• ×

09:50 صباحًا , الإثنين 23 جمادي الأول 1446 / 25 نوفمبر 2024


تضخم,, الأنا ,,أزمة ومعاناة بقلم الدكتور الأسمري

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الدكتور عبدالله الأسمري
الدكتور عبدالله الأسمري
اول ( أنا) عرفتها الخليقة كانت بداية تشخيص وتحديد داء ,,الأنا ,, وما يترتب عليه من آثار قَالَ: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ)

فكان من آثارها بداية العصيان والشر والخروج عن منهج الله وطاعته بل والاستغراق في منهج الإغواء عن طريق الخير
هذه ,,الانا ,,جعلته مذموما مدحورا
واعجب ايما عجب ممن استهوته النرجسية الطاغية والغرور
التي يترنح صاحبها في امواج التعالي والإعجاب بالنفس والشعور بالاهمية
التي تجعله يعتقد ان كلامه يجب ان يُطاع رغم انه ليس اهلا لذلك فلا قدوة حسنة ولا منهج صالح ولا سيرة عطرة ولا اسلوب أمثل وتراه مزمجرا في أسرته وابنائه ومجتمعه البسيط بإفعل ولا تفعل وانا ارى هكذا ولا أرى ذلك
وربما يستجيب له البعض احتراما لذواتهم وليس له وحبا للسلامه وعدم الدخول في (معمعة )من اللهب الكلامي مع جاهل وإن كان مظهره حسنا رغم ان فوق رأيه الف الف رأي ولكنها ,,الانا,, اعمت بصيرته:

قدَ ابْرَزَ اللَّهُ قَوْلاً، فوْقَ قولهِمِ ** كما النجومُ تعالى فوقها القمرُ

او كما قيل :

كأنهم خشب جوف أسافله
مثقب فيه أرواح الأعاصير

إن ,,الأنا ,,هي بداية لإستمرار الشر والعدوان
وفي قوله تعالى (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)طوعت له نفسُهُ : زيّـنت وسهلت له نفسُهُ

بمعنى زَيَّنت لقابيلَ نفسُه أن يقتل أخاه، فقتله، فأصبح من الخاسرين

إنها ,,الأنا ,,العدوانية التي تبلغ حد النرجسية والغرور

,,الأنا,, التي لا تؤمن بإحترام الآخرين سواء في محيطهاالأسري او العملي او الاجتماعي
ولا تؤمن بقيم التسامح والتعايش والسلم النفسي والأسري والاجتماعي
وهذا داء عضُال يعرفه من تدرج في دراسة ابحاث علم النفس
وهو داء خطير يجب على الانسان الحذر منه والاستماع للنصح والبحث عن اسلوب التشافي منه

والعلاج والبلسم والدواء يكمن في التواضع والحلم والسكينة والهدوء والتصالح مع النفس والرضى بما قسمه الله للانسان من جميع الوجوه
وفي الاثر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَسَاوِيكُمْ أَخْلَاقًا ، الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ)رواه احمد في المسند(27052)

وهنا (يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إليه وأقربهم منه مجلسا في الآخرة أحاسنهم أخلاقا ، ثم وصفهم بأنهم ( الموطؤون أكنافا ) وهم الذين جوانبهم وطيئة لينة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى بهم ، فهم يفرحون بالحسنة ويتجاوزون عن السيئة ويعفو ويصفحون .

( الذين يألفون ويؤلفون ) يعني يأنسون بالناس ويأنس الناس بهم ويحبون صحبتهم ويتقربون منهم .

( وإن أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة ) الذين يفسدون بين الناس بنقل حديث بعضهم لبعض بغرض إيقاع الشر والفساد بينهم .

( المفرقون بين الأحبة ) بما يسعون به بينهم من الفتن والتحريش .

( الملتمسون للبرآء العنت ) وهم الذين يطلبون للبريء السالم المشقة والفساد ، يريدون أن يلطخوا المطهرين السالمين بما عافاهم الله منه من الآثام والعيوب .
وقال ابن الأثير في "النهاية" (3/580) :
" العَنَتُ : المشقَّة والفساد والهلاك والإثْم والغَلَط والخَطَأ والزِّنا كُلُّ ذلك قد جاء وأطْلِق العَنَتُ عليه . والحديث يحَتَمِل كلَّها . والْبُرآء : جمع بَرِيء وهو والعَنَت منصوبان مفعولان لِلْباغِين يقال : بَغَيْتُ فلانا خيراً وبَغيْتُك الشيءَ : طلبتُه لك وبَغيْت الشيءَ : طلبْته "

و(الثرثارون) أي الذين يكثرون الكلام تكلفا وتشدقا ، والثرثرة كثرة الكلام وترديده .

و(المتفيهقون) أي الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم ويتفصحون فيه .

و(المتشدقون) الذين يتكلمون بأشداقهم ويتقعرون في مخاطبتهم "فيض القدير" (3 /619-620)

والمقصود من الحديث : الحث على مكارم الأخلاق ولين الجانب ، والنهي عن النميمة والسعي بين الناس بالفساد والشر ، وخاصة الأتقياء الأنقياء المسالمون الذين لا غل في قلوبهم ولا حسد ولا ضغينة)

وقبل الختام فإن الانسان روح وعقل وجسد وله محيطه الانساني والاجتماعي ولهذه الثلاثة الاجزاء متطلبات لتستقيم رحلة الانسان في الحياة مع من حوله وتحدد اسلوب تعايشه مع الكون والكائنات
بالشكل الطبيعي الذي يكفل الود والامان للجميع وتنجية
من كارثة تضخم الذات
التي تجعله لايرى الا ذاته ولا يصح من الاقوال إلا قوله ولا يُصغى إلا لنبرات صوته التي يظنها نغمات هادئه ويسمعها الجميع نعيقا وهراء لا قيمة له لانها تجاوز للصواب وقفز على الثوابت المألوفه عقلا وشرعا ولو كان قوله سليما ورأيه صائبا
فإنه يستلزم منه لين الخطاب
وحُسن الجواب وهذا شأن العقلاء ولا يغتر بعمله حتى ولو رآه حسنا
فكل ما يُوفق المرء له يجب ان يتيقن انه من عندالله وبتوفيق الله وحتى الطاعه هي بهداية الله وتوفيق من الله
وهي ا جل النعم على الثقلين
لمن أهتدي
فالله -سبحانه وتعالى- هو المنعم بكل خير نفعله.. يمدنا بأسبابه لحظة بلحظة ولو شاء لمنعنا إياها ألم يقل لرسوله وحبيبه -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَئِنْ شئنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا) [الإسراء: 86،
قال ابن عاشور:
أعقب ذلك بالتنبيه إلى الشكر على نعمة العلم دفعاً لغرور النفس ، لأن العلم بالأشياء يكسبها إعجاباً بتميزها عمن دونها فيه ، فأوقظت إلى أن الذي منح العلم قادر على سلبه ، وخوطب بذلك النبي لأن علمه أعظم علم ، فإذا كان وجود علمه خاضعاً لمشيئة الله فما الظن بعلم غيره

اتمنى الهداية والسلامة والأمن النفسي لي وللجميع والله الموفق والهادي
الدكتور عبدالله الأسمري

 0  0  1.8K

التعليقات ( 0 )

قناتنا على اليوتيوب

آخر التعليقات

من القلب الف شكر ابا ابراهيم على جهودك الإعلاميه وتغطياتك المتميزه دوما  اقول لك كفيت ووفيت فعلا
مقصورة #الراجحي تحتفل بـ #اليوم_الوطني_94

20 ربيع الأول 1446 | 1 | | 264
  أكثر  
الف الف مبروك صحيفة وطنيات ومنها للأعلى إن شاء الله عالميه
وطنيات تحصل على العلامة الذهبية على منصة "أكس"

26 محرم 1446 | 1 | | 232
  أكثر  
الطريق لم يتصل ببعضه فكيف يطرح للصيانة قبل اكتماله 
طريق خاط ثلوث المنظر تجرفه السيول والنقل ترد

17 محرم 1446 | 1 | | 343
  أكثر  
سوق الإثنين من الأسواق القديمة جدا وكان إلى وقت قريب يرتاده المتسوقون وحاليا، طاله الإهمال. بلدية ال
بالصور - سوق الأثنين الأسبوعي في بارق بين الأهمال ومُطالبات الأهالي

16 محرم 1446 | 1 | | 209
  أكثر  
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 09:50 صباحًا الإثنين 23 جمادي الأول 1446 / 25 نوفمبر 2024.