خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب إمام وخطيب المسجد النبوي.
وبعد أن حمد الله جل في علاه بدأ فضيلته الخطبة قائلاً: أيها المؤمنون إن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرما، وإن من أقبح الظلم أن يظلم المرء نفسه فيدسيها ولا يزكيها، ويكون الظلم أعظم إذا وقع في الزمان والمكان المعظم، وقد قال الله عز وجل "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا..." ، وقال تبارك وتعالى "إن الذين كفروا ويصدون عن المسجد الحرام...".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ أَحْدَثَ فِي الْمَدِينَة حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ …"،
وأكمل فضيلته: إن ربكم قد نسب شهركم هذا إليه على لسان نبيكم، وحثكم فيه على الصيام وقرنه بالقيام له في جوف الليل والسحر، فقال عليه الصلاة والسلام "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل"، و إضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإنه تبارك وتعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، ولذلك ندب فيه إلى العمل الذي نسبه إلى نفسه وهو الصوم، فقال في الحديث القدسي"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي"
وأضاف فضيلته : فطوبى لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر، وطوبى لمن أظمأ نفسه ليوم الري الأكبر، وطوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره، والدنيا كلها شهر صيام المتقين، وعيد فطرهم يوم لقاء ربهم، ومعظم نهار الصوم قد ذهب، وعيد اللقاء قد اقترب.
وذكر فضيلته أفضل الأعمال فقال: أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس.. وقرآنها أقرب للتدبر لانقطاع الشواغل وحضور القلب وتواطئه مع اللسان على الفهم، ففي الأسحار ينزل الجبار، وفتح أبواب السماء واستجابة الدعاء، واستعراض حوائج السائلين عند رب العالمين، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، وتكفير للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد"
وتحدث فضيلته عن صيام يوم عاشوراء فقال: أيها المؤمنون.. يوم العشر من المحرم يوم عاشوراء.. له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم يعني يوم عاشوراء، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ويهود تصومه لصيام موسى عليه السلام فيه شكرا لله على نجاته وقومه، وهلاك فرعون وقومه في ذلك اليوم، فقال عليه الصلاة والسلام فنحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه، وسأله رجل عن صيامه فقال صلى الله عليه وسلم "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" وقال عليه الصلاة والسلام "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" أي مع العاشر مخالفة لليهود، ومن صام يوما قبله أو يوما بعده أو صام الثلاثة أو ضعف عن ذلك فصامه وحده فكل ذلك واسع حسن.
ونص الإمام أحمد على صومه في السفر لأنه يفوت ولا عدة له من أيام أخر، وجاء الحث على الصدقة فيه موقوفه، ولم يصح حديث في التوسعة على العيال فيه، إلا أن أحمد قال: رواه سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر وكان من أفضل أهل زمانه، أنه بلغه أنه من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.
وذكر فضيلته عن البدع التي تحدث في يوم عاشوراء فقال: وأما اتخاذه مأتمًا لما وقع فيه من استشهاد العلم المنيف والسيد الشريف السبط الثاني والإمام الرباني الشهيد ابن الشهيد والولي بن الولي الحسين بن علي عليه وعلى والديه وجده من قبلهم صلوات الله وسلامه ورحماته وتبريكاته ابن بضعة النبي الغراء وحبيبة أبيها الزهراء، فاتخذه قوم شعاراً لضرب الأبشار وسب الأخيار، وطلب الثار ممن لم يشهد ولم يرض، فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مآتم، فكيف بمن دونهم.
واختتم فضيلته الخطبة قائلاً: إنما كملت فضائل آدم عليه السلام باعترافه على نفسه فقال "ربنا ظلمنا أنفسنا" وكان إبليس كلما أوقد نار الحسد لآدم فاح بها ريح طيب آدم واحترق ابليس، فاحذروا هذا العدو الذي أخرج أباكم من الجنة، فإنه ساع في منعكم من العود إليها بكل سبيل، و العداوة بينكم وبينه قديمة، ولما تحقق خلوده في النار اجتهد في تخليد من استطاع من بني آدم معه بتحسين الشرك، وقد حذركم مولاكم منه، وقد أعذر من أنذر، فخذوا حذركم.
وبعد أن حمد الله جل في علاه بدأ فضيلته الخطبة قائلاً: أيها المؤمنون إن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرما، وإن من أقبح الظلم أن يظلم المرء نفسه فيدسيها ولا يزكيها، ويكون الظلم أعظم إذا وقع في الزمان والمكان المعظم، وقد قال الله عز وجل "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا..." ، وقال تبارك وتعالى "إن الذين كفروا ويصدون عن المسجد الحرام...".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ أَحْدَثَ فِي الْمَدِينَة حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ …"،
وأكمل فضيلته: إن ربكم قد نسب شهركم هذا إليه على لسان نبيكم، وحثكم فيه على الصيام وقرنه بالقيام له في جوف الليل والسحر، فقال عليه الصلاة والسلام "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل"، و إضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإنه تبارك وتعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، ولذلك ندب فيه إلى العمل الذي نسبه إلى نفسه وهو الصوم، فقال في الحديث القدسي"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي"
وأضاف فضيلته : فطوبى لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر، وطوبى لمن أظمأ نفسه ليوم الري الأكبر، وطوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره، والدنيا كلها شهر صيام المتقين، وعيد فطرهم يوم لقاء ربهم، ومعظم نهار الصوم قد ذهب، وعيد اللقاء قد اقترب.
وذكر فضيلته أفضل الأعمال فقال: أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس.. وقرآنها أقرب للتدبر لانقطاع الشواغل وحضور القلب وتواطئه مع اللسان على الفهم، ففي الأسحار ينزل الجبار، وفتح أبواب السماء واستجابة الدعاء، واستعراض حوائج السائلين عند رب العالمين، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، وتكفير للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد"
وتحدث فضيلته عن صيام يوم عاشوراء فقال: أيها المؤمنون.. يوم العشر من المحرم يوم عاشوراء.. له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم يعني يوم عاشوراء، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ويهود تصومه لصيام موسى عليه السلام فيه شكرا لله على نجاته وقومه، وهلاك فرعون وقومه في ذلك اليوم، فقال عليه الصلاة والسلام فنحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه، وسأله رجل عن صيامه فقال صلى الله عليه وسلم "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" وقال عليه الصلاة والسلام "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" أي مع العاشر مخالفة لليهود، ومن صام يوما قبله أو يوما بعده أو صام الثلاثة أو ضعف عن ذلك فصامه وحده فكل ذلك واسع حسن.
ونص الإمام أحمد على صومه في السفر لأنه يفوت ولا عدة له من أيام أخر، وجاء الحث على الصدقة فيه موقوفه، ولم يصح حديث في التوسعة على العيال فيه، إلا أن أحمد قال: رواه سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر وكان من أفضل أهل زمانه، أنه بلغه أنه من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.
وذكر فضيلته عن البدع التي تحدث في يوم عاشوراء فقال: وأما اتخاذه مأتمًا لما وقع فيه من استشهاد العلم المنيف والسيد الشريف السبط الثاني والإمام الرباني الشهيد ابن الشهيد والولي بن الولي الحسين بن علي عليه وعلى والديه وجده من قبلهم صلوات الله وسلامه ورحماته وتبريكاته ابن بضعة النبي الغراء وحبيبة أبيها الزهراء، فاتخذه قوم شعاراً لضرب الأبشار وسب الأخيار، وطلب الثار ممن لم يشهد ولم يرض، فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مآتم، فكيف بمن دونهم.
واختتم فضيلته الخطبة قائلاً: إنما كملت فضائل آدم عليه السلام باعترافه على نفسه فقال "ربنا ظلمنا أنفسنا" وكان إبليس كلما أوقد نار الحسد لآدم فاح بها ريح طيب آدم واحترق ابليس، فاحذروا هذا العدو الذي أخرج أباكم من الجنة، فإنه ساع في منعكم من العود إليها بكل سبيل، و العداوة بينكم وبينه قديمة، ولما تحقق خلوده في النار اجتهد في تخليد من استطاع من بني آدم معه بتحسين الشرك، وقد حذركم مولاكم منه، وقد أعذر من أنذر، فخذوا حذركم.