من السائقين ، وكبح جماحهم ولكن اليوم ومع وجود كاميرات ساهر وأيضا وفرة الدوريات المرورية التي تجوب كل رقعة سكانية ، أرى أن تلك الوسيلة ( المطبات ) أصبحت مزعجة جداً حد ( التبلد ) لمن يجلس خلف مقوده ، ولو لمسافة لا تتعدى الكيلومترات وبخاصة في الشوارع الداخلية للأحياء ، فما أن تخلد لنومك ليلاً إلا وتتفاجأ بـ ( مطب ) في صبيحة اليوم الذي يليه ولا تسأل كيف ومتى ومن أين جاء هذا إلى هنا ؟!
تلك الوصفة التي تنتهجا البلديات وغير المكلفة ، والتي لا تتجاوز وضعها على قارعة أي طريق سوى 20 دقيقة للهروب من شكاوى المواطنين ، يترتب عليها الكثير من الخسائر الاقتصادية ويأتي في مقدمتها ما يصيب عضلات المركبة وأيضا التوقف المفاجئ والاصطدام من الخلف ، وقد رأيت حوادث متكررة لذلك المشهد تحولت معها مركباتهم إلى ( تالف ) بسبب ذلك الصامت الجاثم على الاسفلت ، وبخاصة إذا لم يتم طلاءه بمادة فسفورية للتنبيه والتحذير بوجوده أو متابعة الصيانة لتلك المادة ، في حال اختفاءها بفعل احتكاك إطار السيارات خلال السير عليها مدد طويلة .
ما يدعو للدهشة أن المدن الكبيرة والتي تغص بكثرة المركبات ، والكثافة المرورية العالية للحركة لا تجد فيها ذلك الجاثم الصامت إلا أحيانا أمام نقاط التفتيش أو المنشآت الهامة ، بينما تنتشر على طول الطرق الموصلة بين المحافظات الصغيرة بداية من ( محايل عسير مروراً ببارق والمجاردة وصولاً إلى القنفذة ) غرباً وكأنك منخرط في مسابقة في قفز الحواجز من خلف مقود مركبتك .
في الختام ( المطبات ) كانت في السابق حلاً واليوم أضحت امراً مستفزا ومشوهاً للمشهد الحضري والبصري وهدراً للوقت ومستنزف اقتصاديا للفرد ، وإن كان ولابد من وضعها فيتم وفق المواصفات والمعايير التي وضعتها هيئة المواصفات والمقاييس السعودية ، ضمن مبرراتها والتي يأتي في مقدمتها أن تكون في المواقع ذات الخطورة العالية ، وأن تزود بوسائل تحذيرية تلفت انتباه السائق ، وأن توفر الوقت الكافي لتخفيف السرعة قبل الوصول إلى المطب كما حددت الإشكال المعتمدة لها هي القصير، والانسيابي، ومطب الوسادة الخاص بمركبات الطوارئ، وكذلك المطب ذا السطح العلوي المستوى، إضافة إلى التقاطعات المرفوعة.