• ×

07:46 صباحًا , الإثنين 2 شوال 1446 / 31 مارس 2025


موائد رمضان أكثر من مجرد طعام

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم يحيى الشهري
بقلم يحيى الشهري
شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركة، حيث تتجلى فيه أجمل مظاهر التكافل والمحبة بين الناس. ومن بين أبرز التقاليد التي تزين هذا الشهر الكريم هي "الموائد الرمضانية" التي تُعد رمزًا للوحدة والكرم والبهجة.
وأصل الموائد الرمضانية تعود فكرة الموائد الرمضانية إلى العصور الإسلامية الأولى، حيث كان المسلمون يجتمعون لتناول الإفطار معًا بعد يوم من الصيام، في تجمعات تحمل في طياتها روح الإخاء والمشاركة. في بعض الروايات التاريخية، كان الأغنياء يقيمون موائد عامة للفقراء والمسافرين، مستلهمين قيم الإسلام في الكرم والتكافل. ومع مرور الزمن، تطورت هذه العادة لتصبح جزءًا لا يتجزأ من التراث الرمضاني في العالم العربي والإسلامي.
ومكونات المائدة الرمضانية
تختلف مكونات المائدة الرمضانية من بلد لآخر، لكن هناك عناصر مشتركة تكاد تكون موجودة في كل مكان:
وهي التمر والماء وفقًا للسنة النبوية، يبدأ الصائم إفطاره بالتمر والماء، لما لهما من فوائد صحية تعوض الجسم عما فقده أثناء الصيام.

والشوربة التي تُعد الشوربة، مثل شوربة العدس أو الحريرة المغربية، طبقًا أساسيًا يُحضّر المعدة لاستقبال الطعام.

وتتنوع الأطباق الرئيسية: لتشمل الحلويات: مثل الكنافة، القطايف، أو البسبوسة، التي تُضفي طابعًا احتفاليًا على الإفطار. وكذلك العصائر الطبيعية مثل قمر الدين، التمر هندي، والكركديه والتي تُعد من الخيارات المفضلة لترطيب الجسم.

والموائد الرمضانية ليست مجرد طعام يُقدَّم، بل هي تجربة اجتماعية وروحية. تُزين الموائد بأجمل الأطباق، وتُضاء المنازل بالفوانيس والزينة الرمضانية. يجتمع الأهل والأصدقاء حول المائدة في انتظار أذان المغرب، وتُسمع أصوات الدعاء والتسبيح قبل الإفطار. بعد تناول الطعام، تُعقد جلسات السمر التي تتخللها الأحاديث الودية وضحكات الأطفال.
وفي كثير من الدول العربية، تُقام موائد رحمة أو موائد إفطار عامة في الشوارع أو المساجد، حيث يتشارك الجميع الطعام بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي. هذه الموائد تُجسد روح التكافل وتُعزز الانتماء للمجتمع. ففي مصر مثلاً تُعرف هذه الموائد بـ"موائد الرحمن"، وفي السعودية تُقام في باحات المساجد بمشاركة الجمعيات الخيرية.

ومع تغير أنماط الحياة، تواجه الموائد الرمضانية بعض التحديات مثل الإسراف في إعداد الطعام أو الابتعاد عن الجو العائلي بسبب الانشغال بالتكنولوجيا. لذا، يُشجع على العودة إلى بساطة المائدة الرمضانية التقليدية التي تركز على المشاركة والتواصل بدلاً من التكلف.

الخاتمة
الموائد الرمضانية هي أكثر من مجرد طعام؛ إنها تعبير عن الهوية والتراث، وفرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية والإنسانية. في كل طبق تُقدمه الأمهات بحب، وفي كل دعوة لتناول الإفطار معًا، تتجلى معاني رمضان الحقيقية: الكرم، المحبة، والتقارب. فلنحافظ على هذه التقاليد الجميلة، ولنزرع في قلوب الأجيال القادمة حب هذه اللحظات التي لا تُنسى.
بقلم يحيى الشهري

 0  0  99

التعليقات ( 0 )

قناتنا على اليوتيوب

آخر التعليقات

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته انا لله وانا اليه راجعون
وفاة مُقيم سوداني دهسًا بحادث سير وسط ثلوث المنظر

25 رمضان 1446 | 2 | | 654
  أكثر  
حسبي الله على كل مسؤول كان سبب في هذي الحادث وكل حوادث بسبب عدم وجود مطبات بمدخل المركز وساهر والإنا
وفاة مُقيم سوداني دهسًا بحادث سير وسط ثلوث المنظر

25 رمضان 1446 | 2 | | 654
  أكثر  
ابحث عن وظيفة ذوي الاحتياجات الخاصه
#طيران_ناس يطلق مبادرة لتوظيف ذوي الإعاقة

15 رمضان 1446 | 1 | | 94
  أكثر  
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 07:46 صباحًا الإثنين 2 شوال 1446 / 31 مارس 2025.