تعود علينا مناسبة اليوم الوطني هذا العام لتضيف فصلاً جديدًا لتاريخ وطن يُسارع للمجد والعلياء، وتُكتب صفحة مشرقة في سجل الشرف الحافل بالخير والعطاء والسلام. اليوم الوطني يوم مُحبب لنفوس المواطنين في هذا الوطن العزيز، الذي يضم مهبط الوحي وأقدس بقاع المعمورة، كما يضم قلب شبه الجزيرة العربية، وللجميع أن يسعدوا بذكرى تأسيس الوطن ويفتخروا بكونهم منه، ويحمدوا الله على ما أفاء عليهم من نعمه التي لا تُحصى تحت ظلال وحدته الوارفة. ومع إطلالة هذه المناسبة المشرقة وسعادة النفوس بها وافتخارها بالوطن انتماءً وإنجازًا؛ تنهال الذكريات حول ما كانت عليه الحال وما آلت إليه.
ما حدث عام 1351هـ من إعلان قيام المملكة العربية السعودية ولم شمل أجزاء هذا الكيان، كان حجر الأساس لخطوات تطور متسارعة في شتى المجالات، حتى أصبحت تلك البدايات هي القواعد الثابتة للنهضة التي يعيشها الجميع.
إن ما تحقق من إعادة توحيد البلاد لهو نعمة كبرى من نعم الله التي لا تُحصى والتي توجب الشكر، وإن ما أُنجز من تقدم قياسي في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاقتصادية والحضارية واضحة المعالم أمر عظيم يُفتخر به، وإن من أدلة الشكر والحمد لله على ما تحقق أن يشعر كل فرد منا أن ذلك ما كان ليتحقق لولا النظرة الثاقبة لمؤسس هذه البلاد المغفور له –بإذن الله – الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وتضحياته ورجاله الأوفياء.
إن اليوم الوطني يذكرنا أن بذل الجهود العظيمة والتحلي بالصبر والحزم هي السُبل المُثلى لتحقيق الأهداف، فبعد التأسيس، بدأت فصول مسيرة تنموية شاملة وفقاً لخطط خمسية تستهدف بناء الإنسان وإرساء البنى التحتيّة وتنمية الاقتصاد الوطنيّ، وسنَ التشريعات التي تسهم بشكل فعّال في تطوير البلاد، وصولاً في هذا العهد الزاهر إلى مرحلة الرؤية المباركة للمملكة؛ رؤية 2030، التي وُضعت ببصيرة نافذة تستشرف الآفاق وتستنير الطريق وما تضمنته من محاور وأهداف طموحة وبرامج للتحول الوطني تستنهض قوة البلاد الاستثمارية لخلق اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامه، ملتزمةً بمواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد أبنائها بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل.
لقد تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ــ حفظه الله ــ بتعاظم دور المملكة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، من خلال التزامها المستمر بمكافحة التطرف بجميع صوره والتصدي لكل الخلايا الإرهابية وتصفية كافة أنشطتها داخل المملكة، ومواصلة جهودها الخيرة لدعم جهود المصالحة في المنطقة مع الالتزام الكامل والقاطع بعدم السماح لأحد بالتدخل في الشؤون الداخلية لها. كما وقف العالم شاهدًا على نجاح تجربة المملكة في التعامل مع تداعيات جائحة كورونا المستجد على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وقد أثبت التجربة السعودية متانة الأسس التي اعتمدت عليها، في مقابل تدهور واضح وأزمات متلاحقة يعاني منها كثير من دول العالم حتى اليوم.
قدمت المملكة حلولًا مبتكرة في إدارة هذه الأزمة، وأعطت للعالم أنموذجاً في تعاملها مع تداعياتها، ابتداءً من إدارة وتنظيم مواسم الحج والعمرة وصولًا للعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية المتزامنة مع الاحتفال باليوم الوطني 91، متحليةً في ذلك بقيمها الإنسانية التي لا تتوقف عند رعاية المواطن والمقيم، بل تمتد إلى أبعد من ذلك من خلال دعمها منذ بداية الأزمة لأبحاث تطوير اللقاحات ودعمها لجهود المنظمات الدولية لتأمين إمداداته للدول الأكثر تضررًا حمايةً لملايين البشر من خطر الجائحة.
واتسمت إدارة الأزمة في المملكة بدعم لا محدود للبنية التحتية الرقمية وإعطاء دور أكبر لاستخدام التقنية وطرح العديد من البرامج والتطبيقات، وتحويل نظام التعليم بكامل مؤسساته للتعليم عن بعد، ونجحت وزارة التعليم بقيادة معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ في خلق بيئات تعليم افتراضية مكنت الطلاب والطالبات في جميع المراحل من الاستمرار في التعلم دون توقف.
لقد أخذت القيادة الرشيدة على عاتقها التزامًا قويًا بتطوير التعليم وتوجيه الطلاب نحو الخيارات الوظيفية والمهنية المناسبة وبتوفير الدعم المادي والمعنوي اللازم للوصول لهذا الهدف وتوظيف ذلك لتحقيق نتائج متميزة، من بينها الوصول بالجامعات السعودية إلى مستوى المنافسة مع قريناتها العالمية، وهذا ما تحقق بالفعل وأصبحت أسماء الجامعات المحلية تزين نشرات تصنيف الجامعات حول العالم.
ومن خلال هذا الدعم وبتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان ابن عبدالعزيز أمير منطقة الحدود الشمالية – حفظه الله – حققت جامعة الحدود الشمالية إنجازات مهمة، تؤكد التزامها الراسخ بتحمّل مسؤولياتها تجاه برامج التنمية في المنطقة، وبتقديم برامج أكاديمية قائمة على بناء الكفاءات والبحث والابتكار، سعيًا لتحقيق مكانة مرموقة بين جامعات المنطقة والعالم، مع حرص الجامعة على أن تواكب خطتها الإستراتيجية رؤية المملكة 2030.
ختامًا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في وطننا وأن يعلي شأنه، وأن يحفظ له قائده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد ابن سلمان بن عبدالعزيز وأن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها في ظل قيادتنا الحكيمة.
أ.د. محمد بن يحيى الشهري
رئيس جامعة الحدود الشمالية
ما حدث عام 1351هـ من إعلان قيام المملكة العربية السعودية ولم شمل أجزاء هذا الكيان، كان حجر الأساس لخطوات تطور متسارعة في شتى المجالات، حتى أصبحت تلك البدايات هي القواعد الثابتة للنهضة التي يعيشها الجميع.
إن ما تحقق من إعادة توحيد البلاد لهو نعمة كبرى من نعم الله التي لا تُحصى والتي توجب الشكر، وإن ما أُنجز من تقدم قياسي في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاقتصادية والحضارية واضحة المعالم أمر عظيم يُفتخر به، وإن من أدلة الشكر والحمد لله على ما تحقق أن يشعر كل فرد منا أن ذلك ما كان ليتحقق لولا النظرة الثاقبة لمؤسس هذه البلاد المغفور له –بإذن الله – الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وتضحياته ورجاله الأوفياء.
إن اليوم الوطني يذكرنا أن بذل الجهود العظيمة والتحلي بالصبر والحزم هي السُبل المُثلى لتحقيق الأهداف، فبعد التأسيس، بدأت فصول مسيرة تنموية شاملة وفقاً لخطط خمسية تستهدف بناء الإنسان وإرساء البنى التحتيّة وتنمية الاقتصاد الوطنيّ، وسنَ التشريعات التي تسهم بشكل فعّال في تطوير البلاد، وصولاً في هذا العهد الزاهر إلى مرحلة الرؤية المباركة للمملكة؛ رؤية 2030، التي وُضعت ببصيرة نافذة تستشرف الآفاق وتستنير الطريق وما تضمنته من محاور وأهداف طموحة وبرامج للتحول الوطني تستنهض قوة البلاد الاستثمارية لخلق اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامه، ملتزمةً بمواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد أبنائها بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل.
لقد تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ــ حفظه الله ــ بتعاظم دور المملكة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، من خلال التزامها المستمر بمكافحة التطرف بجميع صوره والتصدي لكل الخلايا الإرهابية وتصفية كافة أنشطتها داخل المملكة، ومواصلة جهودها الخيرة لدعم جهود المصالحة في المنطقة مع الالتزام الكامل والقاطع بعدم السماح لأحد بالتدخل في الشؤون الداخلية لها. كما وقف العالم شاهدًا على نجاح تجربة المملكة في التعامل مع تداعيات جائحة كورونا المستجد على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وقد أثبت التجربة السعودية متانة الأسس التي اعتمدت عليها، في مقابل تدهور واضح وأزمات متلاحقة يعاني منها كثير من دول العالم حتى اليوم.
قدمت المملكة حلولًا مبتكرة في إدارة هذه الأزمة، وأعطت للعالم أنموذجاً في تعاملها مع تداعياتها، ابتداءً من إدارة وتنظيم مواسم الحج والعمرة وصولًا للعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية المتزامنة مع الاحتفال باليوم الوطني 91، متحليةً في ذلك بقيمها الإنسانية التي لا تتوقف عند رعاية المواطن والمقيم، بل تمتد إلى أبعد من ذلك من خلال دعمها منذ بداية الأزمة لأبحاث تطوير اللقاحات ودعمها لجهود المنظمات الدولية لتأمين إمداداته للدول الأكثر تضررًا حمايةً لملايين البشر من خطر الجائحة.
واتسمت إدارة الأزمة في المملكة بدعم لا محدود للبنية التحتية الرقمية وإعطاء دور أكبر لاستخدام التقنية وطرح العديد من البرامج والتطبيقات، وتحويل نظام التعليم بكامل مؤسساته للتعليم عن بعد، ونجحت وزارة التعليم بقيادة معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ في خلق بيئات تعليم افتراضية مكنت الطلاب والطالبات في جميع المراحل من الاستمرار في التعلم دون توقف.
لقد أخذت القيادة الرشيدة على عاتقها التزامًا قويًا بتطوير التعليم وتوجيه الطلاب نحو الخيارات الوظيفية والمهنية المناسبة وبتوفير الدعم المادي والمعنوي اللازم للوصول لهذا الهدف وتوظيف ذلك لتحقيق نتائج متميزة، من بينها الوصول بالجامعات السعودية إلى مستوى المنافسة مع قريناتها العالمية، وهذا ما تحقق بالفعل وأصبحت أسماء الجامعات المحلية تزين نشرات تصنيف الجامعات حول العالم.
ومن خلال هذا الدعم وبتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان ابن عبدالعزيز أمير منطقة الحدود الشمالية – حفظه الله – حققت جامعة الحدود الشمالية إنجازات مهمة، تؤكد التزامها الراسخ بتحمّل مسؤولياتها تجاه برامج التنمية في المنطقة، وبتقديم برامج أكاديمية قائمة على بناء الكفاءات والبحث والابتكار، سعيًا لتحقيق مكانة مرموقة بين جامعات المنطقة والعالم، مع حرص الجامعة على أن تواكب خطتها الإستراتيجية رؤية المملكة 2030.
ختامًا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في وطننا وأن يعلي شأنه، وأن يحفظ له قائده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد ابن سلمان بن عبدالعزيز وأن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها في ظل قيادتنا الحكيمة.
أ.د. محمد بن يحيى الشهري
رئيس جامعة الحدود الشمالية