عبد الرحمن العاطف
أزمة ( كورونا ) كشفت هزالة الأجهزة والمنشأت الصحية ، في دول كنا نعتقد أنها عظمى كإيطاليا مثلاً والتي سارعت للاستنجاد بـ ( الصين ) بعدما تجاوزت تلك المحنة بـ " نجاح " ، وفي مقابل ذلك نرى ما حققته بلادنا من تعامل حازم مع الأزمة وبإجراءات وقائية صارمة كان هدفها سلامة ( إنسان ) هذا الوطن أولا وأخيراً ، رغم انخفاض أسعار النفط وترنح الاقتصاد العالمي وأفخاخ البورصة ومكائد الدب الروسي .
التجربة الفريدة التي قدمتها المملكة للتعامل مع شبح ( كورونا ) كانت محط أنظار العالم ، ولا أدل على ذلك من حجم الاتصالات التي وردت لسمو ( ولي العهد ) لاستخلاصها والاستفادة منها ، تحت ما يسمى بكيفية " الحد " من انتشار كوفيد 19 وقطع دابره إلى غير رجعة وانحساره وضموره .
حكومة المملكة قامت بدورها الفاعل على الصعيدين الدولي والمحلي ، فعلى الصعيد الدولي قدمت 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية للحد من انتشار هذا الوباء ، أما الصعيد الداخلي فالإجراءات الاحترازية المتخذة فاقت 18 إجراءا حازماً كان من أهمها تعليق صلاة الجمعة والجماعة والعمل في قطاعاتها الرسمية والخاصة ، وكذلك الرحلات الدولية والأنشطة الرياضية والقائمة تطول .
ما يثلج الصدر أن أزمة ( كورونا ) أثبتت تفاعل المواطنين بالامتثال لتوجيهات القيادة واللجنة المشكلة للتعامل معه وبدت الطرقات شبهه خاليه في أكبر المدن ازدحاماً وعمراناً كالرياض ومكة ، كذلك انطلاق بعض المبادرات والتي لا تزال خجولة لمعاضدة ( الدولة ) في تسكين من هم بحاجة للحجر الصحي ، في ( عماراتهم ) الاستثمارية الخاصة مدفوعة الماء والكهرباء بالإضافة إلى بعض ملاك المستشفيات الخاصة ، بينما وقفت البنوك التجارية صامته وتراقب الموقف دونما مبادرة تذكر من منطلق بند المسئولية المجتمعية !
كما أظهرت الأزمة حجم الاكتفاء الذاتي من المعقمات والكمامات في مصانع ( سعودية ) وتدار بأيدي وطنية وبكل فخر بالإضافة إلى المخزون الكافي من الأغذية والمشروبات ولله الحمد ، والأجمل من ذلك كله التفعيل الحقيقي للحكومة الالكترونية في جميع قطاعات الدولة والابتكار في كيفية الوصول ، وتقديم الخدمة للمواطن والمقيم على حد سواء ما يدل على أن هناك نظرة استشرافية لمثل هذه الأزمات .
ختاماً لنتفاءل بمرور هذه الأزمة وإنقشاع غمتها ، فمهما عظم البلاء هناك رب يدبر الأمور ويقبل الدعوات ويرفع النوازل وكل شيء عنده بمقدار .
فاصلة : " رب اجعل هذا بلدا آمنا "