يحيى الشهري
و على الرغم من تعدد وسائل الصحافة والإعلام والثورة التكنولوجية الهائلة في وسائل الاتصالات والمواصلات، إلا أن الصحافة لم تفقد رونقها المعهود، وبقيت محتفظة بالهالة نفسها التي تجعل الناس يقبلون عليها لتغذية فضولهم في قراءة الأخبار والتحقيقات الصحفية المختلفة، وعلى الرغم أيضاً من أن البعض يربط الصحافة بالورق ويحصرها فقط بالصحافة الورقية، إلا أن الواقع يفرض الصحافة الإلكترونية بقوة كبيرة، وبهذا أصبح هناك دمج صحفي إعلامي واحد، يعمل بالكيفية نفسها ويستهدف الجمهور نفسه.
ومهنة الصحافة والإعلام ليست من المهن الحديثة العهد، ولا هي وليدة اليوم، بل إن الإنسان على مر التاريخ ومنذ أقدم العصور كان يسعى دائماً لمعرفة الأخبار والأحداث، ولقد تطورت هذه المهنة عبر الزمن حتى وصلت إلى ما وصلت اليوم إليه، حتى أصبح لها اليوم أناسٌ متخصصون فيها، فمهنة الإعلامي أو الصحفي أصبح منهاجاً يُدرّس في الجامعات والمعاهد، لأن الصحافة والإعلام لا يحتاجان إلى عملٍ عشوائي وإنما إلى عمل منظم والكثير من التنسيق والربط والقدرة على ربط الأحداث معاً وتحليلها.
مايؤرق الصحفي هذه الأيام ان بعض مسؤولي الإدارات يعتبرونه عدو لهم .خاصة وان مهنة الصحفي تُحتم عليه كشف مكامن الخلل للمسؤول على ان يقوم بمُعاجلة الخلل ، ويعتبر الإعتراف بالخلل سمة من سمات المسؤول الناجح .
والشفافية في التعاطي مع الإعلام أضحت واجبا على الجميع التعامل مع الإعلام على انه شريك في النجاح وهو الذي يكشف الخلل والقصور، وتبني قضايا الوطن والمواطن، تبعًا لضخامة الأمانة التي يتحمل الإعلام وزرها. كما أنني لا أعرف سببا واضحا لـ«الفوبيا» التي تعانيها بعض القطاعات تجاه الإعلام في الفترة الأخيرة
والحقيقة أن أكثر ما يعانيه المسؤول هو الحساسية المفرطة من الاعتراف بالتقصير في الإجراءات. كل ذلك أظهر لنا مع الأسف أن بعض المسؤولين لا يعرفون حق المعرفة الدور المهم والبارز الذي يلعبه الإعلام الحقيقي، الذي هو «عين المواطن» للمسؤول.
ولكن الملاحظ أنهم يتحاشون الرد على استفسارات وأسئلة الإعلاميين، علما بأن الطريقة المحببة لديهم هو أن يصيغ ذلك المسؤول أو من ينوب عنه الخبر بنفسه، وبالطريقة التي تناسبه، التي غالبا ما تكون إبرازا لإنجازاته فقط، أما بالنسبة لجانب القصور في وزارته أو إدارته، فلن تجد له خبرا حول ذلك
بعض المسؤولين في بعض الإدارات يطالب بعدم نشر وذكر اسمه بالخبر أو يكتفي بمسمى «مصدر مطلع» أو «مصدر مسؤول»، وثمة من يعتقد أن الإعلام هو لنشر السلبيات والتصيد في الماء العكر.
في حين لم تعد المصداقية في التعاطي مع وسائل الإعلام المختلفة لم تعد مجرد مطلب أو أمنية، إنما أضحت واجبا نصت عليه أوامر القيادة الحكيمة في أكثر من مناسبة، حيث تنص التعليمات بالتعهد بإيصال المعلومات والتعاون مع الإعلام بكل وضوح. في ختام مقالي هذا اتمنى ان يتفهم المسؤول الدور الإعلامي وان يتحمل الإعلامي أمانة الشفافية في طرحه