بقلم رجال الأعمال مهدي آل هضبان
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا يعني فوز المملكة بتنظيم "إكسبو 2030" خاصة من الناحية الاقتصادية ؟
لفوز المملكة بتنظيم "إكسبو 2030 " منافع اقتصادية وتنموية استثمارية عديدة ، حيث أن المجتمع بكل فئاته يجد في ذلك تحفيزاً للالتزام بمواعيد إنجاز المشاريع وبأعلى معايير الجودة، ففي عام ٢٠٣٠ سيراقب العالم ما حققته السعودية من تغيير وتقدم من خلال مشروعها الكبير للتغيير والإصلاح.
هذا وتسعى المملكة من خلال (إكسبو 2030) إلى تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار، والإسهام بأداء دورٍ فاعلٍ وإيجابي لغدٍ مشرق للبشرية/ من خلال توفير منصة عالمية تسخر أحدث التقنيات، وتجمع ألمع العقول، بهدف الاستثمار الأمثل للفرص، وطرح الحلول للتحديات ، التي تواجه كوكبنا اليوم.
وقد عكس فوز الرياض باستضافة إكسبو 2030 مكانة بلادنا الاقتصادية وقدرتها على تنظيم الفعاليات الدولية، وسيساهم بإذن الله في نقل صورتها الحضارية للعالم ، ويوفر فرصاً لكافة قطاعات الاقتصاد الوطني.، حيث أنه من المتوقع أن يصل عدد الزوار أكثر من 40 مليون زائر، ومليار زيارة افتراضية ، بينما عدد المشاركين 246 مشاركاً والمساحة الإجمالية للمعرض أكثر من 6 ملايين متر مربع.
فنحن اليوم أمام واقع ناصع ومشرق ومشرّف، بيد أنه ينتظرنا عملاً هائلاً يحتاج لجهود شاقة وعمل دؤوب يوازي هذا الاستحقاق ويعكس استشعار جهد ودعم القيادة الرشيدة وأمامنا ملفّات كثيرة لن تغيب عن فطنة وحنكة حكومتنا الحكيمة التي أوصلتنا إلى هذا الموقع المتميز الذي أثبت الواقع والإنصاف أنه لا يجدر ولا يليق إلاّ بوطن عظيم حباه الله قيادة عظيمة. لكن ماذا ستجني المملكة من هذه الاستضافة والتي ستعزز مساعي سيدي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، لتنويع اقتصاد المملكة لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي، حيث تشمل الخطط الوطنية شبكة نقل عام رئيسية ومساحة مستديرة رئيسية فيها حدائق عامة ومرافق ألعاب إلكترونية ومنصات للعروض واسعة النطاق وأماكن رياضية. وتتضمن المشروعات التركيز على "تسريع الابتكارات" للحفاظ على النظم البيئية الطبيعية، كما سيتم تحويل الرياض إلى "معرض فني مفتوح بلا جدران". والمعرض سيكون فرصة للتوسع في الخطط التنموية.
من ناحية أخرى رصدت المملكة أكثر من 7 مليارات دولار لهذا الحدث الضخم، إذ سيقام بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي -الجاري تطويره حالياً-، مما يسهّل على الزوّار القادمين عبر المطار الوصول إلى موقع المعرض خلال دقائق معدودة، وذلك من خلال استخدامهم شبكة "قطار الرياض" التي تغطي كافة أرجاء مدينة الرياض، إلى جانب شبكة الطرق الحديثة، وتتصل بأحد مداخل المعرض الثلاثة. كما أن تنظيم المعرض سيسهل من تيسير تصميم رحلة الزائر، وضمان سهولة السير بمسافات قصيرة جداً للتنقل بين الأجنحة والساحات العامة والمرافق المخصصة للثقافة والابتكار، ومرافق الخدمات الخاصة بالطعام، والاستراحة والانتظار، بشكل سلس ومرن بإذن الله .
في الختام .. أبارك لمولاي خادم الحرمين الشريفين ولسمو سيدي ولي العهد - حفظهما الله- ولشعبنا السعودي العظيم فوز الرياض بتنظيم اكسبو2030 في إنجاز وطني تاريخي جديد، و سيكون له أثراً عظيماً في نمو قطاع الأعمال ويفتح مجالات جديدة واسعة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة خلال الفترة القادمة بإذن الله.