في افتتاح دورته الثانية أقام المقهى الثقافي ببارق محاضرة بعنوان الامن الفكري بين النظريةوالتطبيق لفضيلة الشيخ الدكتور عيسى الغيث عضو مجلس الشورى وذلك في سياق محور : الأمن الفكري في المملكة العربية السعودية وقد أدار الأمسية الدكتور علي الرباعي الذي رحب بالضيف الكريم وأكد على أهمية الأمن الفكري ودوره في الحفاظ على مكتسبات الوطن مشيرا إلى جهود المملكة العربية السعودية في بث الأمن والسلام والحرص على رفاه المواطن واستقراره بل امتدت جهودها الخيرة إلى خارج الوطن لتشمل الجميع بعطائها والدفع باتجاه الاستقرار والرخاء في كل مكان ، وفي سياق محاضرته أكد فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الغيث على أن الأمن الفكري يعد مطلبا ملحا في ظل الانفتاح المعلوماتي الذي يعيشه العالم اليوم مشيرا إلى أهمية فقه الاختلاف مستشهدا بما كان من الهدي النبوي و اختلاف مسلك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في حادثة بني قريظة المشهورة حيث أخذ بعضهم بمنطوق الحديث وأخذ آخرون بمفهومه دون أن ينكر بعضهم على بعض ودون أن ينكر النبي الأكرم على أي من المسلكين بل حتى دون ترجيح اجتهاد على الآخر ، وأشار إلى أهمية التزام المنهج العلمي القائم على التثبت وفحص الأقوال والأخذ والرد على هدي من كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأشار الغيث إلى ضرورة استخدام العقل والاستقلال الفكري حتى لانقع ضحية لأصحاب الأهواء والأفكار المتطرفة والمنحرفة ، التي تستلهب العواطف وتثير الحماس ليذهب ضحيتها الآلاف من أبناء هذا الوطن كما هو الحال في من انضم إلى داعش والقاعدة ، وبين الغيث أننا نحتاج إلى وسطية تتسع للرأي والرأي الآخر وفق منظومة شرعية أخلاقية تستوعب جميع أبناء هذا الوطن وتحتوي اختلافاته التنوعية مشيرا أن فئتين تضران بمصالح الوطن : الفئة التي تبالغ في المدح وتدعي الكمال والمثالية في المؤسسات والوزارات والفئة التي تضخم الأخطاء وتتخذ منها ذريعة للتعبئة ورسم صورة سوداوية غير واقعية ،وتساءل الغيث لماذا نقبل التجديد في جوالاتنا وسياراتنا وأثاثنا وملابسنا ثم نقف حجر عثرة في وجه التجديد في الفكر ! ومن جهة أخرى لماذا لانخضع أنفسنا للمراجعة والتقويم ولماذا نفترض صواب آرائنا مع أن الإمام الشافعي كان يقول رأينا صواب يحتمل الخطأ ! كما تساءل في نفس السياق لماذا حتى إذا سمعنا بالمراجعات فإننا لانكاد نسمع بالتراجعات ؟! مع أن المنتظر أن تبرز التراجعات متى ماكان ثمة مراجعات حقة ، هذا وقد عدّ الغيث المقهى الثقافي ببارق تطبيقا للأمن الفكري ومثالا حيا على ماينبغي أن تضطلع به مؤسسات المجتمع المدني من مهام ومايناط بها من أدوار للدفع باتجاه الأمن الفكري واستقرار المجتمع ... وعقب المحاضرة أتيح المجال للمداخلات والأسئلة بدأها الأستاذ غرم الذي أثنى على المحاضرة وأشار إلى الفرق المفهومي بين "الأمن الاجتماعي " و"الأمن المجتمعي " ومن جانبه أكد الشيخ أبوطالب انتماء أبناء هذا الوطن لقيادتهم الحكيمة ووطنهم المعطاء وأن الفكر المتطرف هو فكر دخيل استغل عواطف الشباب وغرر بهم ومن جهة أخرى قال الأستاذ عبدالعلام الفلقي إن الغيث يؤكد باستمرار وفي غير ما مناسبة على قضية التراجعات التي ينبغي أن تنبني على المراجعات وأشاد بطريقة الغيث في التعامل مع مخالفيه وتساءل الإعلامي عبدالله السالمي عن إمكانية استبدال مصطلح "الأمن الفكري " بمصطلح آخر يكون أكثر جذبا وحميمية بأوساط الشباب لأن مصطلح "الأمن الفكري " قد يكون محفوفا بسوء الفهم وقد أشاد سعادة محافظ بارق الأستاذ سلطان السديري بجهود المقهى الثقافي شاكرا للمحاضر طرحه المميز ولمدير الأمسية إدارته البارعة ومؤكدا على أهمية موضوع المحاضرة ومثمنا في الوقت دور بلدية محافظة بارق في احتضان فعاليات المقهى الثقافي ...وفي ختام الأمسية قدم المقهى الثقافي درعين تذكاريين لفضيلة الشيخ الدكتور عيسى الغيث وسعادةالدكتور علي الرباعي
ثم تقدمت فرقة الكشافة بقيادة الأستاذ علي عز الدين طالبة توقيع كل من فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الغيث وسعادة محافظ محافظة بارق ورئيس بلدية بارق ، والمقهى الثقافي ببارق على وثيقة تجديد البيعة والوﻻء بمناسبة اليوم الوطني 84 للمملكة العربية السعودية بثانوية عقبة بن نافع ومتوسطة الإمام محمد بن سعود ببارق
ثم تقدمت فرقة الكشافة بقيادة الأستاذ علي عز الدين طالبة توقيع كل من فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الغيث وسعادة محافظ محافظة بارق ورئيس بلدية بارق ، والمقهى الثقافي ببارق على وثيقة تجديد البيعة والوﻻء بمناسبة اليوم الوطني 84 للمملكة العربية السعودية بثانوية عقبة بن نافع ومتوسطة الإمام محمد بن سعود ببارق