ما إن تطل الاختبارات برأسها على الطلاب، حتى تبدأ حمى الكبتاجون والمخدرات في الانتشار، خاصة في أوساط طلاب المدارس الثانوية والجامعات، لتتعدد مسميات وأشكال المخدرات بمزاعم عديدة.
ولعل أبرز الأنواع التي يتداولها الطلاب الضحايا في هذه الأيام ما يعرف بحبوب الأبيض، والتي يعتقدون فيها السحر خلال الاختبارات، إلا أن الواقع يبرهن على أنها سحر نهايته الطالب نفسه، لصالح تجار الموت.
و بحسب صحيفة عكاظ يروي أحد الطلاب في الصف الثاني متوسط معرفته بالحشيش فيقول: لدي أصدقاء في المرحلة الثانوية أذهب معهم للتنزه في إحدى الاستراحات، وقد شاهدتهم وهم يدخنون السجائر الملفوفة والتي يضعون بداخلها الحشيش فطلبت منهم تجربتها، فأعطوني قطعة من الحشيش وقمت بتجربتها مع أصدقائي في اليوم التالي، وللأسف لم أستطع التوقف عنها رغم علمي أنها ضياع.
أما الطالبة هدى بالمرحلة الثانوية فتقول: لدي زميلة تتناول حبوب الكبتاجون فترة الاختبارات من أجل مزاعم مساعدتها على السهر وعلى استذكار الدروس بصورة أفضل، إلا أنها تشكو كثيرا من خطورتها، ولكنها أدمنتها ولا تعرف كيف تتخلص منها، فهي تحولت بين عشية وضحاها إلى مدمنة، مشيرة إلى أن تناول الحبوب المخدرة للأسف ينتشر في أوساط بعض الطالبات واللاتي يحصلن عليها من خلال صديقات خارج المدارس، بدافع التباهي أمام بقية صديقاتهن.
ليست ظاهرة
من جانبه، استبعد المرشد الطلابي بالمرحلة المتوسطة محمد المطيري أن يكون انتشار المخدرات بين الطلاب قد بلغ حد الظاهرة، ولا يمكننا الجزم بوجود شريحة كبيرة من الطلاب يتعاطون المخدرات، خاصة طلاب المتوسط الذين يميلون إلى اللعب واللهو أكثر من أي أمر آخر، ويمزجون بين فترة الشباب والطفولة.
وبين أنه أكثر ما نجده من بعض طلاب هذه المرحلة هو تدخين التبغ، الذي يقومون فيه بتقليد أحد من أفراد أسرتهم أو أصدقائهم، وقال: صادفني طالب في أحد الأيام التي قمنا فيها بعمل محاضرة عن أضرار التدخين والمخدرات بمشاركته التي تحدث بها أمام الجميع بجهل وبراءة، بأنه يستطيع أن يشتري لي إصبعا من الحشيش مقابل مائة ريال، وبعد المحاضرة اصطحبته معي لغرفة الوكيل بالمدرسة للتحدث معه عن سبب معرفته بأمور كهذه، ومن أين يقوم بإحضارها، فوجدت أن لديه رفقة سيئة خارج المدرسة يكبرونه سنا ويتحدثون في هذه المواضيع من باب المباهاة والاستعراض.
3 % من النساء
من جانبها، أوضحت المدربة المعتمدة في إدارة الشؤون النسوية بإدارة مكافحة المخدرات بالرياض نوال منصور الزامل، في إحدى دوراتها التوعوية عن المخدرات وأضرارها وتأثيرها على المجتمع وانتشار المخدرات بالمملكة حتى أصبحت المملكة ثالث أقوى جهاز في العالم لمكافحة المخدرات، بسبب كمية المخدرات التي تدخل إليها، وتنوع طرق وأساليب تهريبها، أوضحت أن نسبة النساء اللاتي يتعاطين المخدرات بالمملكة حسب الإحصائيات تصل إلى 3%.
وأكدت أن أكثر أنواع المخدرات رواجا في المجتمع خاصة مجتمع الطلبة هي حبوب «الكبتاجون» التي يكثر تداولها بين الطلبة فترة الاختبارات، بزعم الحصول على ذاكرة قوية ونشاط أكبر يجعلهم بارعين في الإجابة على أسئلة الاختبارات، وهم لا يدركون خطورة هذه الحبوب التي تنهكهم وتصيبهم بفتور يجعلهم يتناولون حبة أخرى لتشعرهم بوهم النشاط، مما يؤدي إلى تشتت الأفكار والذهن، والأهم خطورة هذه الحبوب على الطلبة والتي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
وأشارت إلى أنه من علامات متعاطي «الكبتاجون» تكرار الكلام واتساع حدقة العين والتعرق الزائد واحمرار العين وتسارع نبضات القلب، مبينة أن مشروبات الطاقة لا تقل خطورة عن المخدرات، فاستعمالها المتكرر يؤثر على العقل ويتسبب في تدمير الخلايا العصبية والعقلية.
واستعرضت نوال الزامل أنواع المخدرات الأخرى، والتي تعتبر أشد فتكا بالإنسان وتؤدي إلى الإدمان السريع الذي يؤدي في أحيان كثيرة إلى الوفاة، مثل «الهيروين» الذي يعتبر أخطبوط المخدرات والكوكايين، أما الحشيش فيعتبر سيد المخدرات وهو منتشر بكثرة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين، أما الإدمان الصامت فهو إدمان العقاقير الطبية النفسية، لأنها تتسبب في الإدمان إذا لم تؤخذ بالجرعة التي يحددها الطبيب أو يتناولها الشخص دون استشارة طبية.
وتعرضت للأسباب التي تجعل الشخص يتعاطى المخدرات، وأهمها الجهل بخطورة المخدرات والهروب من الواقع وتقليد أصدقاء السوء والضغوط النفسية والثقة العمياء بالنفس «الاعتقاد الخاطئ بقدرات الشخص» ضعف الوازع الديني، مبينة أن معظم المخدرات الموجودة بالمملكة مغشوشة وآثارها تتضاعف عن آثار المخدرات الخام، فهي أشد خطورة وفتكا من المخدرات الخام، كما أن مدمن المخدرات يهين نفسه وكرامته من أجل الحصول على المخدرات، كما تنزع الغيرة من قلب المتعاطي ويصبح متبلد الإحساس، فاقد القدرة على التركيز. وفقا لموقع المرصد