جاءت إلى المملكة في زيها الأبيض تداعب الأحلام مخيلتها بحياة زوجية سعيدة مع عريسها الذي ينتظرها بكل شوق ليبدآ معا حياتهما التي طالما خططا لها، ولم تكن تدري العروس المصرية وعجلات الطائرة تلامس أرض مطار القصيم أن القدر يخبئ لها مفاجأة من العيار الثقيل ستطيح بكل أحلامها وما رسمته في مخيلتها طوال الطريق منذ ودعت أهلها في مدينة المحلة بدلتا مصر وحتى وصلت إلى المملكة. وما أن تخطت العروس حاجز الجوازات حتى كلت عيناها من البحث وسط زحام المستقبلين عن عريسها دون جدوى، العريس لم يحضر لاستقبال عروسه. دارت بها الأرض، وقفت في حيرة تعد كل ما تملك من كلمات العتاب الحارة لتلقى بها عريسها الذي وضعها في هذا الموقف الحرج. لم تدم حيرتها طويلاً حتى فوجئت بأحد العاملين بالمطار يرحب بها ويخبرها بلطف بأن هناك خطأ ما في تأشيرة دخولها المملكة وعليها المغادرة على نفس الطائرة التي قدمت عليها، بل وأبلغها أيضاً أن أهلها ينتظرون عودتها في مطار القاهرة. وهناك على طريق دخنة بالقرب من مدينة الرس بالقصيم كان الوجه الآخر للمشهد المحزن، سيارة محطمة وجسد شاب قد فارق الحياة في نفس اليوم الذي قرر أن يبدأ فيه حياته الجديدة؛ ليحول القدر بينه وبين الوصول لعروسه في مطار القصيم. وفقا لموقع "المرصد"
وبحسب صحيفة الوطن يقول المندوب المفوض من السفارة المصرية في القصيم ماجد عبداللطيف إنه تلقى اتصالا من أحد الأشخاص بتعرض "مصري" قادم من الداودمي لحادث مروري نتيجة لتصادم سيارته من نوع "كيا" مع سيارة "أكورد" يقودها مواطن ونتج عن الحادث وفاة الاثنين، وكان بجانب المصري زوج بنت أخته الذي أصيب بكسور وكدمات بكامل جسده، وتم نقل المتوفى المصري واسمه علي محمد علي عطا إلى مستشفى الرس العام، والمصاب مصطفى أحمد العزب بالهليكوبتر إلى مستشفى الملك سعود بعنيزة. وتابع: اتصلت بالمطار فتعاملوا مع العروس بلطف، وبالفعل تم التنسيق مع جوازات مطار القصيم لعودة الزوجة على نفس الطائرة دون إخبارها بالحادث الأليم وتم عمل إجراءات ترحيل العروسة على نفس الرحلة في سابقة لم يشهدها مطار القصيم من قبل. وأضاف: تعاون معي مسؤول "مصر للطيران" وتم التنسيق مع أحد المسافرين للعناية بها لحين مقابلة أهلها في مطار القاهرة، وبالفعل عادت على نفس الطائرة ولم تعرف الخبر إلا وهي وسط أهلها في مطار القاهرة.