ضمن فعاليات ملتقى جسفت الأول (آثارنا إبداع يعانق الحاضر), استضاف أدبي أبها مساء أمس الأحد محاضرة بعنوان (الرسوم الصخرية في المملكة العربية السعودية), والتي قدمها مدير فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت" في عسير، وأستاذ السياحة والآثار المساعد بجامعة الملك خالد, الدكتور علي عبد الله مرزوق، وقدم لها الدكتور محمد منصور المدخلي, ذاكر فيها أهمية الدراسات التي تتناول النقوشات الصخرية, وتحدث عن المحاضر وسيرته الذاتية واهتماماته بهذا النوع من الدراسات.
ثم بدأ مرزوق محاضرته حيث ذكر بأن إنسان شبه الجزيرة العربية استطاع أن يستلهم فنه من بيئته وطبيعة أرضه من حوله بما تحمله هذه البيئة من إنسان وحيوان ونبات، كما سجل انطباعاته، وعاداته الدينية، والثقافية، والاجتماعية وقام بتسجيل كل ذلك على جدران كهفه، وعلى الصخور القريبة منه، وهكذا كانت الرسوم الصخرية أول عملية تسجيل ثقافي معلوماتي في شبه الجزيرة العربية عن طريق استخدامهـــم لمجموعة من الأشكال، والرموز، والرسوم الآدمية والحيوانية.
وأضاف مرزوق بأن هنالك دراسات ومسوحات كثيرة كشفت عن مواقع الرسوم الصخرية ودراستها، وكان من نتائج هذه المسوحات للجزء الشمالي الغربي من المملكة أنه تم تسجيل 6896 من الرسوم الصخرية, تمثل رسوماً آدمية وحيوانية، وسجلت الإدارة العامة للآثار والمتاحف في الموسم الخامس عام 1410هـ دراسة شملت الطائف وأجزاء من منطقة عسير، مثل: "النماص، وتنومة، وبيشة"، سجلت فيها بيشة أعلى نسبة رسوم بعدد 32 موقع، تليها الطائف بـعدد 17 موقع. أما في الموسم السادس من العام 1411هـ ـ 1990م تم حصر وتسجيل الرسوم والنقوش الصخرية في وادي الدواسر ونجران، وبلغ عدد المواقع التي سُجلت في ذلك الموسم 126 موقع، غالبيتها تقع في نجران بعدد 86 موقع، يليها تثليث بعدد 35 موقع، ثم النماص بـ 3 مواقع.
كما تطرق مرزوق إلى مواقع هذه الرسوم الصخرية وأنها تقع على سفوح الجبال الصخرية، وقريبة من الأماكن التي استقروا فيها، والطرقات التي يسلكونها، وعلى الحوائط الداخلية للكهوف، وبالقرب من المواقع الأثرية والدروب القديمة، مثل: طرق الحج والتجارة قديماً، وقريبة من المستوطنات البشرية القديمة حول أماكن تجمع المياه، ومناطق الرعي، وفي الأماكن التي يمكن الوصول إليها على ارتفاع 1.5 ـ 2 م، وأماكن أخرى يصعب الوصول إليها لذا ربما لجأ الرسام إلى سلالم بسيطة أو حجر بارز في الصخر لتنفيذ رسومه.
وأشار إلى أن هناك أسباب لتلاشي كثير من الرسوم الصخرية، ذكر منها: عوامل التعرية، والعبث والتخريب البشري، وضعف الحفر على الصخر، وضعف الصخور نفسها، وقلة صلابتها، وسهولة تكسرها وتقشرها، وحرائق الغابات، والصواعق، والتعرض لأشعة الشمس الحارقة.
وقال إنه من بين أهداف الرسوم الصخرية: "أهداف سحرية، ودينية"، وأن بعض منها تستخدم كعلامات رمزية وربما لغة تخاطب بين أفراد المجتمع الواحد، وتعد الشاهد الوحيد على علاقة الإنسان ببيئته، وظروف عيشه فيها، وعاداته وتقاليده، وأنها أسهمت بشكل مباشر في التعرف على بعض الدروب، والمستوطنات البشرية القديمة، وتصاحب الرسوم الصخرية عادة نقوش "كتابات" يستفيد منها سكان المنطقة في وسم "وشم" حيواناتهم بواحدة من هذه النقوش الغنية بالأشكال الكثيرة والمتنوعة، بغرض تمييز وتحديد مواشي كل قبيلة عن الأخرى، إضافة إلى الهدف الجمالي التزييني، والتذكاري.
أما مواضيع الرسوم الصخرية فحددها المحاضر في موضوعات: الصيد، والمعارك، ومشاهد الحياة اليومية، والطقوس الدينية, ومن ناحية أشكال الرسوم الصخرية فتتنوع بين الأشكال الآدمية، والحيوانية، مثل: النعام، والوعول، والخيول، والجمال، والأبقار، والماعز، والكلاب، والحيوانات المفترسة، إضافة إلى الوسوم "الوشوم"، والرسوم المقترنة بكتابات، والرسوم متعددة الأشكال.
في نهاية المحاضرة أورد مرزوق عدداً من النتائج والتوصيات, حيث بين أن من أهم النتائج: استخدم اللون للرسوم الصخرية بشكل محدود، وعادة ما تكون داخل جدران الكهوف بعيدة عن عوامل التعرية، وعبث الإنسان، وأن هذه الرسوم الصخرية على امتداد تاريخها لا نستطيع ضبطها تاريخياً؛ كونها تمتد لفترات زمنية طويلة جداً يستحيل معها الضبط، وأكد أنه يصعب على الباحثين تفسير الرسوم الصخرية بشكل دقيق، إذ يختلف تفسيرها من باحث لآخر، وأنه من الأشكال القليلة والنادرة رسم الأشجار، والأوراق، وكل ماله علاقة بالزراعة، وهذا يدل ربما على عدم استقرارهم وأنهم قديماً كانوا يعتمدون على الترحال والتنقل من موقع إلى آخر، وربما لقلتها في الطبيعة، وأن هناك تشابه بين الرسوم الصخرية مع رسوم الأطفال في كثير من الصفات والخصائص.
أما أهم التوصيات، فذكر منها: في حالة القيام بمشروع ما في القرى والبادية (أماكن تواجد الرسوم الصخرية) فلا بد من إشعار المعنيين في السياحة والآثار لدراسة الموقع، وكيفية المحافظة على هذه النقوش، وأن كثير من المواقع الصخرية لم يتم دراستها حتى الآن، رغم أن وكالة الآثار قامت بمسحها، والبعض منها لم يُبحث بشكل وافي، وتحتاج إلى مزيد من الدراسات المعمقة، وأن هذه الرسوم والنقوش "الكتابات" المصاحبة لها بحاجة ماسة إلى المحافظة عليها من أيدي العابثين، وذلك بحمايتها وصيانتها لأنها تمثل إرثاً مهماً، كما أوصى بالتوسع في البحوث العلمية التي تكشف عن هذه الرسوم الصخرية وما يتعلق بها من ثقافات وعادات وديانات، وتشجيع الباحثين وخاصة أصحاب التخصصات الفنية التشكيلية على دراسة الرسوم الصخرية وتحليلها تشكيلياً، والاهتمام بالمواقع الصخرية في المملكة، وتأهيلها لتكون معارض فنية مفتوحة للمتذوقين والباحثين والسياح.
ثم بدأ مرزوق محاضرته حيث ذكر بأن إنسان شبه الجزيرة العربية استطاع أن يستلهم فنه من بيئته وطبيعة أرضه من حوله بما تحمله هذه البيئة من إنسان وحيوان ونبات، كما سجل انطباعاته، وعاداته الدينية، والثقافية، والاجتماعية وقام بتسجيل كل ذلك على جدران كهفه، وعلى الصخور القريبة منه، وهكذا كانت الرسوم الصخرية أول عملية تسجيل ثقافي معلوماتي في شبه الجزيرة العربية عن طريق استخدامهـــم لمجموعة من الأشكال، والرموز، والرسوم الآدمية والحيوانية.
وأضاف مرزوق بأن هنالك دراسات ومسوحات كثيرة كشفت عن مواقع الرسوم الصخرية ودراستها، وكان من نتائج هذه المسوحات للجزء الشمالي الغربي من المملكة أنه تم تسجيل 6896 من الرسوم الصخرية, تمثل رسوماً آدمية وحيوانية، وسجلت الإدارة العامة للآثار والمتاحف في الموسم الخامس عام 1410هـ دراسة شملت الطائف وأجزاء من منطقة عسير، مثل: "النماص، وتنومة، وبيشة"، سجلت فيها بيشة أعلى نسبة رسوم بعدد 32 موقع، تليها الطائف بـعدد 17 موقع. أما في الموسم السادس من العام 1411هـ ـ 1990م تم حصر وتسجيل الرسوم والنقوش الصخرية في وادي الدواسر ونجران، وبلغ عدد المواقع التي سُجلت في ذلك الموسم 126 موقع، غالبيتها تقع في نجران بعدد 86 موقع، يليها تثليث بعدد 35 موقع، ثم النماص بـ 3 مواقع.
كما تطرق مرزوق إلى مواقع هذه الرسوم الصخرية وأنها تقع على سفوح الجبال الصخرية، وقريبة من الأماكن التي استقروا فيها، والطرقات التي يسلكونها، وعلى الحوائط الداخلية للكهوف، وبالقرب من المواقع الأثرية والدروب القديمة، مثل: طرق الحج والتجارة قديماً، وقريبة من المستوطنات البشرية القديمة حول أماكن تجمع المياه، ومناطق الرعي، وفي الأماكن التي يمكن الوصول إليها على ارتفاع 1.5 ـ 2 م، وأماكن أخرى يصعب الوصول إليها لذا ربما لجأ الرسام إلى سلالم بسيطة أو حجر بارز في الصخر لتنفيذ رسومه.
وأشار إلى أن هناك أسباب لتلاشي كثير من الرسوم الصخرية، ذكر منها: عوامل التعرية، والعبث والتخريب البشري، وضعف الحفر على الصخر، وضعف الصخور نفسها، وقلة صلابتها، وسهولة تكسرها وتقشرها، وحرائق الغابات، والصواعق، والتعرض لأشعة الشمس الحارقة.
وقال إنه من بين أهداف الرسوم الصخرية: "أهداف سحرية، ودينية"، وأن بعض منها تستخدم كعلامات رمزية وربما لغة تخاطب بين أفراد المجتمع الواحد، وتعد الشاهد الوحيد على علاقة الإنسان ببيئته، وظروف عيشه فيها، وعاداته وتقاليده، وأنها أسهمت بشكل مباشر في التعرف على بعض الدروب، والمستوطنات البشرية القديمة، وتصاحب الرسوم الصخرية عادة نقوش "كتابات" يستفيد منها سكان المنطقة في وسم "وشم" حيواناتهم بواحدة من هذه النقوش الغنية بالأشكال الكثيرة والمتنوعة، بغرض تمييز وتحديد مواشي كل قبيلة عن الأخرى، إضافة إلى الهدف الجمالي التزييني، والتذكاري.
أما مواضيع الرسوم الصخرية فحددها المحاضر في موضوعات: الصيد، والمعارك، ومشاهد الحياة اليومية، والطقوس الدينية, ومن ناحية أشكال الرسوم الصخرية فتتنوع بين الأشكال الآدمية، والحيوانية، مثل: النعام، والوعول، والخيول، والجمال، والأبقار، والماعز، والكلاب، والحيوانات المفترسة، إضافة إلى الوسوم "الوشوم"، والرسوم المقترنة بكتابات، والرسوم متعددة الأشكال.
في نهاية المحاضرة أورد مرزوق عدداً من النتائج والتوصيات, حيث بين أن من أهم النتائج: استخدم اللون للرسوم الصخرية بشكل محدود، وعادة ما تكون داخل جدران الكهوف بعيدة عن عوامل التعرية، وعبث الإنسان، وأن هذه الرسوم الصخرية على امتداد تاريخها لا نستطيع ضبطها تاريخياً؛ كونها تمتد لفترات زمنية طويلة جداً يستحيل معها الضبط، وأكد أنه يصعب على الباحثين تفسير الرسوم الصخرية بشكل دقيق، إذ يختلف تفسيرها من باحث لآخر، وأنه من الأشكال القليلة والنادرة رسم الأشجار، والأوراق، وكل ماله علاقة بالزراعة، وهذا يدل ربما على عدم استقرارهم وأنهم قديماً كانوا يعتمدون على الترحال والتنقل من موقع إلى آخر، وربما لقلتها في الطبيعة، وأن هناك تشابه بين الرسوم الصخرية مع رسوم الأطفال في كثير من الصفات والخصائص.
أما أهم التوصيات، فذكر منها: في حالة القيام بمشروع ما في القرى والبادية (أماكن تواجد الرسوم الصخرية) فلا بد من إشعار المعنيين في السياحة والآثار لدراسة الموقع، وكيفية المحافظة على هذه النقوش، وأن كثير من المواقع الصخرية لم يتم دراستها حتى الآن، رغم أن وكالة الآثار قامت بمسحها، والبعض منها لم يُبحث بشكل وافي، وتحتاج إلى مزيد من الدراسات المعمقة، وأن هذه الرسوم والنقوش "الكتابات" المصاحبة لها بحاجة ماسة إلى المحافظة عليها من أيدي العابثين، وذلك بحمايتها وصيانتها لأنها تمثل إرثاً مهماً، كما أوصى بالتوسع في البحوث العلمية التي تكشف عن هذه الرسوم الصخرية وما يتعلق بها من ثقافات وعادات وديانات، وتشجيع الباحثين وخاصة أصحاب التخصصات الفنية التشكيلية على دراسة الرسوم الصخرية وتحليلها تشكيلياً، والاهتمام بالمواقع الصخرية في المملكة، وتأهيلها لتكون معارض فنية مفتوحة للمتذوقين والباحثين والسياح.