يعد نوء المربعانية من أشهر الأنواء خلال السنة الذي يمر على الجزيرة العربية، ويعود سبب هذه الشهرة والأهمية إلى أنها الفترة الزمنية الأبرد في معظم أجزاء المملكة والخليج لا سيما المناطق الصحراوية منها، وتبدأ المربعانية بتاريخ 7 ديسمبر من كل عام وتستمر 39 يوما أو 40 يوما إذا كانت السنة كبيسة ولهذا سميت المربعانية، وقد ورد ذكر المربعانية كثيرا في الأمثال الشعبية، كما ضمنها العديد من الشعراء شعرهم، ومن ذلك قول أحد الشعراء:
قال الذي يبدع جديد القصايد
أبيات في وصف النجوم البعايد
احصيت وقته من مصادر عديدة
لعل من يقراه يلقى فوايد
المربعانية بسابع ديسمبر
تسع وثلاثين الليالي وكايد
الشبط في خمسة عشر من يناير
الست والعشرين برده شدايد
ويقول شاعر اخر:
بطين المربعانية احسه في عظامي سار!
ولا ظنيت يدفى قلب من فارق مواليفه؟
شعبت النار والا ما شعبت النار يا مختار؟!
خذ الفنجال واكرم بس قلبي خله بكيفه!
ومن الأمثال والأقوال الشعبية التي تناولت المربعانية قول العرب:
(إذا طلع الإكليل هاجت الفحول وشمرت الذيول وتخوفت السيول) والاكليل أول نجوم المربعانية، وقد قيل في المربعانية "يا رب نجنا من نزلة المربعانية" كناية عن دعاء للوقاية من الأمراض والنزلات في فترة المربعانية وقيل (المربعانية يابتربّع يا بتقبّع) وقيل أيضا (المربعانية ياشمس تحرق يامطر تغرق) كناية عن خطورة شمسها ونزول الامطار، ومثله يقال (المربعانية يابتشرّق يابتغرّق) ويقولون ايضا (برد المربعانية في المنازل وفي الداخل) كناية عن شدة بردها.
ونوء المربعانية كما يذكر الأستاذ محمد القباني في كتابه" مواقيت الأنواء والنجوم" هي الفترة الأشد برودة بمقاييس السعودية والجزيرة العربية ذات الطابع الصحراوي وهو توقيت ثابت لا يتغير وفيها الليل يأخذ من النهار ولدخولها إمارات يستدل بها وهي مختلفة باختلاف الثقافات والأجناس ومن الدلائل التي تدل على دخولها في المنطقة الوسطى هبوب الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية وهي رياح باردة وجافة حيث تهلك الحشرات ويختفي الذباب وتسقط أوراق الشجر وينزل الندى فجراً وأهل الزراعة يستدلون عليها بخروج حشرة طائرة تسمى في نجد (الدفاع الأشهب) وكذلك ببداية جفاف اللحاء داخل غصون الأشجار خاصة البرسيم ولهذا تيبس غصون كثير من الأشجار في آخر موسم المربعانية. وفقا لصحيفة " الرياض"