لم تحتمل الكابتن طيار السعودية نوال الهوساوي حين وصفتها إحداهن بالعبدة في مكان عام، وفتحت "هاشتاق" مناهضاً للعنصرية بنفس الوصف الذي نعتته بها تلك المستخدمة وهو #العبدة.
ووفقا لموقع" العربية نت "قررت نوال - وهي كابتن طيار حاصلة على الرخصة الأمريكية الفدرالية في الطيران- أن تقدم نموذجاً مختلفاً في التعامل مع الإساءات العنصرية التي تتكرر كل يوم بين البعض في السعودية، حيث وكلت محاميين لتمثيلها، وعملت محضراً في الشرطة يوثق الحادثة، ثم تحولت القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، التي حولتها بدورها إلى المحكمة.
ولا تزال القضية قيد النظر في المحكمة إلى اليوم، لكن نوال متفائلة ولديها "ثقة تامة بالقضاء وعدالة المحكمة، وتؤكد أن "الأمور تبشر بالخير"، مبينة أن "سير القضية حمل العديد من المفاجآت والأحداث غير المتوقعة".
وتحكي الكابتن نوال أنها "بدأت سلسلة من التغريدات لتسليط الضوء على مشكلة العنصرية بعد أن شتمتني إحداهن بالعبدة، رغبت في اغتنام الموقف وتحويله إلى فرصة للتعلم ونشر الوعي، ليتحول الشتم من موقف سلبي إلى حدث إيجابي بناء".
وأشارت الكابتن نوال إلى أن قوانين المملكة تجرم العنصرية، ونعت شخص بكلمات مسيئة وعنصرية، موضحة أنها جريمة قانونية تعاقب بالجلد والسجن.
وطالبت الهوساوي بزيادة الوعي حول الموضوع، بحيث يعرف الضحايا كيفية التصرف في حال تعرضهم لموقف عنصري.
وتعمل الهوساوي حالياً على تأسيس "جمعية آدم" وهي مبادرة غير ربحية تهدف لمناهضة التمييز والعنصرية، وتهدف لنشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع.
وتعمل الهوساوي هذه الأيام على استخراج التراخيص اللازمة لبدء العمل بهذه الجمعية الخيرية التي تقدم برامج تدريبية حول الكفاءة الثقافية بدون مقابل، وهو مجال عملت فيه بالولايات المتحدة، حيث ساهمت بتدريب منسوبي مؤسسات حكومية مدنية وعسكرية.
وتمنت هوساوي أن تعتبر العنصرية من الجرائم التي لا تقبل تنازل الحق الخاص أو الضحية، بحيث تتبناها الدولة كجرائم تهدد أمن الدولة عبر زرع الفتنة بين طوائف المجتمع، وبحيث تكون عقوباتها رادعة بسجن لا يقل عن 10 سنوات وتشهير وغرامة مجزية حتى يستشعر الجميع عظم الجرم.
واعتبرت نوال الهوساوي "العنصرية مشكلة إنسانية لا ترتبط بجنسية معينة، (...) والسعودية مثلها كباقي الدول الأخرى لا تخلو من المواطنين العنصريين.
واعتبرت أبرز مظاهر العنصرية في التعليقات على الأخبار أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستغربة أنها تأتي من أناس "يعتبرون معروفين ومحسوبين على الوسط الإعلامي والثقافي".
ورأت الكابتن هوساوي أن "الإعلام ساهم بتكريس العنصرية عبر التركيز على إبراز الأفارقة أو السود بشكل سلبي"، وذلك بناء على بحث أجرته، شمل أبرز أربع صحف محلية بالسعودية لكلمة إفريقي أفارقة.
وكانت نتيجة البحث أن 97% من استخدام المفردة لتغطية سلبية مرتبطة بالجرائم أو مخالفي الإقامة، وغيرها، فيما 3% فقط من استخدامها للتعبير عن أحداث لها علاقة بالوسط الرياضي مثل اللاعبين أو أحداث سياسية".
تكريس الصورة النمطية
واعتبرت أن من أبرز مظاهر العنصرية "تكريس الصورة النمطية عن السود، بحيث تنحصر أدوارهم في المسلسلات على المشعوذ والساحر أو النصاب والمجرم، وعدا ذلك فهم مغيبون عن الساحة الفنية والمشهد الثقافي، رغم وجود العديد من المواهب التي تنتظر الفرصة لإثبات وجودها".
وقالت الهوساوي إن "اللون الأسود ليس عيباً أو نقصاً ولا يحول دون التفوق والنجاح، بدليل أن أوبرا تعد أنجح وأشهر وأثرى مذيعة بالعالم، وأوباما رئيس أقوى دولة بالعالم وغيرهما الكثير".
وعن حياتها الخاصة وزواجها من غير سعودي، قالت إن "الحجاز منطقة تتعدد بها الثقافات وتتنوع بها الأعراق والأجناس، والزواج من غير سعودي شائع جدا ومتقبل وربما يفضله البعض".
وقالت إنها "تعرف الكثير من الفتيات المتزوجات من مقيمين منهم السوري والمصري واليمني والهندي والسيرلانكي والباكستاني والفرنسي والأميركي والإفريقي والتركي حتى سعوديين من قبائل متعددة".
وتحكي عن زوجها أنه أميركي و"رغم ثقافتنا المختلفة تربطنا صداقة وثيقة ولنا وجهات نظر متقاربة جدا لمعظم ما يدور حولنا"، مشيرة إلى أن أهم عوامل نجاح أي زواج هو مهارة التواصل بين الزوجين، خاصة في الأوقات الصعبة.
وفى حالة الزواج من ثقافة مختلفة لابد أن يتقبل الزوجان ثقافة بعضهما، ويسعيان لتحقيق التوازن حتى ينعكس الانسجام بتربية الأبناء فينشؤوا فخورين بالثقافتين دون اضطراب في الهوية أو الانتماء. وفقا لموقع المرصد
تمنى أن تتيسر شروط الزواج من السعوديات ويتم مساواة زوج السعودية بمزايا زوجة السعودي من حيث التجنيس.