بقلم الدكتور عبدالله بن سعيد الأسمري
وشعر العرضة يمكن تعريف بعض خصائصة بشكل سهل:
الشاعر الأستاذ علي الخراشي
بأنه يعتمد على النقاش حول معنى مبطن ويتم التعبير عنه
بأبيات العرضه وقافيتها تستلزم الجناس بكل انواعه التام والناقص اذا إضطر الشاعر للارتقاء على معنى الخصوم لاي سبب يراه
واذا كانت قصيدة الفصحى تحتاج الي تجاوز الستة او السبعة ابيات لنطلق عليها قصيدة
فإن شاعر العرضة
قد يقول قصيدة بسرعة. بديهته في اكثر من سبعة عشر بيتا موزونة ومقفاة ومثيرة في نفس الوقت
وشاعرنا من المُبرزين. في هذا المجال على مستوى العرضة الجنوبية
وهو كما اعرفه شاعر اكتسب شعره القوة والحماسة والوصف ولا يبالي إن رد على الهجاء بهجاء مقذع لكن مع رقي الكلمة التي تحمل في طياتها ردا قاسيا قد لا يُفهم الا بعد حين
ولهذا لم يكن من العسير عليه ان يقول شعر الفصحى باوزانه
وفنون العَروض مجتهدا في ذلك رغم انه من المبدعين في الكيمياء وهو تخصصه الرئيس ولهذا فهو يمتلك وفق تخصصة ذكاء في تحديد المادة والتعامل معها وفق معمل التجارب وهنا وفق تراكيب اللغة
ولهذا نجد شعراء العرضه يتكلمون بشكل واسع النطاق عن أمر .ما.
لكن هو في حقيقة الامر يتحدث عن الشاعر الذي يجلس الي جواره او محيطه القريب
ومن جماليات القصيدة
ان جعل عنوانها مناجاة
وهي من الدعاء
والمناجاة لها ارتباطها بإسرار الحديث ولا ار هنا الا انها رسائل بوسطه الشعري
اورده الشاعر في نص شعري لتعبر عمّا يدور بداخله من أفكار والمشاعربطريقة غير مترابطة أحيانًا ويخاطب فيها الكاتبُ شخصًا غائبًا أو شيئًا مجرّدًا أو جمادًا
يقول في مطلع قصيدته :
يامن تجبّرَ ٓ في الحياة ِ وعادا
هل من ثمودٍ باقياّ او عادا
هنا نداء بحرف النداء للموصوف الذي اراده من التعبير بالقسوة أيًا كانت عاطفية او غيرها في محيط حياة الشاعر بدليل انه قد صبر الشاعر ردحا من الزمن لكن هذا المعنّي (عادا) اي عاود التجبر مراتٍ في سلوكه مع شاعرنا
فهو يذكره بأنه راحل عن الدنيا فليحسن في التعاطي مع من حوله في هذه الحياة
ومن الناحية الفنيّة بغض النظر عن التقطيع العَروضي
نجدا ما ذكرته في اول حديثي مفردتي ( عادا) في صدر البيت وعجزه وهو ما يسمى بالتصريع ومعناه اصطلاحًا أن يأتي الجزء الأخير من الشطر الأوّل الذي يُسمَّى الصدر في البيت الشعري متَّفقًا مع الجزء الأخير من الشطر الثاني الذي يسمَّى العجز في الوزن والقافية والإعراب وعرَّف ابن رشيق التصريع بأنَّه ما كانت عروض البيت الشعريّ فيه تتبعُ الضرب، فتزيد بزيادته وتنقص بنقصانه[ ابن رشيق القيرواني، كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه، ص173. بتصرّف]، وقال قدامة بن جعفر: هو أن يعمد الشاعر لجعل مقطع أوّل مصراع من البيت الشعريّ في القصيدة مثل قافيتها.[ قدامة بن جعفر، نقد الشعر.ص 14]
يقول الشاعر :
كم من زعيم ٍ غره سُلطانُهُ
حتى طغى في غيِّهِ وتمادا
ولا ارى إرتباط رمزيات شعراء العرضه انها تبتعد عن محيطهم القريب حتى مع ذكر السلطه
كما قيل :
لا سلطةً في الحب .. تعلو سلطتي فالرأي رأيي .. والخيار خياري
والزعامة قد تكون كما قال الشاعر:
وما ليَ ذنبٌ في هواكَ أتيتهُ
وإنْ كانَ لي ذنبٌ فأنتَ حليمُ
تعالَ فعاهدني على ما تريدهُ
فإني مليءٌ بالوفاءِ زعيمُ
ولهذا يقول الشاعر الخراشي:
فتجبُّرُ النمرودِ بانَ بقولِهِ
انا والإلهِ ببطشنا أندادا
قد اوغل الجَبَّارُ فيهِ ذبابةً
لم ينجِّهِ من بطشها إنجادا
ياصاحِبَ العقلِ الحصيفِ
الم ترَ
جمرَ المآثِلِ يقتفيهِ رمادا
ولهذا نجد الشاعر اقتبس قصة النمرود بن كنعان وربما ان لدلالة الاسم اهمية اكثر من القصة
لهذا نجد الشاعر ضخّم البعوضة
وفعلها رغم ان القصة لم تصح رغم تناقلها في كتب التفسير
ولهذا جعل الذبابة بديلا عن البعوضه لان هدف الشاعر وصلوا فكرته ولم أفهم معنى (المآثل )
هل هي المآثر ام من المثاليات او المثال
وكذا الجمر هل يقصد به اي جمر ام ما يرتبط بالنخيل ومنها ( جَمَّرَ الرّجلُ: قَطَعَ جُمَّارَ النَّخْلِ)
والذي يجعلني انحى بمعاني الابيات المنحى المحلي قول الشاعر
قد تجمعُ الدنيا سلالةٓادمٍ
لكنهم تحتَ التُّرابِ فُرادا
فهو يعاني الفُراق وهذا ما اهتدى اليه من التعبير عن وصف الحالة التي يعانيها
فهو يروم الاجتماع في الدنيا اما القبور وهي اول منازل الاخرة فالناس فيها فُرادى
حتماً تريدٰ من الامورِ كمالها
واللهُ يفعلُ ماقضى وأرادَ
ويعلل الشاعر ان سبب هذا التفرق والبَين هو إرادة الاخر وطموحة لمًا لا يمكن تحققه
وهذا رغم فعل الاسباب لن يتحقق الا بقدرة الله
وفي آخر القصيدة يحدث مقارنة ويوظف البيئة الجغرافية
لخدمة هدفه في توصيل فكرتة
للمقصود في محيطه القريب بقوله :
كُلِ الجبالِ الراسياتِ على الثرى
تحتٓ البسيطة ِ ثُبِتٓت اوتادا
هل تستوي شُمُّ الجبالِ بطولها
لو قارنوا ضِلعٓ النجادِ بهادا
يقول انه كالجبال الراسية وانه في هذا الامر له مكانه خاصة ومهمه كأهمية الجبال التي هي اوتاد الارض
وانه شامخ كاكثر الجبال ارتفاعا
فلا يمكن مقارنته بغيره
مثلما لا يمكن مقارنة ارتفاع النجاد وهو جبل صغير بهادا وهو جبل عظيم الارتفاع في تهامة بللسمر
والله الموفق والهادي