تعيش الأسواق هذه الفترة في العشر الأواخر من رمضان حالة من الاستنفار الجماعي وسط ازدحام شديد لشراء متطلبات احتياج العديد من الأسر، فيما قدر مختصون حجم مبيعات المملكة في سوق الملابس 11مليار ريال في حين ان الزيادة في اسعار الملابس بلغت30%، وتختلف آراء الأسر حول اسواق الملابس الجاهزة مابين ضرورة الشراء رغم ارتفاع الاسعار، وبين ارضاء الاطفال لشعور ببهجة العيد، لاسيما في اليوم الاول الذي يتميز باجواء خاصة، وزيارات للأهل والاقارب.
ويشير رئيس لجنة الملابس والأقمشة بالغرفة التجارية بجدة محمد الشهري إلى أن موسم العيد موسم قوي، حيث تنتعش الأسواق والمحلات خلال أيام قبيل العيد وهو كفيل لتغطية الاحتياجات، لكن بالنسبة للمبيعات هي ذاتها للعام الماضي مرجعا ذلك إلى حالة من الركود الذي لا يذكر.
واشار الشهري إلى أن الأسواق تظهر عليها في الفترة حالة من بداية ارتفاع الأسعار مرجعًا ذلك إلى عدة أسباب: منها التأنيث والتكاليف التي فرضتها وزارة العمل، إضافة إلى تكلفة الشحن والاستيراد وهذا ينطبق على الملابس بصفة عامة وخاصة الملابس النسائية.
وحول رؤية البعض من المستهلكين أن موسم التخفيضات فرصة لتصريف القديم من البائع، أوضح الشهري: أنه لا يخفى أن موسم رمضان فرصة لعرض ما لدى التاجر من بضائع وموديلات لتصريفها وليس بالشرط إن تكون هذه الملابس قديمة أو غير صالحة بل على العكس ربما تكون من الموسم الماضي فالسوق السعودية مطلع دائما على كل ما هو جديد في عالم الموضة والأزياء لكن ما يحدث أن التاجر يرغب في عرض البضائع الجديدة لهذا تلجأ جميع المحلات لتخفيضات وفق الأنظمة واللوائح وما هو معمول به في جميع الدول فنجد ان التخفيضات عنصر جذب للمستهلك، وقدر الشهري حجم الاستثمارات في سوق الملابس بالمملكة ما يزيد عن 11مليار سعودي وفقا لدراسة سابقة. موضحا إن المملكة اتجهت مؤخرا إلى تصنيع الملابس لهذا نطالب وزارة التجارة والصناعة بإقامة ودعم المصانع المحلية والعمل على تطوير هذه الصناعة ودعم الشباب والشابات العاملين في هذا المجال.
*فرحة الملابس في العيد
وتتباين آراء الاسر حول ازياء العيد لاسيما ان الامر مرتبط بالاطفال الذين يحرصون عل ارتداء ملابس جديدة، وهو ما يوجه القوة الشرائية للسواد الاعظم من الاسر إلى اسواق الملابس.
وترى سعاد الشقيري أن ملابس العيد أصبحت عادة مرتبطة بالأذهان منذ الصغر رغم إننا نتسوق طوال العام لكن شراء ملابس أول يوم مطلب ضروري ولا يمكن التنازل عنه ولو بلوزة جديدة على حد قولها لأن العيد له شوق وفرحة وسط الأهل والأصدقاء بارتداء كل ما هو جديد وجميل.
وتتذكر كيف كانت في السابق تذهب مع والدتها في رمضان لشراء مستلزمات العيد وتقول لم أكن أعارض والدتي على ذوقها وهذا خلاف ما يحدث هذه الأيام اذ تفضل الفتاة إن ترتدي على ذوقها.
دانية المدني تقول: إن بهجة ملابس العيد وفرحة شراء الملابس ذهبت ولم يعد منها سوى في ذاكرة جيل الوسط، وتعلل ذلك إلى إن في القدم كانت الأسر تقوم بتوفير كسوة العيد في رمضان ولا تضطر للشراء طوال العام مثل ما يحدث هذه الأيام.
وتضيف طوال أيام السنة نذهب للتسوق وذلك لكثرة المراكز التجارية والأسواق والتي تعد المتنفس الوحيد لنا مما يضطرنا إلى الشراء لتصبح خزائن الملابس مكتظة بإشكال وأنواع الملابس حتى أصبحنا مصابين بحمى الاستهلاك إضافة إلى أن شابات هذه الأيام أصبحن جل اهتمامهن بالموضة وينجرفن وراءها وكل ما هو جديد في عالم الأزياء.
ريما الرابغي شابة تساير كل ما هو جديد في عالم الموضة والأزياء فتقول: كانت والدتي تحاول فرض ذوقها علي في ارتداء الملابس لكن عندما بلغت الثانية عشرة قررت أن اختار ما يناسبني أنا وعند الثانوية تعرفت على المواقع الالكترونية وكيفية الشراء فوجدتها فرصة سانحة لارتداء كل ما هو على خطوط الموضة العالمية
بينما ترى إسراء خالد التخفيضات التي تسبق رمضان فرصة رائعة في الشراء والاستعداد للعيد وتضيف ان التخفيضات قد تكون فرصة للشراء المميز حيث نجد بعض المحلات قد توفر البضائع القديمة وهناك محلات بضائعها تؤدي الغرض.
*ارتفاع أسعار
ويشير حول ذلك غسان مرعي مدير التسويق في احد المحلات ان الأسواق منذ بدأت الإجازة الصيفية الى ليلة العيد تشهد إقبالا كبيرًا من كافة الشرائح لأنه يتخلل هذه الفترة موسم التخفيضات ثم موسم الاستعداد للعيد، وحول إذا كان هناك ارتفاع في أسعار الملابس أكد انه خلال العامين الماضيين شهد سوق الملابس ارتفاعًا يقدر بحوالى 30% بسبب ارتفاع تكلفة الشحن والاستيراد موضحا ان الأسواق سوف تشهد خلال هذه الفترة ارتفاعا آخر مساويًا له بسبب التأنيث حيث إن المحل الواحد في السابق كان يحتاج إلى بائع واحد لكن الآن نجد المحل بحاجة إلى بائعة وحارسة امن مما سيرفع التكلفة على المستثمر.
وفي السياق ذاته يرى مختار خليل ان العديد من الأسر ترى فترة التخفيضات فترة ملائمة لتلبية احتياجاتهم للابتعاد عن غلاء الاسعار وحول اذا كانت تلك المحلات تلجأ لتصريف القديم من بضاعتها قال لا يمكن عرض القديم والتالف لكن المخفض يكون من الموسم المنصرم في حين توجد محلات في أسواق شعبية قد تلجا لذلك لكن المعارض الكبرى تخشى ذلك حفاظا على سمعتها.