
بقلم الدكتور الهاجري
وتسعى استراتيجية تنمية القدرات البشرية—إحدى مبادرات رؤية 2030—إلى:
* تعزيز القيم الوطنية والانتماء من خلال التعليم والتدريب.
* رفع جاهزية الشباب لسوق العمل عبر تطوير المهارات والقدرات.
* تمكين الأفراد من المشاركة الفعالة في التنمية من خلال العمل التطوعي والريادة الاجتماعية.
* ترسيخ قيم الإتقان والانضباط والالتزام في مختلف المجالات.
وفي المقابل تركز أجاويد 3 على تعزيز قيم التسامح، والصدق، والانضباط، والانتماء من خلال مبادرات مجتمعية تطوعية تهدف إلى تحقيق المواطنة الفاعلة، والتعاون الاجتماعي، والمسؤولية المجتمعية.
وفي الجانب الآخر؛ تُعتبر القيم والسلوكيات ركيزة أساسية في تنمية القدرات البشرية، حيث تسهم في بناء أفراد قادرين على مواجهة تحديات الحياة، والعمل بكفاءة، والمساهمة الإيجابية في المجتمع، فعندما يتم تنمية القدرات البشرية وفق قيم التسامح، والصدق، والانضباط، والانتماء، فإن ذلك يعزز من جودة الحياة الفردية والمجتمعية ويحقق أهداف التنمية المستدامة، وفي ضوء ذلك يمكن إيضاح آليات التماثل التنظيمي بين الأهداف الاستراتيجية لتنمية القدرات البشرية وقيم مبادرة أجاويد 3 من خلال:
1. التسامح
* تعزيز ثقافة تقبل واحترام الآخر.
* دعم بيئات العمل التي تقوم على الحوار الإيجابي.
* بناء مجتمع أكثر ترابطًا وانسجامًا بعيدًا عن التعصب.
* غرس مبدأ العفو والتعامل الراقي مع الآخرين، مما يحفز بيئة عمل صحية.
2. الصدق
* بناء الثقة في العلاقات الشخصية والمهنية.
* تشجيع النزاهة والشفافية في التعاملات المختلفة.
* تحسين بيئات العمل والمؤسسات من خلال الالتزام بالأخلاقيات المهنية.
* دعم سياسات مكافحة الفساد وتعزيز المسؤولية الاجتماعية.
3. الانضباط
* تعزيز الالتزام بالمواعيد واحترام الأنظمة والقوانين.
* تحسين الإنتاجية والكفاءة في العمل.
* بناء أفراد قادرين على تحقيق الأهداف الشخصية والمجتمعية بفعالية.
* دعم بيئات العمل التي تعتمد على التنظيم والتخطيط الجيد.
4. الانتماء
* تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن.
* تحفيز الأفراد على المساهمة الفعالة في تنمية المجتمع.
* دعم المبادرات التطوعية والاجتماعية التي ترفع من مستوى التكاتف المجتمعي.
* بناء أجيال تمتلك ولاءً وانتماءً عميقًا لقيم وثقافة الوطن.
ويمكن تحقيق التكامل بين قيم أجاويد 3 وتنمية القدرات البشرية من خلال دمج هذه القيم في المناهج التعليمية وبرامج التدريب المهني، وتبني سياسات مؤسسية تعزز هذه القيم من خلال الحوافز والتقدير، ودعم المبادرات المجتمعية، مثل "أجاويد 3"، التي تركز على تفعيل هذه القيم عمليًا، واستخدام الإعلام والتقنية الحديثة في نشر وتعزيز هذه القيم بين الأجيال المختلفة.
كما تسهم قيم أجاويد 3 في تحقيق رؤية 2030 عن طريق بناء مجتمع حيوي يدعم التنمية المستدامة، وتعزز قدرة الأفراد على التكيف مع التغيرات المستقبلية، وتوفر بيئة عمل وتعليم تنافسية على المستوى العالمي، وخلق مجتمعًا أكثر ترابطًا، مبنيًا على النزاهة والتعاون، مما يتطلب دمج هذه القيم في تنمية القدرات البشرية بما يضمن إعداد أفراد مؤهلين ليس فقط بالمعرفة والمهارات، بل أيضًا بالأخلاقيات التي تعزز من نجاحهم ونجاح مجتمعهم.
كما يؤكد التماثل التنظيمي بين الأهداف الاستراتيجية لتنمية القدرات البشرية وقيم "أجاويد 3" على تكامل الجهود الوطنية والمجتمعية في بناء أفراد مؤهلين ومتمسكين بقيمهم، مما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة ومستقبل مزدهر للمملكة.
ويُعد غرس القيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني من الركائز الأساسية في تنمية القدرات البشرية، حيث يسهم في بناء مواطن مسؤول، فاعل، ومشارك في نهضة بلاده. من خلال تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ الولاء، وتنمية الوعي المجتمعي، يمكن تحقيق مجتمع أكثر تماسكًا وإنتاجية، حيث تكمن أهمية غرس القيم الوطنية في تنمية القدرات البشرية في تعزيز الهوية الوطنية، وتقوية ارتباط الأفراد بتاريخهم وتراثهم الثقافي، وبناء مجتمع موحّد يتشارك القيم والمبادئ الأساسية، وكذلك تعزيز روح المسؤولية والمواطنة الفاعل، وتحفيز الأفراد على المشاركة في التنمية وخدمة المجتمع، وتعزيز أخلاقيات العمل والانضباط والإتقان، مما يسهم في رفع جودة الإنتاج في مختلف القطاعات.
ختامًا
غرس القيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني ليس مجرد مسؤولية تعليمية أو إعلامية، بل هو استثمار في بناء أجيال واعية، مخلصة، وقادرة على قيادة الوطن نحو المستقبل من خلال تكامل الجهود بين المؤسسات التعليمية، الإعلام، الأسرة، والمبادرات المجتمعية، لتحقيق مجتمع قوي، متماسك، ومساهم في تحقيق التنمية المستدامة.