أ د صالح بن سبعان
سائر ما نشتكي منه، أو يشتكي منه القطاع الأكبر من العاملين في مختلف القطاعات ، من عدم الاستقرار الوظيفي ، أو التضخم الوظيفي ، أو انتشار الممارسات اللاأخلاقية في العمل ، أو عطالة المؤهلين أو من يحسبون أنفسهم مؤهلين ، في مقابل احتلال من لا يستحقون مواقع أكبر من إمكاناتهم وقدراتهم ، أو تفشي المحسوبية ، وعجز بعض المؤسسات، رغم فرص النجاح الهائلة أمامها، كل ذلك وغيره ، فإننا إذا ما بحثنا في جذوره سنجد أن غياب المؤسسية ، أو الفصل المؤسسي هو السبب الرئيس وراءه ، وإنه القاسم المشترك بين مجموعة الأسباب الأخرى .
لقد انتهى ،وإلى غير رجعة ، عهد شخصنة السلطة الإدارية ، ولم تعد الوظائف كما كانت في السابق يتم شغلها بمعايير عاطفية ، وحلت المؤسساتية ومحل "الشخصية" و"الذاتية" في إدارة الدول والمؤسسات .
وقد أكملت دولتنا بحمد الله أسس بنائها على نمط الدولة الحديثة ، وأقامت المؤسسات ، ولكننا حين ننعم النظر "داخل" هذه المؤسسات، نجد أن بنيتها الداخلية لا تنتظمها العلاقات المؤسسية، ولا يحكمها منطق مؤسسي ، وإنما هي شيء أقرب إلى العشائرية.
ولا يمكن أن تؤدي دورها مؤسسات حديثة ، ذات مضامين جهوية و قبلية تقليدية . أي نظم حديثة .. بمضامين تقليدية !.
كيف يصبح هذا ويستقيم ؟!