الدكتور عبدالله بن سعيد الأسمري
وإذا كان السبيل الأمثل لسعادة الإنسان في الحياة هو متعة التحرك كيفما شاء ومتى شاء وفق القوانين وأعراف البشر في حياتهم،فإن الحجر المنزلي هو طوق النجاة بعد الله للعودة لما كنا عليه من نعيم الحياة في شتى مجالاتها، وهنا ومضات
- ومنهاان من نعمة لزوم البيت وتقييد الخروج الا لضرورة قصوى اكبر الأثر في مراجعة الذات والتقليل من الملذات، والتفكير الجاد في كل ما هو آت،
فإن التخلي عن المساجد والجمع والجماعات رغم فضائلها وعلو مكانتها تجعلنا نفكر بشكل واقعي في نعمة التفرغ للعبادات قلبًا وقالبًا برقابة ذاتيه ربانية خالصة تحقق التحلي والوصول للغايات التعبديه والكمالات التربويه الذاتية والأسرية، بعد ان قل ما يشغل القلب من امور كثيرة قد يكون في السابق لعدم الاهتمام بترتيب الأوليات الحظ الأوفر منها قبل الحجريقول ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين وباب السعادتين (ص: 18): "والله سبحانه لم يجعلْ لرجلٍ مِن قلبين في جوفه، فَبِقَدْرِ ما يدخل القلب مِن همٍّ وإرادة وحب يخرج منه هَمٌّ وإرادة وحب يُقابله، فهو إناءٌ واحدٌ، والأشربةُ مُتعددة، فأي شرابٍ مَلَأَهُ لم يبقَ فيه موضع لغيره، وإنما يمتلئ الإناءُ بأعلى الأشربة إذا صادفه خاليًا، فأما إذا صادفه مُمتلئًا من غيره لم يساكنه حتى يخرجَ ما فيه ثم يسكن موضعه؛ كما قال بعضهم:
أَتَانِي هَوَاهَا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى
فَصَادَفَ قَلْبًا خَالِيًا فَتَمَكَّنَا
- ومن آفاق الحجر المنزلي يستطيع العقل ان يعيد التفكير والتأمل فيما سلف من امور كماليه كانت وباء اشد من الوباء ذاته بسببها تقترف كثير من المحظورات
ومنها الإسراف في الولائم والمآكل وغير ذلك من امور حياتيه امتزج فيها الإسراف والتبذير قال الراغب: (السرف: تجاوز الحد في كلِّ فعل يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر)
ويقول الامام الشافعي: (التبذير إنفاق المال في غير حقِّه)
حل محل هذا كله اثناء الحظر
ترشيد الاستهلاك والتيقن بأن كثير من الأشياء لم تكن ذات اهمية بالغه يهدم بناء الاسرة بالطلاق من اجل فواتها او عدم تحققها مثل الولائم والسفر وكثرة التسوق والتبضع لغيرحاجه، وكثرة الزيارات المجدولة واللقاءات المقننة وخبت وانطفأت جذوة حب الظهور والتصوير في السنابات، وأصبح ذروة سنام الكرم اتصال بعزيز غال او رسالة اطمئنان او مكالمة عبر الاتصال المرئي تغني عن تلك المعارك الطاحنة التي كانت جل اهتمام البعض واليسير يغني عنها،
- ومن ومضات الحجر المنزلي ان الأسرأعادت ترتيب أولوياتها ومن أهمها الانضباط وفق ما تقرره الدولة لان الكل تيقن باخلاص دولتهم لهم من خلال رواتب تدفع وإجازات تمنح وسهر على صحة المواطن والمقيم .
- وكذلك الشعور الجمعي بالمسؤولية الوطنية من خلال
عدم الرضى باي فعل من شأنه الإخلال بنظام إجراءات الحظر لان في ذلك عدم مراعاة لمصلحة الوطن والمواطن.
-ومن الومضات الجميلة ايضا ان المجتمع تولد لديه قناعه في أهمية التخصص في اي مجال بداية لرب الاسرة وربة المنزل وانتهاء بكافة المسؤوليات التي نجني ثمارها في سلامة الوطن وساكنيه.
- ومن الومضات الهامة والقناعات التي اكتسبها المجتمع في الحظر التامل في عدد العمالة التي يعج بها كل حي ومدى جدوى ذلك والذي ربما يغني عنه شركات بإشراف الدوله تؤمن ما يحتاجه سوق العمل في كافة المناشط بعد الاكتفاء من الأيادي السعودية المخلصة في كل المجالات ،
- في الحجر المنزلي اصبح الصبر سجيه وتحمل تصرفات بعضنا البعض اكثر فائدة وكل هذا ممكن من قبل ومن بعد لكن كان للتفرغ والتأمل والوجدان الجمعي كبير الأثر في تحقق هذه المزايا الجميلة.
-ومن الومضات تفعيل التعلم عن بعد من خلال الدورات التدريبية المجانيه واداء الاختبارات بشكل مميز مسؤول والتدريب الذاتي والمراقبة الأسرية للتعليم عن بعد واستخدام التطبيقات الذكية في البيع والشراء وهذه من أميز ما أفادته الأسر اثناء الحظر والشعور بأهميته فيما بعد كورونا
وَاخْتَـر لِـنَفْسِـكَ حَظَّهَــا .........وَاصْبِـرْ فَـإِنَّ الصَبْـرَ جُنَّـه
آخر السطر:
كن انت لانك جميل كما انت ...
د. عبدالله بن سعيد الأسمري
Twitter: DR_AbdullahL
Gmail: Abdullahalasmari360@gmail.com
فإلى الامام يا دكتور عبدالله فأنت تملك قلما سيالا