ذكرت تقرير صحافي نشره موقع إيلاف اليوم الاربعاء أن ساعات تفصل اللبنانيين عن موعد انتظروه منذ العام 2005 عندما أودى انفجار ظُهر 14 شباط/فبراير بالشخصية السياسية الأقوى على الساحة المحلية حينها، رفيق الحريري. وإذا كان التفجير هو الثاني بعد محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، إلا أنه الأول الذي فتح باب لبنان على المجهول السياسي.
وأوضح التقرير :بعد محاولات كبيرة ومنازلات داخلية لم تخلُ من الأخطار الأمنية، أبصرت المحكمة الدولية النور ويعوّل جزء من اللبنانيين عليها لكشف حقيقة ليس ما جرى في 14 شباط 2005 وحسب، بل مشهد الاغتيال السياسي الذي امتد وصولاً إلى الوزير السابق محمد شطح.
في 17 آب/أغسطس 2011 رفعت المحكمة الدولية السرية عن أجزاء كبيرة من القرار الإتهامي في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه فأدانت أربعة أشخاص من كوادر حزب الله هم سليم جميل عيّاش، مصطفى أمين بدر الدين،
وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا.
وكما أكدت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فإن أجزاء مهمة من القرار الاتهامي ستعلن في غرفة الدرجة الأولى في المحكمة يوم غد (الخميس).
ويوجه القرار الظني إلى الأشخاص الأربعة التهم لمسؤوليتهم الجنائية الفردية في اغتيال الحريري. ووفق نص القرار، تؤيد الأدلّة المرفقة بقرار الاتهام، الذي أعده المدعي العام الدولي السابق القاضي دانيال بلمار، والتي تقع في ما يزيد عن 20 ألف صفحة، الادعاءات المرتبطة بالوقائع والتهم.
الاغتيال
في صباح 14 شباط 2005 غادر الحريري منزله لحضور جلسة لمجلس النواب. واتخذ أعضاء مجموعة اغتيال مؤلفة من عيّاش وأشخاص آخرين مواقعهم في أماكن عدة يستطيعون منها تعقّب موكب الحريري ومراقبته.
وجاء في نص القرار الاتهامي: "في الساعة 12:52، اتجه فان ميتسوبيشي كانتر ببطءٍ نحو فندق السان جورج الكائن في شارع ميناء الحصن، وقبل مرور الموكب بدقيقتين تقريبًا، تحرّك فان الميتسوبيشي كانتر إلى موضعه النهائي في شارع ميناء الحصن، وفي الساعة 12:55، عند مرور موكب الحريري مقابل فندق السان جورج، فجّر انتحاري ذكَر كمية هائلة من المتفجرات فقُتل الحريري و21 شخصًا آخر وأُصيب 231 آخرون".
أضاف القرار: "بُعيد الانفجار، أجرى عنيسي وصبرا، وهما يعملان معًا، اتّصالات هاتفية بمكتبي وكالة رويترز للأنباء وقناة الجزيرة في بيروت. ثم اتّصل صبرا بقناة الجزيرة مرة أخرى ليعلمها بمكان شريط الفيديو الذي وُضع على شجرة في ساحة الإسكوا في بيروت، وعُثر على الشريط والرسالة المرفقة به. وفي شريط الفيديو الذي بُث في ما بعد على شاشة التلفزيون، أعلن رجل، يدعى أحمد أبو عدس، زورًا أنه الانتحاري الذي نفذ العملية".
المتهمون الخمسة:
1. مصطفى بدر الدين المعروف أيضًا بالأسماء، سامي عيس مصطفى يوسف بدر الدين وإلياس فؤاد صعب:
- من مواليد 1961، رقم سجله 341 وهو صهر القيادي في حزب الله عماد مغنية
- عضو في مجلس شورى حزب الله وقائد العمليات الخارجية
- أوقف في الكويت عام 1983 وسجن هناك بسبب ضلوعه في تنفيذ 7 جرائم تمس منشآت حكومية ومدارس ومساكن
- هرب بعد الغزو العراقي عام 1990 إلى إيران وأعاده الحرس الثوري الإيراني الى بيروت
- عُيّن بدر الدين خلفاً لعماد مغنية بعد اغتياله، وأقام الاثنان أوسع صلات استخباراتية مع اجهزة الامن العربية والإيرانية، خصوصًا في ليبيا والسودان وسوريا.
2. سليم العياش: من مواليد 1963 من بلدة حاروف الجنوبية، وينتمي إلى حزب الله، وبحسب مذكرة التوقيف فهو المسؤول عن الخلية التي نفذت عملية إغتيال الحريري وقد شارك شخصياً في العملية.
3. حسن عنيسي المعروف باسم حسين حسن عيسى وأسد صبرا: أعدّا وسلّما شريط الفيديو الذي ظهر فيه المدعو أحمد أبو عدس، يعلن فيه زوراً المسؤولية عن جريمة الإغتيال، بهدف توجيه التحقيق إلى أشخاص لا علاقة لهم بالاعتداء، وذلك حماية للمتآمرين من الملاحقة القضائية.
4. حسن حبيب مرعي المعروف باسم الحاج ربيع: عمره 48 عاماً، ورقم سجله 1126، من مواليد الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان يقيم في منزل والديه في زقاق البلاط، انتسب إلى حزب الله في العام 1985.
- في العام 1990 انضم إلى الجناح الأمني الذي أسسه عماد مغنية
- تربط مرعي علاقة صداقة شخصية مع أسد صبرا وظنّ كثيرون أنهما قريبان وانتسبا للحزب في السنة ذاتها، كما خدما عسكرياً في المجموعة ذاتها وانتقلا في المرحلة عينها إلى القسم الأمني، إلا أن صبرا أعلى رتبة من مرعي.
- حسب نص القرار الاتهامي هو "حامل الهاتف الأرجواني" الذي رُصد في مسرح الجريمة، وفي منطقة الطريق الجديدة، إضافة إلى حديقة الإسكوا في وسط بيروت، حيث عثر على شريط التبني المزيف للعملية.
وكما بات معروفاً، فإن عدد المشاركين في الجريمة 23 شخصاً، معظمهم معروفون، إلا أن الإعلان كشف عن خمسة منهم فقط.