براهيم البارقي
الوضوح والمصارحة احيانا أمرا لازما على طريقة مشرط الجراح الذي يبحث عن الألم ليستأصله .
وانا اكتب هذه الأسطر بعد ليلة عاصفة عنوانها النصر إلى اين فيها الشيء الكثير من الصخب المترنح بين الخطأ والصواب وددت أن أدلي بدلوي في شأن رياضي استباحته بعض الاقلام باطروحاتها المتباينة وأخرى متناقضة، وعليه كوني من عشاق المجنونة لي مالي وعلي ماعلي جئت اسكب مافي خاطري بتصرف شديد، فعندما يتعلق الأمر بمعشوقي شمس الوطن كبير الرياض نادي النصر فأني لا ارتجي إلا أن اكون وفق ٱمالي وآلامي تجاه ذلك العشق المتجذر في اعماق نفسي ولا ابحث عن جزاء و لاشكورا من شخص مهما كانت مكانته وقيمته ،سوى أن يكون النصر في أحسن حال يقطف عشاقه من بستانه الذّ ثماره واجودها ، تلك حكاية تشربتها نفسي منذ ثلاثة عقود زمنية عايشت فيها الافراح والاتراح مع فارس نجد ومن أبسط حقوقي كعاشق للكيان وليس للشخوص أن اطرح ما أراه مناسبا وفق أدبيات النقد واحترام الذوات من خلال رسالة عامة تصل كما هي دون تحريف أو تكييف مضمونها النصر لعشاقه كل في مكانه، ومن منطلق مسؤولياته مشجعا أو إداريا أو باذلا للمال أو لاعبا يسكب عرقه مقابل ملايين الريالات هنيئا مريئا ،مفاد هذه الرسالة أن العمل لايكون كاملا إلا عندما تتحقق ادواته وتكون أهدافه واضحة جلية مدعمة بالعزيمة والأمانة وحسن التخطيط وتوفير مايجعل هذا العمل واقعا ملموسا ،ولا يلام المرء بعد اجتهاده ، ولكن يلام على تقصيره وتفريطه واحيانا قناعاته التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، لست هنا في صدد التشكك والكشف عن المغيبات وعن مدى الاخلاص للكيان أو الهمز واللمز ولكن لنحتكم إلى المعطيات والمخرجات ورجائي ان لانحتكم إلى مبدأ التفسيرات الخاطئة بل إلى النظرة العميقة الهادفة إلى المصلحة العامة
حقيقة المشكلة أن هناك من تحمل أمانة خدمة النادي ويرى في نفسه أنه كفء لذلك ولكن قد يكون جانبه الحظ والتوفيق ومازال مصرا على تسجيل حضوره بطريقة أو أخرى حتى وإن كان ذلك لا يحقق المبتغى واعيد واكرر بأننا لا نشكك في إخلاصهم للكيان ولكن صلاحية بقائهم ضررها أكثر من نفعها .
عندما نتحدث عما يمر به نادي النصر من اضطرابات وتخبطات مقلقة لجمهوره انما هي نتاج غياب الرؤية الفنية والمرونة في الاستشارة واستقطاب ابناء النادي السابقين ،مما قد يسهم في تذليل بعض المعوقات وفي مقدمتها فنون التعامل مع اللاعبين والجلوس معهم والغوص في افكارهم ومدى ولائهم واستثارة همهم.
عذرا أن اقول أن هناك انصاف اللاعبين عطفا على مانشاهده من عشوائية فنية وافتقار لاستشعار المسؤولية المدججة بمشاعر ملايين المتابعين والمناصرين لهذا النادي العظيم .
في مواجهة الهلال ظهر لاعبو النصر في مستوى كوارثي خصوصا الشوط الأول الذي اعتبره من وجهة نظري شوطا مخجلا ووصمة عار اعادنا للسنين الغابرة وايام هذا الموجود ، وكالعادة خذلان مستمر وكأن هذا الجمهور المغلوب على أمره مجرد دمى لاروح فيها، ولا تتالم من قسوة الخسائر ، ولا يلغي ذلك سوء التحكيم واجهازه على مباراة جُيرت بسوء الاداء اولا والتحكيم ثانيا لناد الهلال .
لقد جعلنا ذلك الاداء نعزي انفسنا في روح التحدي وثقافة كسب الرهان واثبات الوجود ومقارعة الخصوم على أرض ميادين كرة القدم فاللاعب النصراوي بتلك الحالة بات بما لا يدع مجالاً للشك أن النصر يعاني من مرض مزمن يخمد بالمسكنات الوقتية ويعود في وقت النشوة والتطلعات .
كانت ليلة ٢٧ رمضان غير عادية عندما ظهر نصف الفريق أو اغلبه وهم يؤكدون مقولة على قدر أهل العزم تأتي العزائم وكأن ذلك الكائن لا يفقه أساسيات كرة القدم،لقد مللنا الاعذار والحجج والهروب عن الحقيقة والحقيقة التي تقول أن المكابرة غير منطقية ونصف عناصر الفريق وبال وضعوا الفريق في اسوأ صوره
أدرك تماماً أن الإدارة تقدم جهد وعمل وتضحيات بالوقت ، ولكن لابد من الفكر والجدية في وضع الكيان في المكانة التي يستحقها فعندما تعجز في صد المنافسين المباشرين من الحاق الهزائم بك في اكثر من مواجهة وموقعة مفصلية احزنت واتعبت الجمهور فأنت غير مؤهل لقيادة النادي ومعالجة المسببات للخذلان.
العمل يحتاج التكامل في كل اجزاءه وليس الاستثمار والاستقطاب كافيا، في إدارة الاندية من الضروري العمل في إطار منضومة مترابطة تحقق المنجزات المتمثلة في البطولات والمكتسبات المتمثلة في صناعة المال والنجوم،وقبل هذا كله واعني المسيرين وصناع القرار في نادي النصر يقال في المثل آخر العلاج الكي ويكون الكي بأبعاد الوسطاء والمنتفعين واستجلاب رئيس بمواصفات مختلفة تناسب المرحلة ..