أ د صالح بن سبعان
لأنه مهندس الأمن السعودي تحديداً ، استحق الرجل عن جدارة أن يسند إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مسؤولية " ولي ولي العهد " النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي
وإذا أردت أن تعدد ما تجمع في ذهنك من دخان تساؤلات، فعليك أن تضع خريطة بالاحتياجات الأمنية أو المتطلبات الأمنية لبلد شبه قارة مثل المملكة التي تحتل مساحة أربعة أخماس شبه الجزيرة العربية وما يحيط بها من دول مجاورة متنوعة في كل شيء.
ثم ضع في حسابك عدد الملايين الذين يقصدونها كل عام لأداء فريضة الحج والعمرة، ثم أضف إلى كل ذلك أنها مركز تجاري عالمي، وأنها سوق عمل ضخمة تحتوي الملايين من العمالة الوافدة إليها من كل أرجاء العالم، يحملون معهم إليها ألسنتهم وثقافاتهم وتقاليدهم، فيتفاعل كل ذلك على أرضها مختلطاً - بل ومخترقاً - ثقافتها المحلية وعاداتها وقيمها.
ثمة تعقيدات في الأمن السعودي لا يماثلها في تعقيداتها بلد آخر، مما يفرض على المسؤول الأول عن أمنها التمتع بقدرات استثنائية، استطاع قدوته ومربيه المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبدالعزيز أن يغرس في سياق شخصيته وفي نسيجه الفكري بين اليقظة والحزم والحكمة؟
لقد استطاع، وبهذه الخلطة السرية، أن يسجل الإنجاز الكبير في محاربة الإرهاب عبر ضربات استباقية أجهضت 90% من العمليات الإرهابية، ثم استطاع أن يعيد - بلجان المناصحة- عددا كبيرا ممن جنح بهم الفكر عن جادة الصواب، وقد اعترف له الغرب، الذي لا يواجه أوضاعاً أمنية بتعقيد أوضاعنا الأمنية، والذي توافر له من تقنيات الرصد والمتابعة ما لم يتح لنا أو يتوافر لنا، شهدوا بأنه كان الأكثر قدرة في التصدي لهذه الآفة العالمية، بل وطلبت بعض دول الغرب أن يمدها ويزودها بتجربته لتستفيد منها.
أعتقد أن رجلاً بهذا القدر من الإخلاص لوطنه، وعلى هذا القدر من الكفاءة والمسؤولية الأجدر بالمسؤوليات الأكبر لأنه «القوي الأمين».