بقلم إبراهيم الفقهاء
في أيام مضت ومع قدوم رمضان وفرحتنا به أستنفرت قدماي كباقي البشر من المجتمع وتأمرت لدي النية الصادقة لشراء ( ذبيحة) الثلاجة على المسمى المستديم ( او بمعنى ) ذبيحة رمضان !
وعقلتها وتوكلت على الله ونزلت في الزمان والمكان المخصص قبل بداية شهرنا الفضيل بيوم مثلي مثل أي كائن بشري يحب الشوربة ويحتسي المرقة ومنها بعضا من السنبوسة التي هي حلم الأطفال بذائقتهم ولكنها أصبحت اليوم متنوعة لاتعتمد على ( اللحمة ) فقط !
وفي مخيلتي قد وضعت هدف نوعية الشراء من الأنعام وكوني من السهل التهامي أميل الى ( الأغنام وخاصة التيوس الصغيرة) التهامية او المحايلية ! بمعنى أهل تهامة ان صح الكلام وليس التعبير !!
وبدأت أمشي واناظر هنا وهناك وجدت اني قد اكون بعالم من (الخيال) لما أرى من أسعار (فاحشة) وغالية حاولت أن افرك أذني لما اسمع وأمسح عيني لما أرى كوني منذ الصباح وقلت ربما انني لابد ان أعيد غسل وجهي مرة إخرى ، فقد يمكن لم أرى ولم أسمع بما فاض علي من صوت مبحوح ومتعجرف يقول انها بكذا وكذا !!
واصلت مسيرتي بالتسوق بين دهاليز تلك السيارات المتاجرة بالأنعام بمختلف الأنواع وكلها كوم وان يقابلك الشريطي ملفوف الشنب ويقول ( علي الحرام ) وعليه اليمين انها عليه بكذا وكذا !! وكأنني في مصيدة وليست تسوق لضعفاء القلوب والنية الصادقة ¡!
وقفت وإذا بجاري اللطيف ماسك بتلك الذبيحة ويساوم ويكاسر ولكن لاحياة لمن تنادي فوقفت خلفه ووضعت يدي على كتفه وقلت له مبروك (شريت) !
إلتفت لي وأبتسم وقال (لا ) ولكني احاول لعل وعسى ان افيق من صدمة هذه الأسعار النارية فأحظى لك بقسمه هنية أهديك أياها قبل المغربية !
تركته وشأنه وذهبت فأستوقفتني تلك السيارة المليئة بغنم تهامة ( ولعلي ) فرحت بها رغم غلاء اسعارها وحاولت لعلي أكسب ود سائقها وصاحب هذه المواشي وتفاجأت ايضا كسائر المتفاجئين مع صباحية ربنا ففوضت أمري لله وشريت بأغلى مما كنت أتوقعه بميزانتي المتواضعة الضئيلة ولكن ليس لي حول ولا قوة مع غطرسة البائعين !
السؤال بعد هذه الثرثرة المليئة بعنفوان لحمة رمضان !!
من المسؤول عن كل هذه الزيادة في الاسعار لم نرى الذبيحة تتعدى سعر 2500 إلا بالأعياد السنوية فكيف بحالنا مع رمضان اليوم !!
هل أصبحنا حتى في تجارتنا مع كل مناسبة نستغل من التجار وأصحاب المواشي ليرفعوا علينا هذا الغلاء الجائر !!
لا أنكر الزيادة في الأعلاف ولا في الشعير و غيرها ولكن ياجماعة ربعنا زيدوا علينا بحدود المعقول ليس دبل إكس إكس !!
ليس بهذه البشاعة ولا بهذه الطريقة التي تستغلونها !!
قد أكون قادرا إلى نوعا ما !!
ولكن غيري ليس لديه القدرة !
صحيح تطورنا وشملتنا أشياء جدا جميلة بخدماتنا وأصبحنا من الدول الأولى المتقدمة ولكن أسعارنا الظاهر تواصل عجلة التقدم والسباق قبل كل شي فالتجار استغلونا بصراحة والشريطية في كل شي منتشرين مثل المنشار آكلينك رايح جاي في مختلف السلع ! ولا حسيب ولا رقيب !
فمابالك بمثل هذه التجارة التي لاغنى عنها سواء لك او لإكرام ضيفك !
أتمنى من أصحاب القرار النظر في تخفيض هذه الأسعار مع مراعاة المحتاجين والأسر ذوي الدخل المحدود.
ففيه الكثير ينتظر تدخلهم .