
بقلم يحيى الشهري
وتهدف المبادرة إلى على ترسيخ هذه القيم الأربعة كمحركات أساسية للتنمية الفردية والمجتمعية. فالصدق يعزز النزاهة والشفافية في التعاملات، والتسامح يرسخ ثقافة التعايش والعفو بين أفراد المجتمع، بينما يعمق الانتماء حب الوطن والمسؤولية تجاهه، والانضباط يشكل أساس الالتزام والنجاح في مختلف مناحي الحياة. من خلال هذه القيم، تسعى المبادرة إلى تحفيز الأفراد والمؤسسات والفرق التطوعية لابتكار مشاريع عملية وإبداعية تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز التلاحم الاجتماعي في منطقة عسير.
وتنقسم مسارات المُبادرة إلى أربعة مسارات رئيسية تتمحور حول رباعية القيم. وقد أظهرت الإحصاءات المبكرة في الأيام الأولى من المبادرة تفاعلاً كبيراً، حيث سجلت المنصة في يومها الرابع 853 مبادرة، تصدرها مسار الانتماء بـ259 مبادرة، تلاه الانضباط بـ245، ثم التسامح بـ187، وأخيراً الصدق بـ144 مبادرة. هذا التنوع يعكس شمولية المبادرة وقدرتها على استهداف مختلف جوانب الحياة المجتمعية.
المبادرة شهدت تنظيم العديد من الفعاليات التي تجسد قيمها، مثل البطولات الرياضية مثل "دوري أبناء الشهداء"، ومبادرات توزيع وجبات الإفطار كما تقوم بها هيئة الهلال الأحمر بعسير، إلى جانب مبادرات تدريبية مثل "تمكين 2" التي تهدف إلى تطوير المهارات القيادية. كما تشمل المبادرة أنشطة توعوية ولقاءات مجتمعية تهدف إلى نشر ثقافة التسامح والتعاون.
وفي ختام شهر رمضان تختتم المُبادرة انشطتها بتكريم أفضل ثلاث مبادرات في كل مسار، ليصل إجمالي الفائزين إلى 48 مبادرة، بجوائز مالية تصل إلى 720 ألف ريال. هذا التكريم يعكس حرص القائمين على المبادرة على تعزيز روح التنافس الإيجابي ودعم المبادرات المؤثرة.
ومنذ انطلاقها، أثبتت "أجاويد" في نسخها المتتالية قدرتها على إحداث تأثير ملموس في منطقة عسير. ففي نسختها الثانية، سجلت أكثر من 7000 مبادرة تطوعية بمشاركة واسعة من أبناء المنطقة، وحصلت على جائزة دولية تؤكد نجاحها في خدمة المجتمع. ومع "أجاويد 3"، تستمر هذه الرؤية في تعزيز التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الأنشطة الرمضانية، مما يجعلها نموذجاً يحتذى به في تعزيز القيم وتحقيق رؤية المملكة 2030.
الخاتمة
تُعد "أجاويد 3" أكثر من مجرد مبادرة موسمية؛ إنها منهجية متكاملة لتفعيل دور الفرد والمجتمع في بناء مستقبل مشرق. بفضل دعم القيادة في منطقة عسير، وتفاعل أبنائها، تواصل المبادرة مسيرتها نحو تحقيق أهدافها في ترسيخ القيم وتعزيز الانتماء، لتظل شاهداً