فقدت الدعوة الإسلامية أمس أحد أبرز روادها الذين أسهموا بجهد امتد لثلاثة عقود في دخول أكثر من 11 مليون شخص للإسلام في القارة السمراء. حيث ألقى خبر وفاة الداعية الكويتي الشهير الدكتور عبدالرحمن السميط، بظلاله على جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حتى أن الهاشتاق الذي فتح في موقع "تويتر" تحت عنوان (وفاة - عبدالرحمن - السميط) غطى على أخبار أحداث مصر التي سيطرت على المشهد الإعلامي خلال اليومين الماضيين.
وعرف "السميط" الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في مجال خدمة الإسلام لعام 1996، بأنه واحد من الدعاة الذين نذروا أنفسهم لنشر الإسلام في أوساط الفقراء خصوصا في القارة الأفريقية، حيث فرغ نفسه لهذه المهمة، ولم يشغل نفسه بأي أمر آخر، ولذلك اكتسب شهرة واسعة جعلت بعض المجموعات المسلحة تحاول اغتياله أكثر من مرة، لأن انتشار دعوته بين عامة الناس في تلك القرى أفقد هذه الجماعات عناصر كثيرة كانت تعتمد عليها في تنفيذ جرائمها.
وتكشف سيرة "السميط" عن حس إنساني لازمه منذ طفولته، حيث ينقل عن أقاربه أنه كان يوفر كثيرا من مصروفه الخاص لإنفاقه على الفقراء. وعلى الرغم من أنه درس الطب في جامعات غربية معروفة مثل جامعة "ليفربول" بالمملكة المتحدة و"ماكجل" في كندا، إلا أنه عاش معظم حياته في أفريقيا، حيث استقر وزوجته في مدغشقر للتفرغ لدعوة قبائل الأنتيمور.
عاني السميط في السنوات الأخيرة من الأمراض، حيث أصيب بثلاث نوبات بالقلب مرتان وجلطة بالمخ، إضافة إلى أنه مصاب بالسكري، وأصيب بالملاريا مرتين.