على هامش جائزة أبها, قدم نادي أبها الأدبي بالتعاون مع جائزة أبها صباح الخميس 21 / 8 / 1435ه,ـ ندوة صباحية في فندق قصر أبها بعنوان "الجوائز الأدبية الثقافية.. الواقع والمأمول", شارك في الندوة الدكتور عثمان الصيني, والأستاذ حمد القاضي, والدكتور عبد الله السلمي رئيس نادي جدة الأدبي, وأدار الندوة الدكتور أحمد آل مريع رئيس نادي أبها الأدبي, حيث تطرق في تقديمه لمعالجة موضوع الجوائز الثقافية الوطنية في هذا العصر, لا سيما وأن الجوائز الثقافية لم تعد حدثاً ثقافية, يمكن أن تجرى في أي مكان ويتحدث الناس عن ظروف هذا الحدث وملابساته, وقال إن الجوائز الثقافية أصبحت بحكم تغير العصر والمستجدات الأخيرة, وبحكم ظهور الاشهار وعظمة الإعلام بشكل كبير جداً وطغيانها, فقد أصبحت الجائزة أقرب ما تكون للصناعةً التي يقوم وراءها مؤسسات وعمل منظم واشتراطات وتحكيم, واعتبر أن هذه الجوائز باتت ذات رؤية ومألات, وأصبحت تحتاج إلى عناية خاصة, واستشهد بقول حسين بافقيه بأن هذه الجوائز علامة ثقافية لهذا العصر, وأوضح بأن أمانة الجائزة وأدبي أبها رأيا أن تكون هذه الندوة معززة لدور الجائزة في عامها الأربعين, وأن تتعرض للحديث عن الجوائز بين الواقع والمأمول, وتفيد من أراء المتحدثين والمحاورين في هذه الأصبوحة, وقال بأن القامات التي تتحدث في هذه الندوة تضيف أهمية لها, وهي قامات علمية كبيرة ولها حضورها, ثم قرأ تعريفاً لكل متحدث قبل أن ينقل الحديث له حتى يقرأ ورقته..
بداية تحدث الأستاذ حمد القاضي في ورقته عن الأصل الذي جاءت منه الجوائز, معتبراً أنه جاء من الرغبة في تفعيل فكرة التنافس ما بين الأدباء والموهوبين, وذكر أن الجوائز منذ التاريخ كانت معروفة, معرجاً على بعض الجوائز التي كانت موجودة في سوق عكاظ في العصر الجاهلي, مستشهداً ببعض الحوادث التي حصلت عبر التاريخ, ومنها المنحة التي منحها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى كعب بن زهير وهي بردته الشريفة, وبين أن الجوائز الموجودة ترتبط كثيراً بالجانب الأدبي, ووصف ذلك بالشيء الجيد, وتمنى أن تتجاوز ذلك حتى تشمل شتى المعارف الإنسانية بشكلٍ عام, لأن من شأن ذلك أن يدعم التقدم الإنساني في كل المجالات, ودعا إلى ضرورة طباعة الأعمال الفائزة وتوزيعها في حفل الجائزة نفسه, واقترح إنشاء صندوق للجوائز تنفق منه على أعمالها, وأثنى على جائزة أبها وتنوعها واستمراريتها..
وتحدث الدكتور عثمان الصيني عن الواقع والمأمول في هذه الجوائز الموجودة في عالمنا العربي, وذكر أن هنالك جوائز محترمة ومقدرة ولها قيمتها, وفي المقابل هنالك جوائز لا تستحق الاهتمام من قبل المثقفين, وأنها كانت سبباً في أن يجتمع عليها من أسماهم بتجار الجوائز, وهم الذين يكتبون الأعمال بشكل مفصل لنيل تلك الجوائز والفوز بها, وتحدث أيضاً عن بعض الجوائز التي لا تمتلك رؤية حقيقية أو رسالة حقيقية, ولا تشتمل على أهداف أو برامج حقيقية, وبعضها تنقل بلغة إنشائية لا يمكن أن تحقق منجز حقيقي للجائزة, ولا تجعلها تتميز بشكل مباشر, وذكر بأن هنالك نوع من الجوائز له أهداف شخصية بحتة لإظهار اسم الشخص, ورأى بأن جوائز المؤسسات أولى وأفضل جوائز الأفراد, معتبراً أن جوائز الأفراد قد تنزلق إلى تكريم أصحابها بدلاً من تكريم الفائزين..
فيما تحدث الدكتور السلمي حول كثرة هذه الجوائز إلى الحدّ الذي لا يمكن احصاءها, معتبراً ذلك مظهراً صحياً وإيجابياً ويدل على أن المجتمع يعيش حركة حيّة, داعياً إلى عدم ضخ كم كبيرٍ منها إلى درجة فقدان الجوائز ذات الحضور القوي قيمتها, وقال إن ذلك من الإشكالات المطروحة, ثم أثار سؤالاً حول المتقدم لأي جائزة وهل يراها ضرورة أم ترفاً؟ وهل استطعنا أن ندرس ونتتبع مخرجات هذه الجوائز؟ واصفاً الجوائز بأنها تأخذ أكثر من منحى, فمنها التقديرية والتي تعطى للشخصيات أو المؤسسات أو الهيئات؛ تقديراً لجهودها التي بذلتها, وجوائز تشجيعية تحفيزية تحاول أن تنتشل المبدع من منطقة إلى منطقة أعلى, حتى تقدمه إلى المجتمع, متسائلاً عن مدى نجاحها مستقبلاً بعد أن تقدم المبدع, وماذا سيكون حاله بعد ذلك؟ معتبراً أن عليها أن تسلمه من مرحلة إلى مرحلة أخرى؛ حتى يفوز بجائزة أعلى, وقال بأن عدم تحقق ذلك يبقيه في مرحلة لا تتجاوز مكان فوزه الأول, وذلك يعني عدم تحقق الهدف المراد, وقال إنها لا توجد لدينا دائرة معنية برصد الجوائز الثقافية, ودعا إلى قيام أكثر من جهة بتشكيل مثل تلك الإدارة وتنظيمها وترتيبها, حتى لا يختلط أوقات وأماكن الجوائز, مما ينتج خللاً في الحضور والترتيب والتنظيم والمعرفة, وخللاً في استطلاع التضاريس الموجودة لجميع الجوائز الثقافية, ثم تحدث عن إشكالية عدم ضمان الاستمرارية لمثل تلك الجوائز, مستشهداً بتجربته في نادي جدة الأدبي وما يقدمه من جوائز, وأكد على أن أهمية امتلاك الجائزة لمورد ذاتي قوي ووقفاً علمياً كما تفعل الجامعات, معتبراً أن هذا الظهور لا يمكنه البقاء والاستمرار ما لم يتكئ على جانبين "المورد المالي والعمل المؤسساتي المنظم", واعتبر أن من إشكالات هذه الجوائز عدم تقدم من يستحقها, وطالب الجوائز بالبحث عن المبدعين بدلاً من انتظار تقدمه إليها, لافتاً إلى أهمية تصنيف تلك الجوائز إلى فئات مختلف بحسب ما تمتلكه كل جائزة من مميزات..
ثم أتاح مدير الحوار الحديث للحاضرات والحاضرين للمداخلة في الندوة, والتعليق والتساؤل حول ما طرح فيها من أوراق, ومضت الندوة على نحو من الحوار بين الحاضرين والمشاركين فيها, حول الجوائز وما يكتنفها من إشكالات ومعوقات والمأمول منها, واستمر ذلك حتى أعلن مدير الندوة الدكتور أحمد آل مريع نهاية الوقت المخصص لها..
بداية تحدث الأستاذ حمد القاضي في ورقته عن الأصل الذي جاءت منه الجوائز, معتبراً أنه جاء من الرغبة في تفعيل فكرة التنافس ما بين الأدباء والموهوبين, وذكر أن الجوائز منذ التاريخ كانت معروفة, معرجاً على بعض الجوائز التي كانت موجودة في سوق عكاظ في العصر الجاهلي, مستشهداً ببعض الحوادث التي حصلت عبر التاريخ, ومنها المنحة التي منحها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى كعب بن زهير وهي بردته الشريفة, وبين أن الجوائز الموجودة ترتبط كثيراً بالجانب الأدبي, ووصف ذلك بالشيء الجيد, وتمنى أن تتجاوز ذلك حتى تشمل شتى المعارف الإنسانية بشكلٍ عام, لأن من شأن ذلك أن يدعم التقدم الإنساني في كل المجالات, ودعا إلى ضرورة طباعة الأعمال الفائزة وتوزيعها في حفل الجائزة نفسه, واقترح إنشاء صندوق للجوائز تنفق منه على أعمالها, وأثنى على جائزة أبها وتنوعها واستمراريتها..
وتحدث الدكتور عثمان الصيني عن الواقع والمأمول في هذه الجوائز الموجودة في عالمنا العربي, وذكر أن هنالك جوائز محترمة ومقدرة ولها قيمتها, وفي المقابل هنالك جوائز لا تستحق الاهتمام من قبل المثقفين, وأنها كانت سبباً في أن يجتمع عليها من أسماهم بتجار الجوائز, وهم الذين يكتبون الأعمال بشكل مفصل لنيل تلك الجوائز والفوز بها, وتحدث أيضاً عن بعض الجوائز التي لا تمتلك رؤية حقيقية أو رسالة حقيقية, ولا تشتمل على أهداف أو برامج حقيقية, وبعضها تنقل بلغة إنشائية لا يمكن أن تحقق منجز حقيقي للجائزة, ولا تجعلها تتميز بشكل مباشر, وذكر بأن هنالك نوع من الجوائز له أهداف شخصية بحتة لإظهار اسم الشخص, ورأى بأن جوائز المؤسسات أولى وأفضل جوائز الأفراد, معتبراً أن جوائز الأفراد قد تنزلق إلى تكريم أصحابها بدلاً من تكريم الفائزين..
فيما تحدث الدكتور السلمي حول كثرة هذه الجوائز إلى الحدّ الذي لا يمكن احصاءها, معتبراً ذلك مظهراً صحياً وإيجابياً ويدل على أن المجتمع يعيش حركة حيّة, داعياً إلى عدم ضخ كم كبيرٍ منها إلى درجة فقدان الجوائز ذات الحضور القوي قيمتها, وقال إن ذلك من الإشكالات المطروحة, ثم أثار سؤالاً حول المتقدم لأي جائزة وهل يراها ضرورة أم ترفاً؟ وهل استطعنا أن ندرس ونتتبع مخرجات هذه الجوائز؟ واصفاً الجوائز بأنها تأخذ أكثر من منحى, فمنها التقديرية والتي تعطى للشخصيات أو المؤسسات أو الهيئات؛ تقديراً لجهودها التي بذلتها, وجوائز تشجيعية تحفيزية تحاول أن تنتشل المبدع من منطقة إلى منطقة أعلى, حتى تقدمه إلى المجتمع, متسائلاً عن مدى نجاحها مستقبلاً بعد أن تقدم المبدع, وماذا سيكون حاله بعد ذلك؟ معتبراً أن عليها أن تسلمه من مرحلة إلى مرحلة أخرى؛ حتى يفوز بجائزة أعلى, وقال بأن عدم تحقق ذلك يبقيه في مرحلة لا تتجاوز مكان فوزه الأول, وذلك يعني عدم تحقق الهدف المراد, وقال إنها لا توجد لدينا دائرة معنية برصد الجوائز الثقافية, ودعا إلى قيام أكثر من جهة بتشكيل مثل تلك الإدارة وتنظيمها وترتيبها, حتى لا يختلط أوقات وأماكن الجوائز, مما ينتج خللاً في الحضور والترتيب والتنظيم والمعرفة, وخللاً في استطلاع التضاريس الموجودة لجميع الجوائز الثقافية, ثم تحدث عن إشكالية عدم ضمان الاستمرارية لمثل تلك الجوائز, مستشهداً بتجربته في نادي جدة الأدبي وما يقدمه من جوائز, وأكد على أن أهمية امتلاك الجائزة لمورد ذاتي قوي ووقفاً علمياً كما تفعل الجامعات, معتبراً أن هذا الظهور لا يمكنه البقاء والاستمرار ما لم يتكئ على جانبين "المورد المالي والعمل المؤسساتي المنظم", واعتبر أن من إشكالات هذه الجوائز عدم تقدم من يستحقها, وطالب الجوائز بالبحث عن المبدعين بدلاً من انتظار تقدمه إليها, لافتاً إلى أهمية تصنيف تلك الجوائز إلى فئات مختلف بحسب ما تمتلكه كل جائزة من مميزات..
ثم أتاح مدير الحوار الحديث للحاضرات والحاضرين للمداخلة في الندوة, والتعليق والتساؤل حول ما طرح فيها من أوراق, ومضت الندوة على نحو من الحوار بين الحاضرين والمشاركين فيها, حول الجوائز وما يكتنفها من إشكالات ومعوقات والمأمول منها, واستمر ذلك حتى أعلن مدير الندوة الدكتور أحمد آل مريع نهاية الوقت المخصص لها..