أ د صالح بن سبعان
أتصور كيف أن طاولة طاقم القيادة »التربوية« ـ أقصد التعليمية الجديدة ـ متخمة، تضج بالأفكار والمشاريع والأحلام وبالأوراق التي تحتاج إلى قراءة، والمشاريع التي وضعت سابقاً وتحتاج إلى مراجعة، ولو كنت مكان هذا الفريق - الذي أسأل الله له التوفيق - لوضعت في اعتباري هدفاً بعيداً وهو: أن المملكة الآن تقف أمام مفترق طرق، وتمر بمرحلة مفصلية في تاريخها، وأنها على التحديد تستعد لتلعب دوراً عالمياً يجب أن تكمل استعداداتها وتأهيل نفسها للقيام به، وهذه رسالة وضعها الله على أعناقنا، قيادة وشعباً، وهذا هو ثمن اختصاص الله لهذه الأرض دون غيرها مستقراً لبيته الحرام ومستودعاً لقبر خاتم أنبيائه. والتعليم فيما نعلم جميعاً هو أهم البنيات التحتية لأي أمة تريد أن تستثمر في إنسانها وتنمية مواردها، كما أننا في المملكة نواجه تحديات نوعية اقتصادية واجتماعية تحتاج منا إلى معالجات خاصة، والتعليم أول أبواب هذه المعالجات. لذا فإن على طاقم القيادة التعليمية الجديد أن يبدأ بوضع قاعدة معلومات جديدة ودقيقة حول الوضع التعليمي في المملكة تشمل المستويات كافة، على صعيد المعلم وتأهيله وأوضاعه الوظيفية والاجتماعية والاقتصادية من كل جوانبها، وعلى صعيد المناهج في كل المراحل التعليمية ومراجعتها على ضوء احتياجات سوق العمل الآنية والمستقبلية، وعلى صعيد المدارس..إلخ، إذ إننا نحتاج فعلاً إلى خارطة طريق للقطاع التعليمي. وبما أن المعلم هو الركن الأهم في صناعة المستقبل، وبالتالي فإنه الأحق بالرعاية - إذا وضعنا قائمة بالأولويات -، لأن استقراره الوظيفي سيكفل لنا استقراره النفسي والذهني ليعطي بسخاء، فإن البناء للمستقبل يبدأ باللحظة الحاضرة، وهذا يضع على قائمة أولويات قيادة التعليم مهمة عاجلة وهي: إعداد قوائم وظيفية مفصلة ستفيد الخبراء مستقبلاً حين يضعون خارطة الطريق الاستراتيجية، وستثري قاعدة المعلومات المطلوبة، ولكنها آنياً وفي اللحظة الراهنة ستساعد على التقويم الوظيفي. ثم - لو كنت مكانهم- لأعددت مشاريع مستقبلية لتأمين حياة ومستقبل هؤلاء المعلمين، وعلى كل فإن أمامهم وضع مشروع حضاري متكامل فيما يخص الإصلاح التعليمي في المملكة، وحسب ما يقال عن هذا الفريق فإنهم مؤهلون لإحداث هذه النقلة المأمولة بإذن الله.