عبد الرحمن العاطف
خلال فترة وجيزة وضمن خطوات متسارعة تحولت الرحلة التعليمية في المملكة وفي مراحلها الثلاث الأساسية الابتدائي والمتوسط والثانوي وأيضا العليا ( الجامعي ) إلى التعلم باستخدام الفصول الافتراضية أو كما يطلق عليه التعليم عن بعد والذي يعتبر نقلة نوعية في تاريخ التعليم الحديث .
ولقيت ( منصة مدرستي ) التي أطلقتها وزارة التعليم مؤخراً إشادات واسعة من منظمات ومؤسسات وهيئات خارجية كونها أصبحت الخيار الأمثل والأضمن للتواصل بين المعلمين وطلابهم لكلا الجنسين ، وتلقي المعلومات في نسق من الانسيابية أظهرت مزايا المشروع الوطني العملاق والذي راهن عليه الكثير من التربويين والتقنيين كبديل للعملية التعليمية مستقبلاً وحالياً في ظل استمرار جائحة كورونا .
أن الأرقام الصادرة عن وزارة التعليم فيما يخص الدخول للمنصة التعليمية ( مدرستي ) والتي بلغت 99% تؤكد وبجلاء أن خطوات إنسان هذه البلاد نحو الرؤية المباركة تسير في طريقها الصحيح والمرسوم لها ، بل إن الوزارة لم تكتفي بذلك النجاح من التواصل وتسيير العملية التعليمية فقفزت بتلك المنصة والقنوات التعليمية لما هو أبعد من ذلك عبر إضافة العديد من المزايا والتي يأتي في مقدمتها حل الواجبات اليومية والإثراءات والحضور والغياب وصولا إلى إعداد الاختبارات الالكترونية .
ولم تتوقف أيادي ذلك المشروع نحو الطلبة والطالبات ذوي الإعاقة بفئاتهم المتعددة ، بل قامت بتخصيص أربع قنوات فضائية عبر قناة ( عين ) التعليمية لتقدم لهم المناهج والدروس في قالب سهل ووفق قدراتهم العقلية وخصائصهم النمائية .
أما الأبرز في هذه التجربة الاستثنائية فكان حجم التفاني والإبداع والابتكار الذي أظهره المعلمون والمعلمات عبر الفيديوهات المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي أثناء تأدية حصصهم لطلابهم ، فتارة نرى معلم يقدم درسه لطلابه من على السرير الأبيض رغم مرضه ، وتارة أخرى نرى معلم يقدم حصته من مواقف السيارات وأخرى معلمه لم يمنعها إنطفاء الكهرباء من إيصال جهاز الحاسوب الخاص بها ، عبر محول كهربائي شكل خطراً عليها كي لا تحرم طالبتها ذاك الدرس تحت قيض الشمس وبدون ما يُظلل رأسها من الحرارة ، ولن أنسى المعلم الفيفي الذي تسلق تلك الجبال الشامخة للوصول لطلابه وتعليمهم كيفية الدخول لمدرستي .
بل أن الكثير منهم حولوا مجالسهم الفاخرة إلى فصول أفتراضية على نفقتهم الخاصة دون كلل ولا ملل مستشعرين حمل الأمانة وإيصال العلوم والمعرفة لطلابهم وطالباتهم .
أخيراً الصعوبات والتحديات التي واجهت انطلاقة ( منصة مدرستي ) والتي كان من أبرزها انقطاع أو ضعف الانترنت وعدم التمكن من الدخول والفاقد التعليمي ، والتشويش الصادر من الطلبة أثناء أداء الحصة وغيرها من الملاحظات ستكون شيئاً من الماضي ، لجاهزية الفريق التقني لتطوير أدوات المنصة ، وبحول الله ستكون مدرستي منصة تعليمية دائمة وليست مؤقتة تضامنية تشاركية بين المدرسة والمنزل والإدارة التعليمية كجهة إشرافية .
لفتة : شكراً لبعض المؤسسات الأهلية ورجال الأعمال وأيضاً مؤسسة تكافل لمبادرتهم الجميلة بتقديمهم أجهزة حاسوبية وأيضاً ( هواتف ذكية ) لبعض الطلاب والطالبات من محدودي الدخل والغير قادرين على شراءها لتمكينهم من الدخول للمنصة ومتابعة دروسهم .