في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ أصدر جلالة المغفور له، بإذن الله، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مرسومه الملكي الكريم الذي أعلن فيه توحيد البلاد وتسميتها باسم (المملكة العربية السعودية) ابتداء من يوم الخميس 23 سبتمبر 1932م الموافق للأول من برج الميزان، فكان هذا اليوم المجيد يومًا فارقًا في حياة المملكة، فأصبحت ذكراه السنوية يومًا وطنيًّا لهذا الكيان العظيم.
ففي ظل حربين عالميتين عصفتا بالعالم بأسره، وفي الوقت الذي أصبحت فيه الحرب على العروبة والعرب هدفًا معلنًا لأصحاب الاتحاد والترقي، بعد أن تمكنوا من التلاعب بالخلافة مفهومًا وأشخاصًا وقراراتٍ سنين طويلة، قبل أن يكشفوا عن فكرهم العنصري المقيت، الذي لا معنى لـ(الاتحاد) فيه إلا التخلي عن العرب بعد قرون من تجهيلهم وتجاهلهم، ولا مفهوم لـ(الترقِّي) عنده إلا الأنفة من الاتصال بالعرب والعروبة والعربية، وإعلان أن الوقوف في ذيل أي أمة من الأمم أولى وأكرم وأجدى من الوقوف رأسًا مع العرب والعروبة: جاءت حركة الملك عبدالعزيز رحمه الله، لا لإعادة أمجاد الدولة السعودية فحسب، بل استجابة لضرورة شرعية إسلامية ولضرورة قومية عربية، تعيد للإسلام نوره وجلاله، وتنصر العروبة المضطهدة مكانًا ولغة وإنسانًا، فكان تأييد الله ونصره وتمكينه حليفًا له ولرجاله، حتى توحد هذا الوطن العظيم: ناصرًا لدين الله، مقيمًا لعدالة الإسلام، ناشرًا لأنواره، خادمًا لقبلته ومسجد نبيه، معتزًا بعروبته وعربيته، مؤمنًا بحق شعبه في منافسة أمم الأرض في كل ميدان، متسلِّحًا بقوة الحق، وطهارة التاريخ، وصدق العزيمة، والتحام الصف.
ولأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، كانت المملكة العربية السعودية استثناء في تاريخ الدول، فقد أصبحت في مدة وجيزة جدًّا اسمًا حاضرًا في قلب العالم كله سياسة وحضارة واقتصادًا، مشاركًا بأصالة وقوة واقتدار في صناعة الاستقرار العالمي وأمنه وسلامته ورخائه، واستطاع الشعب السعودي العظيم أن يثبت بالأفعال لا بالأقوال قدرته على الإبداع في جميع المجالات العسكرية والعلمية والأدبية والاجتماعية والفنية، فكان الشعب استثناء كما كان الوطن استثناء، وكان أعظم مظاهر استثنائيته أنه صمد صمودًا قاهرًا تحطمت عليه أحلام دعاة الفوضى وعشاق الخراب ومروجي الضلال والظلام والرجعية.
وها نحن اليوم في الذكرى الثامنة والثمانين لليوم الوطني السعودي المجيد، نحتفل ونحتفي بمكاسب الآباء والأجداد من القادة والشعب، وقلوبنا ملأى بالحب والشكر والعرفان لهم على ما قدموه من تضحيات وبطولات وأمجاد، حافلة بالفخر والإجلال لهم ولأعمالهم الخالدة ومنجزاتهم الرائدة، محفوفين بالعزيمة والتفاؤل على إكمال مسيرة العطاء ورحلة البناء، في مرحلة جديدة من مراحل التفوق، وخطوة مديدة من خطوات السبق، في ظل ملك عظيم وقائد حكيم، ولد حين ولد الوطن، فنشأ معه، وشاركه تفصيلات مسيرته شدةً ورخاءً، وتضحيةً وعطاءً، فكان فكره للوطن ضياءً، وهمته لأمجاده بناءً: سلمان بن عبدالعزيز، ذاكرة الوطن وحافظ تاريخه وباني عاصمته ومحور سياسته، الذي مُنح الثقة من أبيه وهو شابٌّ، فكان أهلا لها، قائمًا بأعبائها، محلِّقًا بأهدافها، محقِّقًا لطموحاتها، فلما تولى الملك أعاد حكمة والده وحنكة أستاذه وقدوته، ففتح الباب أمام شباب وطنه للقيادة والريادة والتفكير والتخطيط والتنفيذ، فأطلق الرؤية الوطنية المباركة 2030 بأهداف عالية الطموح، ووسائل بالغة الدقة، وأوكل مهام تنفيذها وأعباء القيام بها إلى جميع الشباب السعودي ذكورًا وإناثًا دون استثناء، واختار لقيادتهم شابًّا قد صنعه على عينه، وصقله بيمينه، وأودع فيه تجارب أيامه وخلاصة أعوامه: ولي العهد أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي كان أهلا للثقة، ناهضًا بالأمانة، فلا تكاد تشرق شمس يوم إلا ومعها صبح جديد، ينقش بأنواره في كل شبر من هذا الوطن الصاعد الصامد:
نبني كما كانت أوائلنا * * *تبني ونفعلُ فوق ما فعلوا
فما أشبه الليلة بالبارحة!
ففي ظل حربين عالميتين عصفتا بالعالم بأسره، وفي الوقت الذي أصبحت فيه الحرب على العروبة والعرب هدفًا معلنًا لأصحاب الاتحاد والترقي، بعد أن تمكنوا من التلاعب بالخلافة مفهومًا وأشخاصًا وقراراتٍ سنين طويلة، قبل أن يكشفوا عن فكرهم العنصري المقيت، الذي لا معنى لـ(الاتحاد) فيه إلا التخلي عن العرب بعد قرون من تجهيلهم وتجاهلهم، ولا مفهوم لـ(الترقِّي) عنده إلا الأنفة من الاتصال بالعرب والعروبة والعربية، وإعلان أن الوقوف في ذيل أي أمة من الأمم أولى وأكرم وأجدى من الوقوف رأسًا مع العرب والعروبة: جاءت حركة الملك عبدالعزيز رحمه الله، لا لإعادة أمجاد الدولة السعودية فحسب، بل استجابة لضرورة شرعية إسلامية ولضرورة قومية عربية، تعيد للإسلام نوره وجلاله، وتنصر العروبة المضطهدة مكانًا ولغة وإنسانًا، فكان تأييد الله ونصره وتمكينه حليفًا له ولرجاله، حتى توحد هذا الوطن العظيم: ناصرًا لدين الله، مقيمًا لعدالة الإسلام، ناشرًا لأنواره، خادمًا لقبلته ومسجد نبيه، معتزًا بعروبته وعربيته، مؤمنًا بحق شعبه في منافسة أمم الأرض في كل ميدان، متسلِّحًا بقوة الحق، وطهارة التاريخ، وصدق العزيمة، والتحام الصف.
ولأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، كانت المملكة العربية السعودية استثناء في تاريخ الدول، فقد أصبحت في مدة وجيزة جدًّا اسمًا حاضرًا في قلب العالم كله سياسة وحضارة واقتصادًا، مشاركًا بأصالة وقوة واقتدار في صناعة الاستقرار العالمي وأمنه وسلامته ورخائه، واستطاع الشعب السعودي العظيم أن يثبت بالأفعال لا بالأقوال قدرته على الإبداع في جميع المجالات العسكرية والعلمية والأدبية والاجتماعية والفنية، فكان الشعب استثناء كما كان الوطن استثناء، وكان أعظم مظاهر استثنائيته أنه صمد صمودًا قاهرًا تحطمت عليه أحلام دعاة الفوضى وعشاق الخراب ومروجي الضلال والظلام والرجعية.
وها نحن اليوم في الذكرى الثامنة والثمانين لليوم الوطني السعودي المجيد، نحتفل ونحتفي بمكاسب الآباء والأجداد من القادة والشعب، وقلوبنا ملأى بالحب والشكر والعرفان لهم على ما قدموه من تضحيات وبطولات وأمجاد، حافلة بالفخر والإجلال لهم ولأعمالهم الخالدة ومنجزاتهم الرائدة، محفوفين بالعزيمة والتفاؤل على إكمال مسيرة العطاء ورحلة البناء، في مرحلة جديدة من مراحل التفوق، وخطوة مديدة من خطوات السبق، في ظل ملك عظيم وقائد حكيم، ولد حين ولد الوطن، فنشأ معه، وشاركه تفصيلات مسيرته شدةً ورخاءً، وتضحيةً وعطاءً، فكان فكره للوطن ضياءً، وهمته لأمجاده بناءً: سلمان بن عبدالعزيز، ذاكرة الوطن وحافظ تاريخه وباني عاصمته ومحور سياسته، الذي مُنح الثقة من أبيه وهو شابٌّ، فكان أهلا لها، قائمًا بأعبائها، محلِّقًا بأهدافها، محقِّقًا لطموحاتها، فلما تولى الملك أعاد حكمة والده وحنكة أستاذه وقدوته، ففتح الباب أمام شباب وطنه للقيادة والريادة والتفكير والتخطيط والتنفيذ، فأطلق الرؤية الوطنية المباركة 2030 بأهداف عالية الطموح، ووسائل بالغة الدقة، وأوكل مهام تنفيذها وأعباء القيام بها إلى جميع الشباب السعودي ذكورًا وإناثًا دون استثناء، واختار لقيادتهم شابًّا قد صنعه على عينه، وصقله بيمينه، وأودع فيه تجارب أيامه وخلاصة أعوامه: ولي العهد أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي كان أهلا للثقة، ناهضًا بالأمانة، فلا تكاد تشرق شمس يوم إلا ومعها صبح جديد، ينقش بأنواره في كل شبر من هذا الوطن الصاعد الصامد:
نبني كما كانت أوائلنا * * *تبني ونفعلُ فوق ما فعلوا
فما أشبه الليلة بالبارحة!