على الرغم من التطور الكبير المتنامي الذي تشهده موانئ نقل المواد البتروكيماوية في المملكة وخاصة موانئ الجبيل وينبع وراس الخير والتي تشكل الحافز الأهم في جذب الاستثمارات ونمو الصادرات البتروكيماوية السعودية، إلا أن ميناء جدة لا يزال يمثل مشكلة كبيرة مستعصية وعائق أمام سلاسة الصادرات السعودية البتروكيماوية للأسواق الأفريقية والشرق أوسطية والأوروبية في ظل الأنظمة والإجراءات البطيئة في تخليص الشحنات ونقل الحمولات التي تتكدس في الميناء لفترات طويلة جداً لعدة أشهر مسببا ذلك ربكة وتضجر من قبل المنتجين المحليين والعملاء الخارجيين.
ووصفت مصادر في الأسواق الأفريقية للبولي إثيلين والبولي بروبلين الأمر بالخطير جداً أن تتأخر حمولاتهم في ميناء جدة لأكثر من شهرين، مشتاطين غضباً في حين يحاول تجار أخرون إلغاء الأوامر.
وأعلن عدد من العملاء عن استيائهم لتأخر الشحنات في الميناء، فيما تحدث عدد من الموزعين عن أوامر شحن تقدموا بها أواخر أبريل وأوائل مايو لم تغادر جدة، وقد ارغم التأخير بعضهم للتفكير في توريد وحدات التخزين من أمريكا وأوروبا والتي من المؤكد أن تثقل كاهلهم بالمزيد من التكاليف.
وعزا عدد من المتعاملين في الميناء تأخير إبحار الشحنات من ميناء جدة لعدد من الأسباب منها الزحام الرهيب الذي حدث نتيجة تقلص ساعات العمل خلال شهر رمضان، إضافة إلى لهيب الطقس الحار جداً والقيود المفروضة على دخول الشاحنات الثقيلة إلى مدينة جدة خلال ساعات الذروة والتي لم يكن معمولاً بها في السابق.
وطالب عدد من التجار ضرورة إعادة النظر في مسألة تغيير وقت دخول الشاحنات لجدة إضافة إلى ضرورة زيادة عدد العاملين في الميناء وأهمية تطوير الإجراءات وتحسين الخدمات في وقت يعد ميناء جدة الشريان الرئيس للواردات والصادرات السعودية لأفريقيا وأوروبا وأمريكا.
ومثل تلك الظروف والأوضاع في ميناء جدة من شأنها إعاقة الصادرات السعودية مقارنة بالواردات من الموانئ العالمية الأخرى التي لا تشهد تكدس للحمولات الواردة للسعودية والتي لا تتجاوز فترة شحنها 10-15 يوماً مقارنة بالتأخير الهائل من جدة.
ويشار إلى أنه وفق تصنيف البضائع المحملة من ميناء جدة ضمن احصاء شهر يونيو 2013 شمل منتجات بترولية بطاقة 136.906 طن، ومنتجات بتروكيماوية بطاقة 239.044 طنا، ومواد صناعية بطاقة 116.465 طن، ومواد غذائية بطاقة 55.816 طن، ومواد قابلة لإعادة التصنيع بطاقة 13.602 طنا، وحاويات فارغة وتريلات 164.929، وعربات 8.907، وبضائع أخرى 889.665، ليبلغ إجمالي البضائع المحملة 1.625.334