أ- جابر موسى المفرحي
"فعسى أن تكرهوا شيئًا..ويجعل الله فيه خيراً كثيراً" على ما تسبب به مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) والحجر الصحي الناتج عنه..من تعطيل وتقييد في حركتنا من عدم الخروج والتخلي عن ممارسة حياتنا بشكلها المعتاد.. الان انه اظهر لنا امور وعادات ايجابية كانت غائبه عنا ...
جعلنا نبذل قناعتنا في كثير من امور الحياة ... ونغير ترتيبها ومكانتها ...فهناك اشياء في حياتنا كانت تعتبر هي القمة في اهتماماتنا ...ومع الحجر وجدناها تختفي تماما ... او تبدل ترتيبها فاصبحت في اخر قائمة الاهتمام ...
اول هذا الخير وجدنا يقينا أننا نعيش في بلد ليس مثله بلد ..وتحت حكومة لامثيل لها.. أعزها الله وسدد على طريق الخير خطاها ... اهم ما لديها شعبها وسلامته ...واكتشفنا ان من كان يتغنى بعالم مثالي غير هذا البلد انه كان مخدوع بعالم هش ضعيف ...
عرفنا ان هناك امور كانت في نظرنا بسيطه ونظنها من حقوقنا التي لا يمكن ان تتغير او تتبدل مثل الخروج من منزلك والسفر الى اي مدينة في اي وقت تريد والجلوس في اي مكان والتسوق متى ترغب وكيف تشاء..
بعد قرار منع التجول عرفنا إنما ذلك كله كان هو نعيم وفضل من الله ما كنا نشعر به ولم نعرف قدرة
اكتشفنا ان هناك عادات وبرامج واعمال كنا نقوم بها ونقول لا نستطيع تركها والعيش بدونها من تسوق واكل مطاعم ورحلات وخروج متكرر من البيت بغرض التنزه او زيارات ولقاءات واننا لا نستطيع البقاء يومًا كاملا دون الخروج من المنزل ... اكتشفنا أننا نستطيع العيش بدون الكثير من ذلك كله ..
كل ذلك جعلنا نعيد ترتيب عاداتنا ومفاهيمنا وسلوكنا وجعلنا ايظا نعيد حتى ترتيب الاشخاص بالنسبة لنا.
فعلا كان هناك اشخاص كنا نحسبهم هم الحياة لنا لا نستطيع العيش بدونهم ولكن عندما طبقنا قرار منع التجول وجدنا اننا نحن كنا نبحث عنهم ونجعلهم في مقدمة أولوياتنا واكتشفنا اننا لا نمثل لهم اي شي ..
وفي المقابل عندما تحقق لنا يقينا ان ما ننعم به من أمن وأمان و نعيم وصحة هو فضل من الله اولا ثم هو ما سعت له قيادتنا اعزها الله لجعل بلدنا ما مثله بلد
كذلك تاكدنا يقينا بأن الاسرة يجب ان تتصدر علاقاتنا وهي التي يجب ان تكون وان تبقى محور ( عنايتنا ) واهتمامنا
انتهى.