بقلم الأستاذ يحيى محمد الشهري
يتيما الأم منذُ نعومة أظفارهما ،
تكفلت جدتهما لأمهما بتربيتهما مع أخوالهما
كان خالهما جابر علي الصافي الأقرب سنًا منهما -يكبر عن عبدالعزيز بعام واحد- والأقرب لهما في كل أمور حياتهما ، فكانوا سواءً في كل شيء في النشأة ، والتربية
حتى إذا بلغوا سن الرشد وتفرقوا ، التحقوا بالقوات البرية الملكية السعودية ..
حيث تم تعيين عبدالعزيز أبو عبدلين وخاله جابر الصافي في محافظة شرورة
أما الأخ الآخر مشولي فالتحق بالأمن العام وتم تعيينه في المنطقة الشرقية وهم وإن ابتعدوا بالأجساد إلا أن أرواحهم قريبة .
ظلوا على هذه الحال مدة طويلة ، ومع الإجازة الصيفية من كل عام يتقابلون في موطنهم الأول ، وطوال مدة الإجازة يجتمعون ليقضوا أجمل الأيام ،
يتسامرون الليالي و يسترجعون ذكريات الطفولة والماضي الجميل ..
مكثوا على هذه الحال طويلًا
حتى جاء موعد العودة إلى قريتهما في ثلوث المنظر وهي مرحلة التقاعد
فكان الشعور لا يوصف حيث سيعود الأحبة
إلى الاجتماع واللقاء الدائم كما بدأوا حياتهم
اجتمع الأحبة بعد أكثر من ثلاثة عقود
كان لقاؤهم يتكرر كل مساء ولا يفرق بينهم سوى سويعات النوم فقط والسعادة لا تفارقهم ، الأخوين وخالهما الذي يعتبرانه الأخ الأكبر لهم .
كانوا وهذه حالهم طوال سنين عمرهم ..
حتى جاء هذا الفيروس - فيروس كورونا ١٩ - فاقتربت معه رحلة النهاية
ففي مطلع شهر ذي الحجة من هذا العام ١٤٤١ هـ ، أصيب أحد الأخوين أبو عبدلين - وهو الأكبر - ونقل على إثر هذه الإصابة لمستشفى المجاردة العام حيث اشتد عليه المرض فأدخل قسم العناية المركزة ..
سمع خاله ما أصابه من هذا المرض فلم يتحمل الموقف فسقط ونقل للمستشفى وبتحليله اتضحت إصابته بالفيروس فأدخل نفس القسم ، ولم يمهل الأجل عبدالعزيز فتوفي في اليوم العاشر من دخوله للمستشفى.. وبعده بأربعة أيام توفي خاله جابر الصافي مساء يوم الخميس الموافق ١٢/١٧ / ١٤٤١هـ
وفي صباح يوم الجمعة الموافق ١٢/١٨ / ١٤٤١هـ توفي الأخ الثاني مشولي نتيجة إصابته بالفيروس وتأثرًا بما أصاب رفيقيه ليلحق بهما رحمهم الله جميعًا ..
فكان هذا الأسبوع أسبوع حزن على أسرتهم وعلى كافة أفراد قبيلتهم ومجتمعهم عامة وكل من عرفهم ..
نسأل الله تعالى أن يغفر لهم ويرحمهم وأن يجمعنا بهم في دار الكرامة
إنه ولي ذلك والقادر عليه .
من أهل المساجد وأهل الصلاة واهل الصف الأول
نسال الله ان تكون شاهدة لهم لاعليهم
يظل فقدهم موجع
وللامانه كأن مساجدنا اافتقدت دعامة من دعاماته
والله انه لأسبوع الحزن فعلا